تشكل دول مجلس التعاون الخليجي عمق العرب في القارة الآسيوية، وبالمقابل تشكل المغرب عمق العرب في أقصى القارة الإفريقية، فوطننا العربي الكبير يمتد من الخليج إلى المحيط، لذلك كان التفاعل بين المنطقتين مهماً للغاية، فهما بمثابة ذراعين يحتضنان كل العرب جغرافياً.
عادة عندما تنتهي مؤتمرات القمة فإن زخمها يتراجع تدريجياً وبسرعة، ولكن القمة الخليجية ـ المغربية التي انتهت قبل أيام قليلة في العاصمة السعودية الرياض يبدو أنها مختلفة، ولن يتراجع زخمها سريعاً، فهناك إرادة وإصرار على أعلى المستويات لتطوير العلاقات الخليجية ـ المغربية في مختلف المجالات، خصوصاً مع الإطار المستقبلي العام لهذه العلاقات والذي طرحه بوضوح العاهل المغربي في كلمته خلال القمة.
ومع التحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، فإن هناك حاجة ملحة لشراكة استراتيجية بين دول مجلس التعاون والمغرب، وكافة المشاريع التي طرحت خلال الفترة الماضية من الأهمية بمكان تفعيلها الآن، فذراعا العرب يجب أن يتحركا معاً بانسجام ومرونة ثنائية.
بحرينياً فإننا نقدر الدور الكبير للمغرب قيادة وشعباً، ودعمها لمملكة البحرين منذ أزمتها الأخيرة قبل 6 سنوات، ثم دعمها المتواصل في حملتها ضد الإرهاب. وواجبنا كبحرينيين الوقوف مع المغرب في شتى المجالات سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وثقافياً. ورؤية جلالة الملك حفظه الله كانت واضحة تجاه تطوير العلاقات مع الرباط عندما قال أيّده الله «يجب أن يكون هناك عمل متواصل وزيارات متكررة بين بلادنا، لترسيخ هذه العلاقات والتقدم بها للأمام في المجالات كافة».
نتطلع لقمة بحرينية ـ مغربية استثنائية، تعزز ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات أساسية في قمة الرياض، وتمثل انطلاقة جديدة لعلاقات تقوم على الشراكة الاستراتيجية. وتعكس رؤية قيادة البلدين لتحديد الأولويات، وتطوير العلاقات في ظل وجود قواسم مشتركة تربط عرب الخليج بعرب المحيط.
يشرفنا أن نرحب بالعاهل المغربي في بلده الثاني مملكة البحرين، ولا نقول إلا كما قال عاهل البلاد المفدى «كلمات الترحيب بجلالة الملك محمد السادس لا تفي».