^ أعتقد أننا لسنا في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد والوقت والعناء في التفكير لمعرفة الأسباب والدوافع التي تجعل من نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني يرمي بكل ثقله السياسي وراء تنظيم المعرض الفوتوغرافي الذي نظمه ما يسمى “منتدى البحرين لحقوق الإنسان” وافتتحه بري شخصياً في العاصمة اللبنانية بيروت في السادس والعشرين من شهر مارس الماضي؛ لأننا ندرك ونعي تلك الدوافع والأسباب التي تجعل بري يحتضن مثل هذا الحدث ولماذا هو بالذات من دون غيره من الشخصيات اللبنانية والتي لا ينافسه فيها سوى قرينه حسن نصر الله أمين عام حزب الله الذي سخر قناة حزبه المنار لبث الأخبار المغلوطة عما يجري في الساحة البحرينية وتضخيمها بما يتناغم وأهداف ذلك المنتدى ومن يسير في ركابه. فهذا المعرض وأمثاله من الأنشطة، يأتي في إطار الحملات الإعلامية المشبوهة التي تقودها ما يسمى “بالمعارضة في الخارج”، وهو يمثل أحد الاستراتيجيات التي تعتمدها تلك الجماعات وتهدف من ورائها كسب عطف وتأييد الرأي العام اللبناني والعربي لتحركاتها الاحتجاجية من خلال إطلاعه على صور لأحداث البحرين. إذ كان بري يعتقد أنه يعبر عن الشعب اللبناني في وقوفه إلى جانب من يطالبون بإسقاط النظام السياسي في البحرين! وقد عبر في كلمته الافتتاحية للمعرض أنه يوصل هذه الرسالة من منطلق موقع رئاسته لمجلس النواب، فإننا نقول له أنت واهم؛ لأنك لا تمثل سوى إحدى القوى السياسية في المشهد السياسي اللبناني، وأن هذا الموقع لا يعطيك الحق في أن تعبر عن صوت الشعب اللبناني الشقيق بكل أطيافه السياسية التي في أغلبها تكن كل التقدير والاحترام لحكومة البحرين وشعبها، وترفض كل ما جاء في خطابك أثناء افتتاح المعرض بدليل أن الجالية اللبنانية في البحرين قد عبرت عن استيائها واستنكارها لهذا الموقف وأدانت بشدة مثل هذه التصريحات كما جاء في البيان الذي أصدرته بتاريخ 29/3/2012 وأوردته الصحافة البحرينية. ربما يجهل بعض المثقفين العرب وبالتحديد في الساحة اللبنانية وخصوصاً أولئك الذين لم يفيقوا بعد من حلم الربيع العربي ولايزالون يعيشون تحت تأثير سحره حقيقة المشهد السياسي البحريني، فيرون في كلمات بري التي تلفظ بها أنها تنسجم مع ما يتم تداوله في الخطابين السياسي والإعلامي للحراك الشعبي في دول الربيع العربي، لأن هناك أطيافاً سياسية وشرائح كبيرة في الشارع البحريني ترفض مثل هذه المفاهيم التي تحمل في دلالاتها إساءات لحكومة البحرين وقيادتها وشعبها. لذلك نقول إن رفضها مبرر لأنها تشم منها رائحة الطائفية التي يبغضها شعب البحرين، ويحاول إبعاد شبحها عنه بعد أن تسللت إليه عبر الخطاب السياسي والإعلامي الذي تروجه بعض الجماعات التي تقود حالياً حراكاً تزعم أنه سلمياً ولكن ممارستها على أرض الواقع تكذّب هذا الزعم. ونحن في البحرين ودول مجلس التعاون نعي جيداً أكثر من غيرنا النوازع الطائفية التي ينطلق منها بري في تحركاته على الساحة اللبنانية ومهما حاول أن يغلف مناصرته لهذه الجماعات من خلال إلباس حراكها ثوب الربيع العربي؛ فإن دوافعه مكشوفة لدينا، وأن تصريحاته لن يكون لها صدى إلا في بغداد وطهران. أما في البلدان العربية الأخرى فإن الشارع العربي بدأ يكتشف الحقيقة وزيف تلك الجماعات التي ينتمي إليها بري ويعي أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها في المنطقة، وهو الذي ظل طويلاً يرفع شعار “الممانعة” وهو بعيد كل البعد عن هذا الشعار، حيث إن الواقع السياسي يبرهن على أنه يسير في عكس هذا الاتجاه تماماً وفي هذا السياق يمكن تذكيره بتاريخ حركته “أمل” التي يتزعمها ودورها في مذابح لبنان، حيث قامت هذه الحركة بقصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في شهر مايو من عام 1985م وقد سجل التاريخ شهادات موثقة لصحافيين غربيين عملوا على توثيق هذه المجازر بالصوت والصورة والكتابة. من هنا فإننا لا نستغرب من تصريحات بري بشأن البحرين، فتاريخه يؤكد على انحيازه الطائفي في تعاطيه مع القضايا العربية. في الأخير بقي علينا أن نشكر الجالية اللبنانية المقيمة على أرض البحرين على البيان الذي أصدرته بشأن المواقف والتصريحات الأخيرة ضد البحرين والتي صدرت عن زعيم حركة أمل وعن بعض الوسائل اللبنانية ودعمها لقيادة مملكة البحرين وشعبها. ونعتقد أن في هذا البيان ما يكفي للرد على تصريحات بري وأعوانه في لبنان