^  كلما اقترب اليوم الموعود لحدث الفورمولا واحد الجميل الذي شهد العالم بأسره نجاح البحرين في تنظيمه في السنوات السابقة حمي وطيس المحاولات الرامية لخنقه و«شحولته» تنفيذاً للخطة الرامية إلى ضرب الاقتصاد والإضرار بالنظام، حيث من المهم عند هؤلاء التأكيد للعالم بأن البحرين “لا تستحق هذا التنظيم وأن المشاركين في السباق يتاجرون في احتجاجات البحرين”، لهذا لم يترددوا حتى عن لقاء مالك الحقوق التجارية للفورمولا واحد بيرني أيكلستون في لندن في محاولة لثنيه عن مواصلة هذا النشاط لكنه فاجأهم بقوله إنه لن يخسر شيئاً لو تم إلغاء السباق وأضاف “أغلقوا الشوارع أثناء السباق.. وسأحضر فعاليتكم”! الساعون إلى الإضرار بالاقتصاد يعلمون أن أيكلستون لن يخسر شيئاً وأنه لا علاقة له بالسياسة من قريب أو من بعيد، ويعلمون أنه ليس هدفهم، فهدفهم واضح هو خنق الفورمولا ضمن خطوات أخرى لخنق الاقتصاد، باعتبار أن هذا حسب مفهومهم سيسهم في إضعاف النظام وسيعجل في إسقاطه! وليس السعي إلى تخريب معرض الطيران ببعيد، حيث تمت محاولات عديدة فيما سمي بعملية حداد السماء ولكنها فشلت ونجح المعرض. لذا فإن المتوقع أيام السباق -إن سارت الأمور طبيعية- أن تكون هناك محاولات لإغلاق الشوارع وللتظاهر ولإزعاج المشاركين في السباق والحاضرين لفعالياته تحت ذريعة إظهار “المظلومية” للعالم. ورغم أن المتوقع أيضاً أن هذه الفعاليات السالبة لن تؤثر على السباق وسيتم تحجيمها والتقليل من أهميتها إلا أن محاولات استغلال هذه المناسبة للإساءة إلى القيادة والحكومة ستستمر، ذلك أن الغايات واضحة.. والسوسة (فضائية العالم الإيرانية) جاهزة للدعم والمساندة! مؤلم الوصول إلى هذا النوع من التفكير المتمثل في ضرب الاقتصاد وتخريب الوطن واستغلال مناخ الحريات! مؤلم سعي المواطن إلى تخريب اقتصاد بلاده بحجة أن أموراً في البلاد لا تعجبه! لا أحد يدعي أنه لا توجد مشكلات أو أخطاء أو حتى تجاوزات، فالقيادة نفسها والحكومة تقران بحدوثها وإلا ما تم قبول توصيات بسيوني ولما تم تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ توصياته، لكن وجود الأخطاء والتجاوزات لا يوفر المبرر لقتل الوطن وهدم ما تم بناؤه، ولا يعني أبداً حصول المتضرر على حق التخريب وإيذاء الوطن. البلاد مرت بسنة قاسية عانى فيها الجميع، فيها تم ارتكاب أخطاء كثيرة، ليست كلها من الحكومة كما يحلو لهؤلاء أن يدعوا. في هذه السنة ضاعت فرص عديدة للخروج من المأزق الذي صرنا فيه، وفيها أكد البعض قلة خبرته في العمل السياسي وأعطى لنفسه الحق في التحدث باسم المواطنين جميعاً ولم يتمكن من تحقيق شيء لأحد، لكن كل هذا لا يعني أن نخرب اقتصادنا ونغير ثوابتنا ونتعاون مع من له مصلحة خفية في هدم ما تم بناؤه في السنوات الماضية. تخريب الاقتصاد لا يدخل في باب السلمية التي اتخذها البعض عنواناً وستاراً يمارس من ورائه ما يحلو له، وإفشال سباق الفورمولا واحد لا يحقق أي انتصار ولا يصحح أي أخطاء وقعت، وهو لا يضر منظمي السباق والحكومة بقدر ما يضر بمصالح كثير من المواطنين الذين تشكل لهم هذه الأنشطة والفعاليات مصدر رزق وفرصة للعمل يحتاجونها. إن منح الساعين لتخريب هذه الفعالية وضرب الاقتصاد الوطني أنفسهم فرصة لمراجعتها والتفكير بجد في مصلحة الوطن ومستقبله ومصلحة المواطنين وحياتهم كفيل باتخاذ قرار بالتراجع الفوري عن هكذا سلوك، فمن يسعى للارتقاء بالوطن وخدمة الناس لا يعمد إلى الإضرار بهما ولا يفرح بانتشار الأخبار المغرضة عن إمكانية إلغاء هذه الفعالية كما حصل في اليومين الأخيرين، لا لشيء إلا ليقولوا.. شحوال!