عواصم - (وكالات): قتل وأصيب عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال في قصف لقوات الرئيس بشار الأسد على مناطق عدة واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في سوريا خاصة في دوما بريف دمشق وحلب شمال البلاد، ما يجعل اتفاق الهدنة المعمول به منذ نحو شهرين يترنح على وقع التدهور الميداني الجديد. واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن الانتهاكات من جانب قوات النظام والفصائل المقاتلة تعني أن الهدنة المعمول بها منذ 27 فبراير الماضي «انتهت». وفي مدينة حلب وفي اليوم الثاني من غارات مكثفة لقوات النظام، قتل «12 مدنياً» في قصف جوي طال حي طريق الباب في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، وفق ما أفاد مصدر في الدفاع المدني. ويقتصر اتفاق الهدنة المعمول به منذ 27 فبراير الماضي، والذي يستثني تنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة، عملياً على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوباً، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي. وعلى جبهة أخرى، قتل، بحسب المرصد السوري، «13 شخصاً بينهم طفلان وأصيب 22 جراء قصف مدفعي لقوات النظام» في حصيلة هي الأكبر منذ بدء الهدنة في مدينة دوما، معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية لدمشق والمحاصرة منذ عام 2013.
وفي جنيف، حيث تواجه المفاوضات غير المباشرة رغم استمرارها مأزقاً، اعتبر موفد الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا أن «خطراً شديداً» يحيط باتفاق الهدنة.
وتستمر المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة حتى الأربعاء المقبل رغم تعليق وفد المعارضة الأساسي مشاركته فيها.
وعلقت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية، منذ أيام، مشاركتها الرسمية في جولة المفاوضات احتجاجاً على تدهور الأوضاع الإنسانية وانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية تتهم بها قوات النظام.
ولم يبق في جنيف سوى وفد الحكومة السوري ووفد من المعارضة المقربة من موسكو وشخصيات ممثلة لمؤتمر القاهرة ووفد آخر من معارضة الداخل، ووفد تقني تابعة للهيئة العليا للمفاوضات.
وفي ظل وضع ميداني وسياسي معقد، تشهد مدينة القامشلي شمال شرق سوريا توتراً أمنياً حيث تسري هدنة تم الاتفاق عليها بعد اشتباكات استمرت يومين بين قوات النظام السوري ومقاتلين أكراد.
وعقد مسؤولون في الحكومة السورية وأكراد اجتماعاً ثانياً لمواصلة محادثات حول الهدنة ستتركز، وفق مصدر أمني، على «تبادل المقاتلين الأسرى من الجانبين وإعادة النقاط التابعة للحكومة التى تقدمت فيها القوات الكردية». من جهة أخرى، اندلع حريق ضخم في منطقة العصرونية في دمشق القديمة تضررت خلاله عشرات المحال التجارية.