أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، أن رقي الأمم لا يقاس فقط بمدى اهتمامها بشعوبها داخل الحدود الجغرافية للبلد وإنما يقاس أيضاً بما قدمته للإنسانية ودعمها للمحتاجين والمتضررين خارج حدودها الجغرافية.وقال سمو الشيخ ناصر، الذي تم تكريمه بلقب (فارس العطاء العربي) من قبل مبادرة زايد العطاء والجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية خلال افتتاح ملتقى العطاء العربي الرابع، الجمعة الماضي، إنني أهدي هذا الفوز وهذا التكريم، إلى جلالة الملك المفدى، فجلالته زرع فينا حب الخير ومساعدة الناس وهو صاحب الفضل بعد الله سبحانه في حصولنا على هذا اللقب.وأضاف سمو الشيخ ناصر في حوار خاص لـ«الوطن»، أن حصول البحرين على المركز الأول عربياً والـ13 عالمياً، على مؤشر العطاء العالمي من بين 145 دولة، يعكس حجم الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها مملكة البحرين للفقراء في العالم، ومبادراتها لمساعدة الذين يعانون آلام الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية.وأوضح أن رقي الأمم لا يقاس فقط بمدى اهتمامها بشعوبها داخل حدودها الجغرافية، وإنما يقاس بما قدمته للإنسانية ودعمها للمحتاجين والمتضررين خارج الحدود، وبما تعمل به من حفاظ على كرامة الإنسان المحتاج دون إشعاره بالذل أو الحاجة والعوز، تمشياً مع أصول ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على تقديم العون والعمل الصالح.فارس العطاء العربيتم منح سموكم لقب فارس العطاء العربي، كيف تصفون شعوركم بهذا التكريم؟أهدي هذا الفوز وهذا التكريم إلى جلالة الملك المفدى، فجلالته زرع فينا حب الخير ومساعدة الناس وهو صاحب الفضل بعد الله سبحانه في حصولنا على هذا اللقب، ونحن في مملكة البحرين نستمد العمل الخيري في الرؤية الحكيمة لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه الذي يوجهنا دائماً إلى سرعة تقديم المساعدة والاهتمام بالمشاريع التنموية كما قال جلالته بأن مملكة البحرين عرفت منذ القدم بمساعدة الآخرين والعمل الخيري هو طبع وسجية في أهل البحرين الكرام ومواقفها المشرقة، حيث يحرص جلالته على الاهتمام بصيانة كرامة المحتاجين أثناء تقديم المساعدة وهو واجب يحتمه علينا ديننا الإسلامي الحنيف وإنسانيتنا وأخوتنا وعاداتنا العربية الأصيلة لجميع شعوب العالم دون منة ولا فضل بل هو شرف لنا أن نساعد أشقائنا وأصدقائنا.ذكرتم سموكم بأن تكريم الإنسان لا يكون من خلال تقديم المساعدة فقط وإنما يجب أن يصاحب ذلك إشعاره بأنه هو المتفضل، فكيف يمكن أن نقدم العون والمساعدة للمحتاجين دون أن نشعرهم بالعوز والحاجة وأن نحافظ على كرامتهم؟.إن ذلك لن يتم إلا بوضع الكرامة الإنسانية نصب أعيننا عند العمل في المجال الخيري والإغاثي، وهذا ما نؤمن ونعمل به في مملكة البحرين، وذلك ضمن رؤية سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية والذي ترجمناه في المؤسسة الخيرية الملكية، وقد تجلى ذلك من خلال عمل المؤسسة ورؤيتها واستراتيجيتها من حيث التعامل مع الأرامل والأيتام والمحتاجين في مملكة البحرين وكذلك في المساعدات الإغاثية والإنسانية التي قدمناها للشعوب والدول الصديقة والشقيقة دون النظر إلى العرق أو الدين أو الانتماء وإنما النظرة الإنسانية البحتة التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف فكما كان لنا شرف العمل في غزة والقدس ومصر وباكستان كان لنا شرف العمل في النيبال والفلبين، وذلك من خلال العديد من المشاريع التنموية التعليمية منها والصحية والإنتاجية فلا نجعل المحتاج أسير الحاجة بل نعمل على تطويره وتنميته ليتمكن من الاعتماد على نفسه ومساعدة غيره وأن يتعدى مرحلة الحاجة والاعتماد على الغير ليصل إلى مرحلة العطاء والبذل ومساعدة الآخرين. صون الكرامة الإنسانيةما هي الوسائل التي يمكن من خلالها تقديم هذه المساعدات التي نحافظ فيها على كرامة الإنسان؟العمل على صون الكرامة الإنسانية في كل مكان في هذا العالم هي مصلحة ليس للمحتاجين والمنكوبين فقط، ولابد للإنسانية أن تتصدر المقام الأول لتتحد جميع الأنظمة مع بعضها البعض، وتقلص الفجوات من أجل صون كرامة الإنسان، وهذا ما حرصنا على تقديمه للشعوب المتضررة عبر المشاريع التنموية التي نفذتها المؤسسة الخيرية الملكية، فعلى سبيل المثال فإن توفير المياه الصالحة للشرب للمنكوبين لا يتم عن طريق توصيل قناني المياه لأن ذلك يجعل الحاجة للماء مستمرة ولا يحلها أو ينهيها ويظل المواطن في تلك الدول في حاجة مستمرة للماء وحفاظاً على كرامته يجب أن يوفر له الماء من أرضه ويشعر بأن ذلك ملكه وبناء عليه تم حفر مجموعة من آبار المياه للشعب الصومالي الشقيق الذي عانى من موجة المجاعة نتيجة الجفاف، فرأينا أهمية الآبار في اعتماد الإنسان على نفسه في الزراعة وتوفير الغذاء والعمل وكسب الرزق، كما وفرنا حفاراً ليتمكن المواطن الصومالي من حفر المزيد من الآبار حسب حاجته خلال السنوات المقبلة ولا يشعر بذل الحاجة. وكذلك الحال في الصحة والتعليم فلا يكفي أن تبنى المدارس والمستشفيات فلابد من تأهيل المعلم الذي يدرس الطلاب والطبيب الذي يعالج المرضى لذا قامت مملكة البحرين بالاهتمام بالجانب التعليمي فأنشأنا الجامعات كما في الصومال وفلسطين وأكثر من ذلك، وقمنا بإنشاء معهد لتدريب وتأهيل المعلمين في الصومال بجانب إنشاء جامعة مقديشيو فيشعر المواطن الصومالي بأنه يمكنه أن يتلقى العلاج من طبيب صومالي كما يمكنه أن يكون هو ذلك الطبيب الذي يعالج الصوماليين فهنا يشعر بكرامته وكيانه دون الإحساس بالحاجة والعجز والضعف فالإنسان قادر على كل شيء متى ما توفرت له الأسباب وسنحت له الظروف.ولماذا ركزتكم سموكم في المشاريع على جانبي التعليم والصحة؟لأن التعليم والصحة من أهم الأمور التي يحتاجها الإنسان ويخسرها المنكوب، فكان لزاماً علينا أن نحفظ لهم هذه الحقوق ونوفر التعليم والصحة من خلال بناء المدارس والمراكز الصحية وتوفير البنية التحتية الأساسية لنساهم في بناء الإنسان وإعطائه حقه في العيش بكرامة، لينهض بنفسه ووطنه ولا يشعر بالدونية أو النقص جراء افتقاده لما ينعم به الآخرون.هل هناك أضرار أخرى يتعرض لها المنكوب غير الحاجة والعوز؟إن الضرر النفسي يكون أكبر وأشد إيلاماً على الإنسان، وهنا لابد من علاج هذا الضرر والقضاء عليه خصوصاً لدى الأطفال وهذا ما تم العمل به مع الأطفال السوريين في مخيم الزعتري بالأردن حيث لمسنا خلال زيارتنا مدى التأثر النفسي نتيجة المناظر التي رأوها وبعدهم عن وطنهم وسكنهم، مما حتم علينا احترام النفس وصونها والبحث عن فكرة تقدم المساعدة التي هم بحاجة لها دون انتهاك لكرامتهم، فقمنا بتأسيس مركز البحرين الاجتماعي للإبداع للعناية بالأطفال واستخراج المشاهد المؤلمة من ذاكرتهم دون أن يمس الأمر كرامتهم.ما هي الاستراتيجية التي تعملون من خلالها في تقديم المساعدات الإغاثية؟لو نظرتم إلى مساعداتنا الإغاثية تجدون أن معظم تلك المساعدات كانت على شكل مشاريع مؤسسية له ديمومتها كمصنع الأطراف الصناعية ومستشفى ومكتبة ومدرسة كما هو الحال في غزة، ومعهد للمعلمين ومستشفى وآبار مياه في الصومال ووحدات تنقية المياه في باكستان ومجمع البحرين العلمي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، ومستشفى ميداني في تركيا للاجئين السوريين إضافة إلى أبراج ومبان استثمارية ومعهد وطني للتدريب في البحرين. فنحن عملنا على جانبين جانب إغاثي سريع تحتمه الظروف وجانب تنموي بعيد المدى يعمل على خدمة المتضررين على المدى البعيد. وهذا بفضل توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الرشيدة والحكيمة التي نتشرف بالعمل تحت قيادتها فجلالة الملك المفدى هو المؤسس والرئيس الفخري للمؤسسة ويقدم لها كافة الدعم وكذلك حكومتنا الرشيدة لا تقصر في هذا الجانب مما كان له كبير الأثر في تحقيق النجاح وكان نتيجة هذا الاهتمام الكبير بالكرامة الإنسانية للمحتاجين أن حصلت مملكة البحرين على المركز الأول عربياً وخليجياً والـ13 عالمياً على مؤشر العطاء العالمي عام 2015، وذلك من بين 145 دولة خضعت لتقييم المؤشر، فنحن في جميع أعمالنا نعتمد على الجانبين الإغاثي والتنموي والعمل على مبدأ (لا تطعمني سمكاً ولكن علمني كيف أصطاد).مؤشر العطاء العالميكيف تصفون سموكم حصول البحرين على المركز الأول عربياً وخليجياً والـ13 عالمياً على مؤشر العطاء العالمي عام 2015، من بين 145 دولة خضعت لتقييم المؤشر؟يعكس المؤشر حجم الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها مملكة البحرين للفقراء في العالم، ومبادراتها لمساعدة الذين يعانون آلام الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية، سواء داخل أو النازحين خارج بلادهم، حيث لا تقتصر الجهود البحرينية، على التبرعات والمساعدات والهبات والمنح المالية، وإنما تشمل بناء المستشفيات والمدارس وتجهيز الخيام وتوفير الغذاء والأدوية، علاوة على جهود العمل الطوعي بمختلف أشكالها ومسمياتها وغير ذلك الكثير. ولاشك فإن توجيهات جلالة الملك السامية ودعم جلالته الكريم وإنسانيته الكبيرة وعطفه على جميع المحتاجين في مختلف الدول الصديقة والشقيقة، وكذلك دعم الحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ومؤازرة ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ودعم الشعب البحريني الكريم والجمعيات الخيرية والمهنية كان من أهم العوامل التي ساهمت في حصول مملكة البحرين على هذا الإنجاز الكبير. كما أن الإنجاز الكبير يدل على المكانة الكبيرة والمهمة التي حققتها مملكة البحرين، ودورها الرائد في خدمة المحتاجين ومساعدة المنكوبين في مختلف دول العالم، ومسارعتها الدائمة لتقديم يد العون، وما حققته المؤسسة الخيرية الملكية من نقلات نوعية من خلال ما أنجزته من مشاريع متميزة وكبيرة على المستويين الداخلي والخارجي، مما وضعها اليوم مع المؤسسات الرائدة في العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم.ما هي الكلمة الأخيرة التي تودون التفضل بها في نهاية هذا اللقاء؟رقي الأمم لا يقاس فقط بمدى اهتمامها بشعوبها داخل الحدود الجغرافية للبلد وإنما يقاس أيضاً بما قدمته للإنسانية ودعمها للمحتاجين والمتضررين خارج حدودها الجغرافية، وبما تعمل به من حفاظ على كرامة الإنسان المحتاج دون إشعاره بالذل أو الحاجة والعوز، تمشياً مع ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على تقديم العون والعمل الصالح، وحجم العمل الذي تقوم به المؤسسة الخيرية الملكية وإنجازاتها ما كان لها أن تتحقق دون الدعم الكريم الذي تلقاه من سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية وتوجيهات جلالته ودعمه الكريم للمؤسسة والتي كان لها كبير الأثر في تحقيق الإنجازات المتميزة، كما لا ننسى الدعم الكبير الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.محرر الشؤون المحلية
970x90
970x90