^ لم يأت تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية أمس تجاه البحرين من فراغ، كان هناك أمران مهمان، الأول هو ما قامت به البحرين من خطوات مكاشفة بقيادة جلالة الملك -حفظه الله- تمثلت في لجنة التقصي، والثاني وهو أيضاً مهم جداً، وهو الموقف القوي للمملكة العربية السعودية وموقف خادم الحرمين الشريفين، وموقف ولي العهد الأمير نايف والأمير سعود الفيصل. وإن كنا نتحدث عن الأزمة التي مرت ورحلت بإذن الله، فلن ننسى مواقف حكام الإمارات الشقيقة، الشيخ خليفة بن زايد ومحمد بن زايد وعبدالله بن زايد، كان موقف الإمارات وشيوخ الإمارات وشعب الإمارات مشرفاً جداً، وليس غريباً عليهم. وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أشادت بخطوات البحرين وأشادت بالعلاقة الاستراتيجية الثنائية التي تربطها بالبحرين أمس، وبقراءة بسيطة، حتى وإن كانت خطوات البحرين جداً مهمة، فإن الأمريكان إن كانت لديهم استراتيجية معينة تجاه البحرين فلن تجدي أي إصلاحات، التاريخ يقول ذلك، لكن موقف هيلاري في الرياض جاء في وقت أتت فيه أمريكا إلى السعودية وهي تطلبها في زيادة المعروض النفطي العالمي مع اشتداد العقوبات على النظام الإيراني. ولولا تدخل السعودية، وتدخل الأمير سعود الفيصل لربما سمعنا كلاماً مكرراً سمعناه من قبل، كلاماً يحمل بعض الإشادة، ومطالبات وإملاءات. ما نريده من الدولة هنا هو ألا تفتح أبوابها للمنظمات المشبوهة التي تعمل على المدى الطويل لقلب نظام الحكم وإعداد كوادر لهذا الأمر، ما نريده من الدولة أن يكون خطابها مع الأمريكان واضحاً وصريحاً، تهمنا العلاقة الاستراتيجية والتحالف، لكن لا نقبل بأن تعمل منظمات أمريكية على استهداف البحرين وهي تمول أمريكياً، هذه القضية يجب أن تناقش بوضوح. من جهة أخرى، لا ينبغي نحن هنا وبحكم العلاقة القوية أن نفتح الأبواب لمنظمات مشبوهة دعمت وتدعم الإرهاب في البحرين، ينبغي أن يكون خطابنا إليهم هكذا، وينبغي ألا نفتح لهم الأبواب وهذه هي نواياهم. من جانب آخر، يخطئ الإعلام المحلي في تسمية الإرهابيين ومن يدعمونهم باسم المعارضة، هؤلاء ليسوا معارضة، من يريد قلب نظام الحكم ليس معارضة، إنهم انقلابيون وإرهابيون، من يقتل ويستهدف المارة في الشوارع بشكل عشوائي ليس معارضة. المعارضة الشريفة والوطنية تختلف مع سياسات، تختلف مع نهج وأسلوب الدولة، لكنها ليست أداة لقلب نظام الحكم بالقوة. المعارضة الشريفة لا يمكن أن تطلقها على من يعمل مع الخارج ضد وطنه، المعارضة الشريفة لا تضع يدها في يد إيران وغيرها وتأخذ أموالاً من هنا وهناك، من إيران ومن غيرها من أجل قلب نظام الحكم، هؤلاء عملاء وليسوا معارضة. المعارض الشريف يقف ضد الأخطاء والفساد والتجاوزات وكل السياسات الخاطئة ويفندها ويطالب بالإصلاح، لكنه مع شرعية الحكم، ومع سيادة الدولة، ولا يضع يده في يد الخونة في الخارج، ويتلقى الأموال منهم. أي معارض وطني شريف هو محل احترام من أهل البحرين مادام يقف مع الإصلاح وضد الفساد، لكنه مع شرعية الحكم الخليفي ومع سيادة الدولة ودستورها.