ثمن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى دور الكنيسة القبطية المصرية في ترسيخ قيم التسامح والتآلف ونشر المحبة والأمن والسلام، مشيراً جلالته إلى أن البحرين التي عرفت التنوع والتعددية والتعايش منذ القدم تؤكد دوماً على تعزيز مسيرة المواطنة وكفالة الحريات الدينية، فالمنامة التي تحضن منارات المساجد والكنائس، لتؤكد أنها لجميع من يعيشون على أرضها دون تفريق لأي سبب من الأسباب.
وقال جلالته، خلال زيارته أمس لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، حيث كان في استقبال جلالته قداسة البابا تواضروس الثاني وكبار المسؤولين بالكنيسة من أعضاء المجمع المقدسي، إننا إذ نلتقي بكم وفي أروقة الكنيسة التي كان لها دورها الكبير عبر التاريخ في جمع الكلمة ووحدة الصف، وسجلت مواقف مشرفة في تاريخ مصر الحضاري العريق، وعانقت مناراتها مآذن الأزهر الشريف لقرون طويلة، مؤكدة وحدة الشعب المصري بكل أطيافه تحت راية الوطن الواحد الذي يستظل به جميع أبنائه مع تعدد وتنوع دياناتهم ومذاهبهم وثقافتهم، بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فإننا نؤكد احترامنا وتقديرنا لدور وجهود كنيستكم الفاضلة في نشر ثقافة السلم والسلام والتعايش والمحبة والإخاء.
والتقى جلالة الملك المفدى خلال الزيارة بقداسة البابا، حيث تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الوطيدة القائمة بين البحرين ومصر وسبل تعزيزها وتطويرها على كافة المستويات.
وألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية كلمة هذا نصها:
نحن سعداء بتشريف جلالة الملك حمد بن عيسى وكل أحبائنا الوفد المرافق له في أول زيارة كريمة لجلالته للمقر الباباوي بالكاتدرائية المرقسية.
نفرح كثيراً بالعلاقات الطيبة بين دولتي مصر والبحرين على مستوى القيادات الرئيس السيسي وجلالة الملك حمد بن عيسى وعلى المستوى الشعبي بين شعبي مصر والبحرين.
نحن نحمل ذكريات طيبة لمملكة البحرين من خلال أبنائنا المصريين هناك وكذلك أبنائنا الأقباط الذين يحكون لنا عن سماحة البحرين.
وهناك مصريون لهم أكثر من 30 سنة هناك وصارت البحرين بمثابة وطنهم الثاني. والمصريون يجدون القلوب المفتوحة والمحبة الفياضة من جلاله الملك.
نثمن موقف البحرين في احتضانها للمصريين جميعاً وكذلك افتتاح وتسهيل إنشاء كنائس لخدمة كل الطوائف هناك. وأعلم أن البحرين تحتضن جنسيات وأديان كثيرة فنذكر ونثمن المواقف الإيجابية الكثيرة لمملكة البحرين في وقوفها مع مصر في الأزمنة الصعبة.
سعداء بتصريحات الرئيس السيسي أن الحكومة المصرية والشعب المصري تقف مع جلالة الملك وشعب البحرين وتسانده.
الكنيسة المصرية بدأت على يد مارمرقس الرسول. والإسكندرية أول مدينه نالت الإيمان المسيحي وهى من أقدم كنائس العالم و التسمية الرسمية لنا هي بابا الإسكندرية بالرغم من أن المقر هنا في القاهرة.
الكنيسة مؤسسة روحية بالدرجة الأولى وهى كنيسة وطنية وهي المؤسسة الوحيدة التي لم تحتل عبر 20 قرن من الزمان ولنا كنائس في معظم بلاد العالم.
نحن هنا نتمتع بعلاقات طيبة مع كل أطياف المجتمع ومع الرئيس والحكومة وفضيلة الإمام صديق شخصي لنا ولنا علاقات طيبة معه، ونحاول أن نعمل معا ونبنى بلادنا ونكون بالحقيقة رسل سلام في المنطقة.
فرحتنا النهاردة فرحة كبيرة وزيارة جلالتك غالية علينا وباسم الكنيسة والأساقفة والخدام نرحب بجلالتك وبكل الوفد المرافق.
بعد ذلك ألقى حضرة صاحب الجلالة كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
قداسة البابا الأنبا تاوضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
الحضور الأجلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يقول الله تعالى: (يا أَيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) ويقول تعالى: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) وبعد:
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نجتمع بقداستكم وبرجال الكنيسة وبشعب مصر الكريم مسلمين ومسيحيين، حيث نرى تماسك الكلمة الوطنية بين أهل مصر عبر مؤسستين عريقتين لهما داخل مصر وخارجها كل التقدير والاحترام وهما الأزهر الشريف والكنيسة القبطية المصرية.
وإذ نلتقي اليوم بكم وفي أروقة الكنيسة التي كان لها دورها الكبير عبر التاريخ في جمع الكلمة ووحدة الصف، وسجلت مواقف مشرفة في تاريخ مصر الحضاري العريق، وعانقت مناراتها مآذن الأزهر الشريف لقرون طويلة، مؤكدة وحدة الشعب المصري بكل أطيافه تحت راية الوطن الواحد الذي يستظل به جميع أبنائه مع تعدد وتنوع دياناتهم ومذاهبهم وثقافتهم، بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فإننا نؤكد احترامنا وتقديرنا لدور وجهود كنيستكم الفاضلة في نشر ثقافة السلم والسلام والتعايش والمحبة والإخاء.
قداسة البابا تاوضروس الثاني الحضور الكرام:
إن مملكة البحرين التي عرفت التنوع والتعددية والتعايش منذ القدم -ولله الحمد- تؤكد دوماً على تعزيز مسيرة المواطنة وكفالة الحريات الدينية، فالمنامة التي تحضن منارات المساجد والكنائس، لتؤكد أنها لجميع من يعيشون على أرضها دون تفريق لأي سبب من الأسباب.
وإذ يجمعنا بكم اللقاء اليوم؛ فإننا نثمن دور الكنيسة القبطية المصرية في ترسيخ قيم التسامح والتآلف ونشر المحبة والأمن والسلام.
سائلين الله في علاه أن يحفظ مصر وأهلها وأن يوفق قادتها لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بعد ذلك قدم قداسة البابا إلى جلالة الملك المفدى هدية تذكارية بمناسبة زيارة جلالته، ثم ودع قداسة البابا وأعضاء المجمع المقدسي جلالة الملك المفدى.