أكد سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب على مواصلة السعي والعمل في تنفيذ مراحل المشروع الوطني للتعليم والتدريب الاستراتيجية من أجل بناء مجتمع المعرفة الذي نسعى لتحقيقه وإنجازه.
ورعى سموه حفل تخريج الفوج الرابع من كلية البحرين للمعلمين الذي أقيم أمس في قاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بمقر جامعة البحرين في الصخير بحضور رئيس مجلس النواب أحمد الملا وعدد من الوزراء والمسؤولين.
وقال سمو الشيخ محمد بن مبارك إن نجاح مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، التي تعد كلية البحرين للمعلمين من أبرزها، لم يأت إلا من خلال تظافر جهود الجميع، حكومة، ومجتمعاً، وقطاعاً خاصاً، بروح وطنية خالصة غايتها تحقيق نهضة البحرين وتطورها.
وقال سموه «يسرني ونحن نشهد حفل تخريج الدفعة الرابعة من كلية البحرين للمعلمين، أن أعرب عن تقديري لكل القائمين على هذه الكلية التي تمثل إحدى المبادرات الهامة في المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب الذي يأتي ضمن المشروع الاصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ورؤية لبحرين الاقتصادية 2030 وبدعم مستمر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء».
وأضاف سموه أن كلية البحرين للمعلمين شجرة طيبة تؤتي أكلها، غرسناها قبل 8 أعوام ونجني ثمارها كل عام، معلمين مؤهلين متميزين قادرين على قيادة العملية التعليمية والتربوية بكفاءة وخبرة ومهارة، حيث يبلغ عدد خرجي هذا العام 164 معلماً ومعلمة، مستعينين بما تلقوه من تأهيل وتمهين وتدريب ضمن أفضل البرامج والأساليب العالمية المواكبة لمتغيرات المهنة ومتطلباتها.
وأكد سموه أن التعليم ركيزة المنافسة في عالم اليوم، وعملية تطوير التعليم والتدريب أساسها الإنسان البحريني الذي هو ثروة الوطن الحقيقية والذي نطمح أن يصنع المستقبل المشرق لمملكة البحرين من خلال ما يمتلكه من تعليم وتدريب متطور يستثمر طاقاته ويمكنه من رسم خطواته والوفاء بالاحتياجات المطلوبة لصناعة التنمية الشاملة المستدامة ومتطلبات سوق العمل في مجالاته المختلفة.
وأشاد سمو نائب رئيس مجلس الوزراء بما حققه طلبة البكالوريوس في الكلية هذا العام في مجال تخصصاتهم المختلفة، آملاً أن ينعكس تحصيلهم العلمي والعملي على مسيرة التعليم في مملكة البحرين بما يحقق ما نصبو إليه جميعاً من أهداف مشروع تطوير التعليم والتدريب في كافة مجالاته، معرباً عن تهنئته للخريجين ولذويهم ولأساتذتهم على جهودهم التي أسهمت في نجاح الخريجين وتفوقهم.
فيما قال وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي: «يضطلع المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب بدور بارز في متابعة تنفيذ مبادرات المشروع الوطني، وتأتي كلية البحرين للمعلمين على رأس هذه المبادرات، إذ أوليتم سموّكم هذه الكلية عناية خاصّة منذ نشأتها، لتكون صرحاً للامتياز التربوي، وذلك باستلهام أفضل التجارب والنماذج الدولية في مجال إعداد المعلمين والقادة التربويين».
وأضاف «يسعدني في هذا السياق أن أهنئ سموكم شخصياً على قيادتكم الرائدة الحكيمة، للمجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب، وعلى ما تحقّق من إنجازات كبيرة، بفضل توجيهاتكم ودعمكم ومتابعتكم المستمرة، حتى أصبحت مبادرات المشروع الوطني واقعاً ملموساً وثقافة معيشة، وبدت نتائجها واضحة للعيان مترجمة للآمال».
وأشار النعيمي إلى إنجازات الكلية ومن بينها حصولها على المركز الأول عربياً والخامس عالمياً من حيث مواءمة أعداد المعلمين لمعايير الجودة البريطانية إضافة إلى تخريج 1021 من قادة المدارس وإنتاج 360 بحثاً علمياً محكماً ومنشوراً.
مدير المعهد الوطني للتربية في سنغافورة د. تان اون سنغ، أشاد في كلمة بالمبادرة المتميزة بإنشاء كلية البحرين للمعلمين وما تتمتع به الكلية من قدرة عالية من خلال كادر أكاديمي مهني ومؤهل وبرامج متميزة قادرة على تخريج معلمين مؤهلين قادرين على غرس القيم المجتمعية والعلمية في نفوس طلبتهم ومواكبين للمتغيرات السريعة في العملية التعليمية».
وألقى رئيس جامعة البحرين د.رياض حمزة كلمة قال فيها إن هذه العقلية التنافسية التواقة دائماً إلى الأفضل وإلى التميز موطناً هي التي جعلت الكليّة لا تطمئنُّ لما حققته من مكاسب فأتمت العمل على إعداد خطتها الاستراتيجية الجديدة وخطت رؤية جديدة ورسالة وأهدافاً تتماشى وتطلعاتها لأن تكونَ منارة علم وتعليم نيرة لا ترضى بغير «التميّز في التعليم» رؤية وبغير «تمكين المعلمين لبناء مستقبل أفضل للبحرين» رسالةً، وليكون الإنسان المعلم هو الذي يحمل هذه الرسالة وهو الذي يحقق هذه الرؤية.
يذكر أن لتبنّي الكلية هذه الرؤية الجديدة ولاعتمادِها هذه الرسالة الطموحة تداعيات منطقيّة لعل أولها ضرورة مراجعة البرامج والمقررات مراجعة شاملة تجعلها تلائم هذه الرؤيةَ وتتناغم مع مقاصد هذه الرسالة وتستجيب للتغذية الراجعة المقدمة من خريجي الكلية، وهذا ما تم فعلاً، وما تزال الكلية ورشة مفتوحة لتنقيح البرامج الجديدة وتعديلها بما يتلاءم ومعايير الجودة العالمية وحاجات البحرين إلى جيل جديد من المعلّمين الأكفاء، وإلى قيادات تربوية متمهنة محترفة منفتحة على كلِّ ما يستجد في عالم التربية والتعليم.
وألقى كل من الخريج خالد قاسم الحمري والخريجة فاطمة عبدالله حسن كلمة قدما خلالها الشكر لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب على رعاية الدائمة للكلية وقالا إننا تعلمنا في الكلية أن عملية التعليم تبدأ أولاً بالمعلم الذي يطور مهاراته ويصقل معارفه وأن التعليم الجيد يولد النهضة الاقتصادية والثقافية للوطن.
بعد ذلك تم عرض شريط مصور حول كلية البحرين للمعلمين ثم تفضل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب بتكريم الطلبة المتفوقين وتوزيع الشهادات على الخريجين في برنامج البكالوريوس في التربية وبرنامج القيادة التربوية. وشمل الحفل تخريج 164 معلماً ومعلمة، منهم 139 خريجاً في برنامج بكالوريوس التربية، و25 خريجاً في برنامج القيادة التربوية ويذكر أن الكلية قد خرجت ما مجموعه 357 معلماً ومعلمة حاصلين على درجة البكالوريوس، منذ افتتاحها العام 2008. وخرجت الكلية حتى الآن 368 معلماً ومعلمة بدرجة الدبلوم العالي في التربية، كما دربت 302 مديرين مساعدين، ووفرت تدريب 1208 قياديين تربويين، وأهلت في برنامج القيادة التربوية 6829 معلماً ومعلمة، منذ افتتاحها.