كتبت - عايدة البلوشي:
تعتبر الإجازة الطويلة عن العمل فترة للنقاهة، لأنها تبعد الموظفين والطلبة عن مسؤوليات الوظيفة وروتينها وضغوط العمل، إلا أن كسل هذه الإجازة يلاحق الموظفين والطلبة على حد سواء، ومنهم من يتغيب عن الدوام، ومنهم من يكون حضوره فقط (أنا موجود) دون إنجاز المهام الوظيفية المطلوبة، فكيف يستقبل الناس أول يوم بعد إجازة العيد، وما هي الصعوبات التي يواجهونها.
معايدات
تقول منى علي: إن أول يوم دوام من بعد العيد لا يحسب من الدوام حيث يأتي أغلب الموظفين إلى مكان عملهم يقضونه معايدات على زملائهم ولا ينجزون شيئاً من العمل ومن ثم العودة إلى منازلهم، وإجازة العيد تقريباً خمسة أيام بذلك يبقى العمل متراكماً كما هو لم ينجز منه شيئاً، بذلك تتعطل الأعمال ومصالح الناس.
وتضيف علي: اعتاد بعض الموظفين أخذ إجازة مباشرة بعد إجازة العيد، خاصة إذا كان العيد يصادف وسط الأسبوع بالتالي آخر الأسبوع (يسمته) إجازة من رصيد إجازاته السنوية أو كإجازة مرضية، ولكن العيد هذه السنة جاء في بداية الأسبوع تقريباً بالتالي تكون إجازة العيد حتى نهاية الأسبوع، لذلك نجد الموظفين والطلبة أخذوها إجازة يوم الأحد قبل يوم عرفة هذه السنة لتكون إجازة سبوعاً كاملاً، وأما الموظفون الذين يداومون فلا تجدهم على مكاتبهم فيبدأ يومهم بالمعايدة ومن ثم ينتظرون حتى ينتهي الدوام.
ويعلق عبدالله إسماعيل: أن وتيرة الحياة لدى غالبية الناس تتغير في الإجازة، سواء على النشاط اليومي أو طريقة الأكل والشرب، ولكن الموظف مع إحساسه بالمسؤولية والأمانة يبدأ بالإنتاجية والعطاء ويتلاشى الكسل والخمول مع مرور الوقت ولكن هؤلاء قلة الذين يعملون بهذه الطريقة، حيث إن أغلب الموظفين لا يرغبون بالعمل في أول يوم وهؤلاء الذين لا يرغبون بالعمل حتماً سيؤثرون على تلك الموظفين الذين يعملون من أجل إنجاز العمل في الوقت المحدد.
وتواصل: في الحقيقة لا أعرف كيف سنداوم الأسبوع بعد إجازة العيد، حيث إنه سيكون أسبوعاً طويلاً نتنظر فيه الإجازة الأسبوعية لأننا اعتدنا على السهر ومن الصعب جداً ضبط النوم من جديد بالتالي سيكون استيقاظنا صعب والحضور إلى الدوام متأخر خاصة مع زحمة الشوارع، ولكننا كما هو المعتاد بعد كل إجازة نحاول أن نرغب أنفسنا على الدوام إنجاز المهام وما باليد حيلة.
النوم
وتعبر عائشة صالح عن الصعوبة التي تواجه الموظف بعد العودة إلى العمل من بعد غياب طويل وإجازة العيد الجميلة والتي اعتاد على نوم من دون إلزام إلا أن أصعب أمر يواجهه أي موظف عند العودة إلى العمل العيد هو الاستيقاظ مبكراً من جديد، قائلة: «أصعب ما أشعر به الاستيقاظ مبكراً بعد إجازة العيد والتي دامت تقريباً أسبوعاً كاملاً، فقد نعتاد على السهر والطلعات والزيارات، بالتالي يتغير هذا الوضع إلى تقيد والنوم مبكراً حتى الاستيقاظ مبكراً والعودة إلى لعمل.
«قومة الصبح»
وتعترف نادية علي بأنها تواجه مشكلة كبيرة مع (قومة الصبح) بعد الإجازة بشكل عام ولا سيما إجازة العيد والتي تمتد إلى أسبوع تقريباً، وهي قلقة من استيقاظ أبنائها في أول الأيام، حيث إنهم اعتادوا على السهر، بالتالي أول ما تواجهه قبل ليلة المدرسة وحثها المتكرر لأبنائها للخلود إلى النوم، حيث لا يستجيب أحد منهم ويكون ردهم عادة (مافينا نوم) أو ( بعد شوي) حتى آخر الليل، بالتالي حتماً أعاني معهم في الاستيقاظ والذي أذهب إلى استيقاظهم كل منهم أربع أي ست مرات في أقل من ثلث ساعة، وبطبيعة الحال التأخير يكون حليفهم في أول يوم والكسل عنوانهم.
الأحد يوم طويل.. وأسبوع طويل
«بمجرد ما نتذكر بأن يوم الأحد دوام .. نشعر بضيق وقلق»، هكذا بدأت منيرة محمد قولها، وتضيف: في الحقيقة أن الدوام في الأحد (غلط) لأن الموظف بعد إجازة العيد الطويلة نوعاً ما يشعر بعدم الرغبة بالعودة إلى الدوام، فما بالكم إن كان الدوام يوم الأحد( أي بداية الأسبوع)، حتماً يعيش في توتر وقلق و»نرفزة»، بالتالي يفضل بأن يكون الدوام في نصف الأسبوع حتى يشعر الموظف بأنه سيداوم يومين أو ثلاثة ومن ثم يعود إلى إجازة، فالتدرج هو الحل الأمثل لتشجيع الموظف للعودة إلى الدوام، خاصة وأن أول أسبوع من الدوام يكون طويلاً جداً وأنه أسبوعين بالتالي تقل رغبة الموظف في أداء مهامه وتقل إنتاجيته.
حالة نفسية
أما الباحثة الاجتماعية فاطمة علي تقول: إن الموظف يمر بحالة نفسية مختلفة بعد إجازة العيد والعودة إلى العمل وفي ذهنه أن المطلوب منه هو إنجاز العمل، فيبدأ بالتكاسل تدريجياً، حيث يكون في قمة تكاسله النفسي للعمل. مؤكدة أنه في بداية الأمر قد يؤدى ذلك إلى حدوث يؤدي إي قلق وعدم الرغبة في إنجاز المهام المطلوبة وتقل كفاءته وقدرته على العطاء، وربما في أول يوم من الدوام الرسمي نجد عدداً كبيراً من الموظفين لا ينجزون مهامهم ويكون يومهم الأول بعد الإجازة) للمعايدة فقط.
تضيف: وهذه الحالة النفسية طبيعة يمكن يمر بها أي موظف لذلك علينا أن لا نضغط عليه في سرعة إنجاز المهام المطلوبة، بل بالتدريج يمكنه العمل على هذه التكليفات، وأيضاً الطالب في المدرسة لا يمكن الضغط عليه بالشرح والمعلومات منذ أول يوم ولا يعني ذلك بأننا نلغي هذا اليوم، بل بالتدريج والتوازن بين الشرح والراحة يمكن الدخول في العملية التعلمية، كما يجب علينا أن نتيقن تماماً سواء بالنسبة للطالب أو الموظف لا يمكن علينا فرض عليه الأمور بالإجبار لأن الإجبار لا يؤدي إلى إنجاز المهام، بل يؤتى بالنتائج العكسية والسلبية.