الرياض - (وكالات): أكد ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع رئيس المجلس الأعلى لأرامكو السعودية الأمير محمد بن سلمان أن «أسعار النفط ليست معركتنا وندعم أي اتفاق جماعي لمنظمة الدول المصدرة للبترول «اوبك»»، مضيفاً أن «المملكة ستحافظ على حصة سوقية قدرها 10.3 إلى 10.4 مليون برميل يومياً في حال تم التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج» قبيل اجتماع نحو 15 دولة من كبار مصدري النفط اليوم في الدوحة.
وصرح الأمير محمد بن سلمان في مقابلة نشرتها وكالة «بلومبيرغ» العالمية للأخبار المالية والاقتصادية أنه «في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن المملكة لن تفوت أي فرصة لبيع نفطها»، مشيراً إلى أن «السعودية لن تجمد مستويات إنتاجها النفطي إلا إذا أقدم كل المنتجين الكبار الآخرين بما في ذلك إيران على نفس الخطوة».
وذكر ولي ولي العهد السعودي أن «المملكة تستطيع زيادة الإنتاج إلى 11.5 مليون برميل يوميا على الفور وأن تنتج ما يصل إلى 12.5 مليون برميل في غضون شهور».
وذكر أنه «لا يعني بهذا أن المملكة ستزيد إنتاجها لكنه يعني أن بمقدورها فعل ذلك».
وقال إن «السعودية ليست قلقة من انخفاض أسعار النفط»، معللاً ذلك بالقول «لدينا برامجنا التي لا تحتاج إلى سعر نفط عال حتى يتم تنفيذها»، موضحاً أن «معركة أسعار النفط ليست معركتنا، بل معركة الدول التي تعاني من الأسعار المنخفضة». وجدد التأكيد على أن «المملكة لن تثُبّت إنتاج النفط حتى يفعل البقية»، لافتاً إلى أن «الرياض ستدعم أي اتفاق جماعي لمنظمة «أوبك»».
وجاءت التصريحات قبيل اجتماع نحو 15 دولة من كبار مصدري النفط، اليوم في الدوحة، لمناقشة تثبيت الأسعار.
ومن المقرر أن يجتمع منتجو النفط من أوبك وخارجها اليوم في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة تجميد مستويات الإنتاج، في مسعى للحد من تخمة المعروض العالمي. ويعاني المنتجون من تدني أسعار النفط وزيادة المعروض في السوق. ويبلغ فائض الإنتاج العالمي من الخام نحو 1.5 مليون برميل يومياً فوق حجم الطلب.
وأعلنت طهران أن وزير النفط الإيراني لن يشارك في الاجتماع، ما من شأنه أن يعزز هذه الشكوك.
ورغم إبداء قطر «أجواء من التفاؤل»، ينقسم محللون حول النتائج المتوقعة من الاجتماع الذي ستحضره دول في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أبرزها السعودية، وغيرها من خارج المنظمة أبرزها روسيا، ومدى تأثيره السلبي أو الإيجابي على الأسعار وأسواق النفط.
ويأتي الاجتماع بعد اتفاق 4 دول نفطية أبرزها السعودية وروسيا في فبراير الماضي على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير الماضي، شرط التزام المنتجين الكبار الآخرين بذلك. إلا أن إيران العائدة حديثاً إلى سوق النفط العالمية لا ترغب بتجميد إنتاجها عند مستوى يناير، الشهر الذي بدأ فيه رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وأعلن ناطق باسم وزارة النفط الإيرانية هو أكبر نعمة الله أن وزير النفط بيجان نمدار زنكنه لن يشارك في اجتماع الدوحة، مشيراً إلى أن ممثل إيران في أوبك حسن كاظم بور اردبيلي سيكون حاضراً.
وحذرت أوبك في تقريرها الشهري من استمرار الفائض في إمدادات النفط، مخفضة كذلك بشكل طفيف توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذه السنة.
ويعود تراجع أسعار النفط عالمياً لأسباب عدة، منها الفائض في الكميات المعروضة لا سيما بعد زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي، في مقابل تراجع الطلب خاصة من جانب الصين. وكبد الانخفاض الدول النفطية مليارات الدولارات من الإيرادات.
وبعد تسجيله أدنى مستوى له خلال 13 عاماً في فبراير الماضي «27 دولاراً للبرميل»، استعاد النفط بعضاً من عافيته خلال الأسابيع الماضية، وتم تداوله هذا الأسبوع بأعلى بقليل من 40 دولاراً للبرميل.