اتفقت الصحف المصرية الصادرة صباح أمس، على أن هناك آمالاً كبيرة معقودة على اللقاءات التي أجراها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان آخرها خلال حفل العشاء الذي أقيم على شرف جلالته بقصر عابدين أمس الأول، وجولة المباحثات التي أجراها جلالته مع كبريات المؤسسات المصرية، خاصة الأزهر الشريف والكنيسة القبطية.
وأشارت إلى أن هذه اللقاءات جسدت حجم التنسيق والتناغم في مواقف البلدين ناحية التحديات التي تواجه دول المنطقة، ما سيسهم إلى حد كبير في معالجة التهديدات التي تتعرض لها دولها.
ووصفت صحيفة «الشروق» زيارة العاهل المفدى لمقر مشيخة الأزهر ولقائه الإمام الأكبر وعدد من كبار العلماء بالمشيخة بأنها الأولى من نوعها، مشيدة بما أسمته فرص التعاون الواسعة بين البحرين والأزهر، على صعيد نشر الوسطية والاعتدال، والدفاع عن حياض الأمة ومعتقداتها في وجه كل من يحاول العبث بأمنها وركائز دينها.
ونوهت صحيفة «الجمهورية» بإشادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البلاد المفدى بالأزهر الشريف وتأكيد الإمام الأكبر دعم الأزهر الكامل لوحدة أرض وشعب البحرين.
فيما اعتبرت صحيفة «المصري اليوم» أن فعاليات الزيارة السامية للقاهرة كانت مهمة للغاية وحققت نتائج مثمرة، نقلا على لسان وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الذي أشار في تصريح له على أهمية القوة العربية المشتركة والتأكيد على دعم البحرين لها والدور المصري الكبير في صيانة الأمن القومي العربي.
وهو ما أكدته صحيفة «الوطن» أيضاً، والتي أشارت إلى مضامين الزيارة السامية لكل من مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، وكلمات ولقاء جلالته بـ د. أحمد الطيب وبطريرك الكرازة المرقسية، والتي عكست جميعها الموقف الداعم للعاهل المفدى لدور المؤسستين الكبيرتين، وتثمين مواقفهما الوطنية المشرفة، خاصة ناحية دورهما في تثبيت أركان الأمن الاجتماعي في كل دول المنطقة، وليس في مصر فحسب، في إشارة لموقف المؤسستين الرافض التدخل في شئون دول المنطقة، ووقوفهما دائماً ومعاً بجانب أمن واستقرار البحرين.
وهو الموضوع ذاته الذي شغل حيزاً كبيراً من الاهتمام خلال اجتماع عاهل البلاد المفدى بالأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام المنتخب أحمد أبو الغيط ومع سفراء ومندوبي الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، مثلما ذكرت صحيفة المصري اليوم وغيرها، التي أبرزت تركز الحديث عن مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وسبل التصدي لكافة التدخلات الخارجية في الشأن العربي.
صحيفة «اليوم السابع»، نقلت عدة تصريحات لفعاليات مصرية اتفقت جميعها على أن الزيارة تسهم في مزيد من التعاون بين مصر ودول الخليج بأسرها، حيث قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.طارق فهمي إن هناك فرصاً كبيرة للتعاون والاستفادة المشتركة بين مصر والبحرين سواء على مستوى السياسي أو الاقتصادي.
بينما اعتبر رئيس حزب حماة الوطن الفريق جلال الهريدى، أن البحرين ومصر تربطهما علاقات قوية في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وأن العلاقات الاستراتيجية العميقة التي تربط البلدين تعد مثالاً ناجحاً ومتميزاً لعلاقات التعاون الاقتصادي القائم على تحقيق المصالح المشتركة.
ونقلت الصحيفة على لسان نائب رئيس مجلس القبائل العربية ونائب رئيس حزب الغد علم الخولى، إشادته بزيارة عاهل البلاد المفدى إلى مصر، والتي تعكس حرص قيادة البلدين على تحقيق انطلاقة في العلاقات المشتركة، وأيده في ذلك رئيس حزب الجيل ناجى الشهابى، الذي أشار إلى أن العلاقات البحرينية المصرية علاقات استراتيجية وتجسد تضامن البحرين مع مصر في هذا التوقيت المهم وأن البحرين لن تكون هي أو دول الخليج وحدها أمام أي أطماع إيرانية.
وأشار رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية د.محمد سعيد إدريس، إلى استفادة البلدين من الزيارة، خاصة مع الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين.
صحيفة «أخبار اليوم»، أوضحت أن البحرين متواجدة في القطاع المصرفي المصري بأكبر المؤسسات المالية، مثلما أكد على ذلك محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، الذي أشار إلى أن تجربة البحرين في مصر ناجحة، وأنه يشجع أي توجه استثماري للبحرين في مصر لأن مستقبل مصر واعد اقتصاديا.
ورحب رئيس تيار الاستقلال بالجريدة ذاتها المستشار أحمد الفضالي بزيارة جلالة الملك المفدى، معربا عن دعم مصر الكامل للمنامة ضد محاولات الفتنة والإرهاب، وأن مصر لن تدخر وسعاً في مساندة ودعم مملكة البحرين الشقيقة ضد كافة التحديات.
وعلى الصعيد نفسه، نقلت الصحيفة على لسان الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، عضو مجلس نقابة المحامين العامة ماجد حنا، قوله إن الشعب البحريني يربطه بالشعب المصري أواصر المحبة والسلام والعيش المشتركة.
وأيده في ذلك مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير د.محمد حجازي الذي أكد أن زيارة العاهل المفدى ومباحثات القمة التي أجراها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما صحب زيارته من فعاليات، ولقاءات رسمية مهمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري تعبر عن درجة النضج والوعي السياسي والاستراتيجي في علاقات الدولتين.
وأبرزت صحيفة الوفد ما قاله الكاتب الصحافي بصحيفة الجمهورية سيد البابلي في اتصال هاتفي مع فضائية «ltc»، والذي ذكر أن البحرين تنظر للقاهرة على أنها العمق الاستراتيجي الحقيقي لمنطقة الخليج بأكملها، وأن الزيارة ستتطرق لدعم البحرين ضد التهديدات الإيرانية.
ونقلت «المصري اليوم» عن وزير الثقافة المصري حلمي النمنم تأكيده أهمية البرنامج التنفيذي للتعاون في المجال الثقافي بين البلدين، والتي تشمل عدداً من المجالات، منها ترميم الوثائق وتبادل الخبرات في الإدارة الثقافية، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات الثقافية المقامة في كلا الدولتين وإقامة أسابيع ثقافية متبادلة.