الرياض - (وكالات): أطلقت المملكة العربية السعودية أمس خطة اقتصادية طموحة لتقليل الاعتماد على النفط تحت عنوان «رؤية السعودية 2030»، تشمل طرح أقل من 5% من شركة «أرامكو» النفطية العملاقة للاكتتاب العام، وإنشاء صندوق سيادي بقيمة ألفي مليار دولار. وأعد الخطة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يترأسه ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وأقرها مجلس الوزراء السعودي أمس، حيث خصص المجلس جلسته برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للنظر في مشروع رؤية المملكة 2030. ووجه خادم الحرمين مجلس الشؤون الاقتصادية برسم الرؤى التنموية للمملكة. وقرر المجلس تكليف مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية «بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية».
وقال الملك سلمان في كلمة خلال الجلسة إنه «وضع نصب عينيه منذ أن تشرف بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق الثوابت الشرعية وتوظيف إمكانات البلاد وطاقاتها والاستفادة من موقعها وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه». وأشار إلى أنه «انطلاقاً من ذلك وجه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة لتحقيق ما تأمله بأن تكون أنموذجا للعالم، وعبر الملك عن أمله في أن يعمل المواطنون جميعاً معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة». وأعلن الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة «العربية» بعيد إقرار الخطة أن «الرؤية هي خارطة طريق لأهدافنا في التنمية والاقتصاد، وفي غيرها (...) لاشك أن «أرامكو» جزء من المفاتيح الرئيسة لهذه الرؤية، ولنهضة الاقتصاد ونهضة المملكة العربية السعودية». واعتبر أن طرح جزء من الشركة للاكتتاب سينتج «عدة فوائد»، أبرزها «الشفافية (...) إذا طرحت «أرامكو» في السوق يعني يجب أن تعلن عن قوائمها وتصبح تحت رقابة كل بنوك السعودية وكل المحللين والمفكرين السعوديين، بل كل البنوك العالمية»، معتبراً أن ذلك «لا يتم اليوم». إلى ذلك، سيشمل الطرح في مراحل لاحقة «الشركات التابعة لأرامكو».
وستخصص عائدات طرح أسهم «أرامكو» لتمويل صندوق استثمارات «قيم بما بين 2 تريليون و2 ونصف تريليون دولار»، ما يجعل منه الأضخم في العالم، بحسب ما قال الأمير محمد بن سلمان.
وأوضح أن «البيانات الأولية تتكلم أن الصندوق سوف يكون أو يسيطر على أكثر من 10% من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية»، و«يقدر حجم ممتلكاته بأكثر من 3%» من الأصول العالمية.
وأوضح أن السعودية ستكون «قوة استثمارية» من خلال الصندوق الذي «سيكون محركا رئيسيا للكرة الأرضية وليس فقط على المنطقة». وكشف ولي ولي العهد السعودي عما وصفه بـ«مناطق قوة السعودية التي لا ينافسها فيها أحد»، مؤكداً أن «الخطط الجديدة ستعني أنه لن يكون هناك أي استثمار في العالم إلا بصوت الصندوق السيادي السعودي».
ورأى أنه بعد طرح أسهم «أرامكو»، سيتحول مصدر دخل المملكة بحيث «بدلاً من أن يكون من النفط، سيكون الدخل من الاستثمار».
وقال «أعتقد في سنة 2020 نستطيع أن نعيش بدون نفط».
وتطرق الأمير محمد بن سلمان إلى الجسر البري الذي سيبنى ليربط بين السعودية مؤكداً أنه سيكون أهم معبر بري في العالم، إذ يمر جزء رئيس من التجارة من أوروبا إلى آسيا من خلاله.