عواصم - (وكالات): أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس أن واشنطن ستشتري 32 طناً من المياه الثقيلة من إيران لتلبية حاجات الصناعة والأبحاث النووية الأمريكية، في وقت يبحث البلدان عملية تطبيق الاتفاق حول النووي الإيراني، الأمر الذي اعتبره رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري بول ريان «تنازلاً آخر غير مسبوق لأهم رعاة الإرهاب في العالم»، مضيفاً أن «التقرير المنشور عن الصفقة التي تبلغ قيمتها 8.6 مليون دولار تبدو في إطار محاولات إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما لتسويق الاتفاق النووي الموقع مع إيران وأنها ستؤدي لدعم البرنامج النووي الإيراني بصورة مباشرة»، فيما كشفت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»، نقلاً عن مصدر روسي مطلع، أن «التقارير التي كشفتها رادارات السيطرة الروسية، أكدت أن إيران اختبرت الثلاثاء الماضي، صاروخاً باليستيا عابراً للقارات من نوع «سيمرغ» القادر على حمل رؤوس نووية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي ان «»هذه الصفقة التي لم يحدد قيمتها «ستوفر للصناعة الأمريكية منتجاً مهماً، في حين ستمكن إيران في الوقت نفسه من بيع بعض المياه الثقيلة الفائضة لديها».
وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» التي كانت أول من نشر الخبر، فان قيمة الصفقة تصل إلى 8.6 مليون دولار.
وأضاف كيربي في بيان أن «هذه المواد ليست مشعة ولا تشكل خطراً على الأمن».
وقدمت الولايات المتحدة صفقة شراء هذه الكمية من المياه الثقيلة بانها تدخل في إطار الاتفاق النووي التاريخي الموقع في 14 يوليو 2015 بين القوى العظمى وإيران وينص على مراقبة البرنامج النووي الإيراني.
ودخل الاتفاق حيز التطبيق في 16 يناير الماضي وينص على رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران وإعادة إدخالها تدريجاً إلى المبادلات الدولية.
وأوضح كيربي أن «احترام إيران لهذا الاتفاق يعني أن هذه المواد خرجت من إيران، ما يضمن أنها لن تستعمل في تطوير سلاح نووي».
وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة ستتسلم كمية الـ32 طناً هذه من المياه الثقيلة «خلال الأسابيع المقبلة» قبل أن «يعاد بيعها» في السوق الأمريكية لأغراض صناعية وللأبحاث العلمية.
وأعلن عن هذه الصفقة في نفس اليوم الذي سيعمل فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على طمأنة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى وتيرة رفع العقوبات عن طهران بعد الاتفاق النووي الذي تعرض للانتقاد في كلا البلدين.
وعلق رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان على تقرير «وول ستريت جورنال» قائلاً إنها «صفقة تمثل تنازلاً آخر غير مسبوق لأهم رعاة الإرهاب في العالم».
من جهة أخرى، كشفت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»، نقلاً عن مصدر روسي مطلع، أن «التقارير التي كشفتها رادارات السيطرة الروسية، أكدت أن إيران اختبرت الثلاثاء الماضي، صاروخاً باليستيا عابراً للقارات من نوع «سيمرغ» القادر على حمل رؤوس نووية».
وأوضح المصدر الروسي أن «محطتي الرادار هيذر وأرمافير الروسيتين، كشفتا عن «إطلاق صاروخ باليستي إيراني بنجاح من صحراء كوير وسط الهضبة الإيرانية»، مشيراً إلى أن «القسم الأكبر من الصاروخ سقط جنوب إيران».
كما ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، أن إيران اختبرت في 19 أبريل الحالي صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من صحراء كوير وسط الهضبة الإيرانية.
وأوضحت الصحيفة أن «خبراء روس يقومون حالياً بتحليل المعلومات لتحديد خصائص الصاروخ الذي تم إطلاقه».
وعلى غير العادة، لم تعلن السلطات الإيرانية أو وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري، أي معلومات بخصوص اختبارها لإطلاق الصاروخ.
وكانت إيران أطلقت في مارس الماضي عدة صواريخ باليستية من منصات مختلفة في أرجاء البلاد كجزء من تدريبات عسكرية، مما حدا بالولايات المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة تستهدف برنامج الصواريخ في إيران ردا على آخر تلك الاختبارات.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي الثلاثاء الماضي، إن «واشنطن لا يمكنها تأكيد إطلاق إيران لتجربة صاروخية جديدة»، لافتاً إلى أن «بلاده تراقب قيام طهران بمثل تلك التجارب». وتشير تقارير صحفية أجنبية، إلى أن الصاروخ الذي أطلقته إيران الثلاثاء الماضي كانت قد حصلت عليه من كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن «كوريا الشمالية باتت تزود إيران بالكثير من البيانات المتعلقة بإنتاج الصواريخ».