عواصم - (وكالات): تواصل التصعيد الميداني في سوريا أمس حاصداً العشرات في حلب، ما ينذر بالإطاحة الكاملة باتفاق وقف الأعمال الحربية الذي تم التوصل إليه قبل 8 أسابيع، ما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الكلام عن العمل على «إعادة إرساء» وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه «سيكون من الخطأ إرسال قوات برية إلى سوريا لإزاحة نظام الرئيس بشار الأسد» حيث تواصل قوات الأخير قصف مواقع الفصائل المعارضة رغم وقف إطلاق النار، بينما أكد المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب أنه «منذ تولي المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا مهامه قبل عامين، تضاعفت نسبة القتل في سوريا، وارتفعت مساحة المناطق التي يحاصرها النظام، والهيئة تستغرب تصريحات المبعوث الأممي الأخيرة التي وصف فيها تعليق الهيئة العليا للمفاوضات مشاركتها بمحادثات جنيف بالاستعراض السياسي».
من ناحية أخرى، أعلن مساعد شؤون التدريب في القوة البرية للجيش الإيراني، العميد كمال بيمبري، أن الجيش يقاتل جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري في سوريا، بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، وهو المرشد الإيراني علي خامنئي.
ونقلت وكالة «مهر» عن بيمبري قوله إن «الجيش الإيراني وصل إلى مرحلة من القوة التي أوكل إليها القائد العام للقوات المسلحة الحضور في مهام استشارية»، في إشارة إلى حضور وحدات خاصة من اللواء 65 المعروف بالقبعات الخضر، في معارك حلب، منذ بداية أبريل الحالي.
وتأتي التصريحات بعد يوم من نفى قائد الجيش الإيراني، الجنرال عطا الله صالحي، مشاركة اللواء 65 التابع للجيش في المعارك بسوريا والذي قال إن مسؤولية إرسال «قوات عسكرية استشارية» إلى سوريا ليس من مهام الجيش، وإن مؤسسة أخرى «الحرس الثوري» تقوم بإرسال عناصر من الجيش».
وشيعت إيران خلال الأيام القليلة الماضية 6 قتلى من القبعات الخضر الذين قتلوا بمعارك ريف حلب الجنوبي، شمال سوريا، بعد أيام معدودة من وصولهم إلى هناك، إضافة إلى عشرات القتلى من الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية، بعد فشل تلك القوات في اقتحام بلدات وقرى جديدة.
وكثرت الانتقادات والتساؤلات حول أسباب إرسال إيران وحدات خاصة من قوات الجيش النظامي وعدم اكتفائها بالحرس الثوري والميليشيات المتواجدة في سوريا، حيث اتهم ناشطون إيرانيون الجيش بخدمة الطغاة والتحول من جيش لحماية إيران إلى قوات مرتزقة لحماية نظام بشار الأسد الديكتاتوري، بينما قال آخرون إن الجيش ذهب إلى هناك في إطار مشروع إيران التوسعي في المنطقة.
وكان قائد القوات البرية الإيرانية الجنرال أحمد رضا بوردستان، قال في تصريحات صحافية إن الغاية من إرسال قوات الجيش الإيراني إلى سوريا هو لتلقيهم التجارب والخبرات في ساحات المعارك، حيث يتمتع الجيش الإيراني بخبرة قتالية محدودة في الخارج.
ميدانيا، قتل العشرات في غارات لجيش الأسد على مواقع للمعارضة المسلحة خاصة في حلب شمالا.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة سالم المسلط إن «اعتداءات النظام لا تستهدف فقط السوريين بل عملية التفاوض في جنيف» مضيفاً «لا بد من أن تتوقف المجازر وأن تستأنف المفاوضات على أساس اتفاق وقف الأعمال الحربية» داعياً المجتمع الدولي وخصوصاً روسيا إلى التحرك.
وتوعدت فصائل إسلامية ومقاتلة عدة بوقف التزامها بالهدنة في حال واصلت قوات النظام «هجماتها الغاشمة».
وحيال هذا التصعيد، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى «إعادة إرساء» وقف إطلاق النار في سوريا، موضحاً أنه تشاور أخيراً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الملف السوري. وكرر أوباما رفضه فكرة إرسال قوات برية الى سوريا.
وقال «لكني أعتقد حقاً أن بوسعنا ممارسة ضغوط على المستوى الدولي على كل الأطراف الموجودة في الساحة السورية لكي تجلس حول الطاولة وتعمل على التفاوض من أجل مرحلة انتقالية»، مشيراً إلى روسيا وإيران اللتين تقدمان الدعم للنظام السوري، و«المعارضة السورية المعتدلة». وفي القامشلي وبعد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والأكراد منتصف الأسبوع الحالي، تم التوصل إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى المدينة.
واكد مصدر أمني كردي أن الاتفاق ينص على الإفراج عن الأكراد الموقفين في القامشلي منذ ما قبل عام 2011، كما سيحتفظ المقاتلون الأكراد بالمناطق التي سيطروا عليها خلال الاشتباكات مثل سجن علايا وشوارع ونقاط أخرى تابعة لقوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها. وكان نفوذ الأكراد تزايد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في 2012. وانسحبت قوات النظام من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، خاصة في مدينتي الحسكة والقامشلي.