^ ضمن مشروعها الكبير لتوثيق تاريخ البحرين الاجتماعي، تعكف الدكتورة هيّا بنت علي النعيمي، أستاذة تاريخ البحرين وعميدة كلية الآداب بجامعة البحرين، على إعداد فيلم وثائقي يصوِّر بمهنيةٍ عاليةٍ دور المرأة البحرينية في زمن الغوص، وتهدي هذا الفيلم لسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد الأمين ونائب القائد الأعلى بصفته داعماً وسنداً للمرأة البحرينية. وكانت الدكتورة هيّا النعيمي في زيارةٍ للمجلس الأسبوعي لسمو ولي العهد، حيث أهدت سموّه ملخّصاً لبحثٍ قامت بإعداده، ويدور موضوعه حول المنامة عاصمةً للثقافة الإسلامية، ولمست من حديثها مع سمو الأمير سلمان علامات التشجيع التي تميِّز شخصية سموّه، بحسب تعبير الدكتورة نفسها، باعتبار أن البحث يمثِّل نواةً لمشروعٍ ثقافيٍ كبيرٍ يتعلّق بتاريخ البحرين الاجتماعي. وكانت الدكتورة هيّا تنصت باهتمامٍ وإعجاب بالغين لحديث سموّه الممتع، والغنيّ بموضوعاته المتشعِّبة، حيث إن سمو الأمير يتحلّى، كما قالت لي الدكتورة، بالذكاء الحادّ، وسرعة البديهة، وسعة الصدر، وهي السمات التي تحبّها الدكتورة في شخصيّة سمو ولي العهد، وتشيد بها عند القاصي والداني. إن الدكتورة هيّا لتغبط الأشخاص الذين سُعدوا بالعمل مع سمو الأمير سلمان، والقرب منه، نظراً لروعة وبساطة شخصّية سموّه، مثلما أفضت لي بذلك في حديثها معي الذي يلخِّصه هذا المقال. لقد لمست الدكتورة في سموّ الأمير سلمان المعرفة الثاقبة، والرؤية العميقة لتاريخ البحرين ومنطقة الخليج والجزيرة العربية، وتشجيعه للباحثين، حيث إن عبارة “شكراً على ما قدّمتيه”، التي تفضّل بها سمو الأمير، كانت، كما قالت الدكتورة، كافيةً “لمنحي حافزاً للمزيد من العطاء، حيث اتخذتُها نبراساً لي في عملي وحياتي، ففي تلك اللحظة، تمنيتُ في قرارة نفسي أن أكون ضيفةً دائمةً في مجلس سموّه العامر، حيث وجدتُ في هذا المجلس فرصةً نادرةً للقاء الشخصيّات التاريخية والثقافية، والمشاركة في المناقشات والحوارات الفكرية الهادفة إلى إثراء تاريخ البحرين، وتوثيقه، وتقدير مساهمة المرأة في نهضة البلد ورفعته”. إن الفيلم التاريخي الذي يحمل عنوان “صانعة الرجال” يبرز بشفافيةٍ الدور المحوري الذي لعبته المرأة البحرينية في فترة الغوص، وشاركت من خلاله في صنع تاريخ البحرين، حيث كانت تستخدم مواردها المالية الشحيحة في النهوض بمسؤوليات الرجل في العناية ببيتها، فكانت تضحِّي بسعادتها كي يُكتب اسمها بحروفٍ من ذهبٍ في تاريخ البحرين. وبذلك استطاعت الدكتورة هيا النعيمي أن تؤكِّد الدور الذي اضطلعت به المرأة البحرينية في فترة الغوص، وأن تضع اللبنات الأولى لمشروعٍ واعدٍ يستهدف توثيق التاريخ الاجتماعي لبحريننا الحبيبة! إن لقاء الدكتورة هيا مع سمو الأمير سلمان قد فتح لها آفاقاً جديدةً للتفكير الإبداعي، وكيفية توظيفه في توثيق تاريخ الوطن، كما صرّحت لي بذلك في حديثها عن سمو الأمير المبدع.