أكد الشاعر التونسي نجيب بن علي الذى يزور مملكة البحرين حاليا أن البحرين تعد محطة مهمة للشاعر العربى وهي من معاقل الأدب والثقافة في العالم العربي والخليج تحديدا ومتميزة بزخمها وأنفتاحها الثقافي وهي مقصدا للأدباء العرب وتعتبر محطة مهمة جدا للشاعر العربي أينما كان, متمنيا لمملكة البحرين كل الأزدهار والتوفيق.وقال الشاعر نجيب بن علي فى مقابلة مع وكالة أنباء البحرين أن الغرض من هذه الزيارة هو لتقديم تجربته الشعرية في مملكة البحرين ومنطقة الخليج متوجها بالتحية فى مستهل حديثه من أعماق تونس الخضراء إلى كل أهالي مملكة البحرين وإلى وكالة أنباء البحرين التي أتاحت له هذه الفرصة الجميلة لتقديم تجربته الشعرية والتعريف بالكتب التي قام بنشرها, فكل المحبة لأهل مملكة البحرين.وحول الإصدارات التي اصدرها خلال مسيرته الشعرية التي بدأت في عام 2010 قال الشاعر نجيب بن علي: كتابي الأول الذي صدر في دار الكتاب الحديث المصرية وكان بعنوان (قصائد من تحت الأنقاض) وهو عبارة عن قصائد عاطفية وكانت قصيدتي العمودية الأولى في تجربتي الشعرية هي عن الأم بعنوان (رثائية لميتين), وكانت هذه القصيدة هي حجر الأساس لبدايتي الشعرية, وأكاد أجزم أن لولا وفاة الوالدة ماكنت لأكون شاعرا وماكان لي أن أبداء هذه التجربية الشعرية والروحانية, فالوجع الكبير الذي أحسسته جعلني وبطريقة لا إرادية أن أنخرط في فعل الإبداع والكتابة, وفي كل قصيدة تبدوا في شكلها عاطفية هناك بحث عن جانب من الأم, فالكتاب الأول كان عاطفيا بأمتياز.واضاف انه في عام 2012 تم إصدار الكتاب الثاني بعنوان (رسائل), محاولا من خلال هذا الكتاب التطوير من تجربته الشعرية, والانفتاح نوعا ما للكتابة عن الوطن وعن مسقط رأسه بنزرت,مشيرا الى ان إصراره كان كبيرا بأن يلتزم الكتابة بالشعر العمودي في الكتاب الثاني, والسؤال الذي كان يراودنه هو كيفية الولوج للقصيدة السياسية وكيفية الخروج لما هو ذاتي لما يهم الشأن العام, وقد كان الكتاب الثالث ردأ على هذا التساؤل بعنوان (شرفة الوطن الآخر) حيث أحتوى على عدة قصائد تخص الأوضاع السياسية في تونس وماذا بعد الثورة, كما كتب قصيدة حول الأوضاع في سوريا بعنوان (انا حمص من أنت يا) وقصيدة (هنا حلب قبلة البلد), كما حاول أن يكون طرحه للقضايا السياسية بشكل متعال عن التقوقع في آراء في أتجاهات معينة ضد أتجاهات أخرى, وحاول أن يعتني بالشأن الإنساني بقدر الأمكان وأن يعبر عن تطلعات الشعوب لما هو أفضل بغض النظر عن كل التجارب السياسية الزائلة.واكد الشاعر بن علي أن التجربة الثالثة كانت من إصدار مؤسسة دار الكتاب الحديث اللبنانية, وقد قامت بنقلة كبيرة في شعرة وقدمت له الكثير من خلال أحتضان شعرة, فلبنان هو بلد عاصمة الثقافة في الوطن العربي سواء على مستوى الجودة أو التسويق أو الإعلام أو النخب المثقفة.وحول سؤال عن القصائد الأقرب بالنسبة له قال: بقدر حرصي على التنقل بين البلدان العربية والكتابة عنها بقدر حرصي على التواجد في تونس, فعلى الرغم من أنني أنشر كتبي من خلال تونس, أحاول أن أقدم شعري للجمهور التونسي, فالسنة الماضية كنت حاضرا بقوة في الإعلام التونسي وقدمت موقفا رأيت أنه موقفا أنسانيا, وذلك من خلال كتابة رثائية بعنوان (تمرد) وهي من الشعر الحر, كتبتها من أجل الجنود التونسيون الذي قتلوا في جبل شعانبي, وأعتقد هنا أن هذا هو دور الشاعر بأن لا يكون سياسيا متعصبا, بل أن يعبر عن المواقف السياسية التي تخص كل الطبقات الشعبية, فكان لهذه القصيدة تأثيرا كبيرا في الإعلام التونسي, وأعتقد بأنني قد قمت بواجبي كشاعر من خلال نزولي للشارع ومع الناس وحاولت أن لا أتقوقع مع جهة ضد أخرى, فيجب على الشاعر تحسين أستخدام الكلمة للوقوف مع الأوضاع ومع الحق بدون تحزم.واضاف الشاعر بن علي أنه أنتهى مؤخرا من كتابة العديد من القصائد العاطفية والسياسية ومنها قصائد عن بيروت التي سوف أنتهي منها خلال الأشهر القادمة, وان المهم في تجربتي الشعرية هو التجديد الذي يقنع الجمهور والمتلقي حتى لا نقع في التكرار, وان شاء الله سيكون الكتاب الجديد أكثر تنوع وبه الكثير من الشعر الحر والقصائد الطويلة.