عواصم - (وكالات): أعلنت الأمم المتحدة أمس أن الوضع في حلب «كارثي» بعد مقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء في غارات دامية شنتها قوات الرئيس بشار الأسد على مستشفى بمنطقة تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا وحذرت من خطر توقف شريان المساعدات الذي يوصلها لملايين السوريين، بينما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن تصاعد العنف في مدينة حلب السورية يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية، في وقت يستنجد الموفد الدولي ستافان دي ميستورا بموسكو وواشنطن لإنقاذ الهدنة المعمول بها منذ شهرين في البلاد بعد انهيارها عملياً، بينما يحشد جيش الأسد قواته استعداداً لـ»معركة حاسمة» تبدأ قريباً في المدينة، بحسب ما ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات.
وقال رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيجلاند إن قافلة مساعدات أصيبت بقذيفة مورتر قرب حمص قبل أيام بينما اضطرت أخرى للتوقف بسبب غارات جوية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن غارات على مستشفى في منطقة تسيطر عليها المعارضة في حلب -التي كانت كبرى المدن السورية قبل الحرب- أسفرت عن مقتل 53 مدنياً بينهم 5 أطفال وآخر طبيب أطفال في المدينة.
وأضاف إيجلاند «المخاطر كبيرة بشكل هائل لأن حياة عدد كبير من المدنيين مهددة، لذا يقصف كثير من عمال الإغاثة الإنسانية والمساعدات ويقتلون، ويتعرضون لإصابات في وقت يحيق فيه الخطر بحياة ملايين الناس أيضاً».
وطالب بالسماح بوصول المساعدات إلى 35 منطقة محاصرة ويصعب الوصول إليها خلال مايو المقبل.
وأوقع التصعيد العسكري المتواصل خلال أسبوع 200 قتيل بين المدنيين في حلب. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف.
ودانت منظمة أطباء بلا حدود في بيان تدمير مستشفى القدس الذي تدعمه. ونقلت عن موظفين أن المستشفى «تحول إلى ركام» إثر إصابته «مباشرة في غارة».
ويعد المستشفى «مركز الإحالة الرئيس لطب الأطفال في حلب»، وتدعمه المنظمة منذ 2012. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن تصاعد العنف في حلب يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية. وأضافت أن المعارك الشرسة أدت إلى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي وصفتها اللجنة بأنها واحدة من أكثر المناطق تضرراً من القتال في الصراع المندلع منذ 5 أعوام.
وأكد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا من جهته بعد عرض تقرير عن جولة مفاوضات جنيف الأخيرة بين الحكومة والنظام إلى مجلس الأمن، مقتل طبيب الأطفال الوحيد في حلب في الغارات.
وأقرت الهدنة في سوريا برعاية الولايات المتحدة وروسيا تمهيدا للمفاوضات بين النظام والمعارضة بهدف إيجاد تسوية لنزاع أوقع أكثر من 270 ألف قتيل خلال 5 سنوات.
وانتهت الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف من دون إحراز أي تقدم على صعيد إيجاد حل سياسي للأزمة. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة، علقت قبل أيام مشاركتها في المفاوضات رداً على ما اعتبرته انتهاكات متكررة من جانب النظام للهدنة. ودعا دي ميستورا إلى «إنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية من الانهيار الكامل».
وأصدر دي ميستورا وثيقة تقول إن أحدث جولة من محادثات سوريا حققت تقدماً، لكن لاتزال هناك خلافات كبيرة بين الجانبين بشأن رؤية كل منهما للانتقال السياسي. وأكد دي مستورا في وثيقته أن الجانبين يتشاركان الرأي بأن «الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين». وقال إن «مواطناً سورياً يموت كل 25 دقيقة، بينما يصاب شخص كل 13 دقيقة»، بسبب القصف أو المعارك، وطالب روسيا والولايات المتحدة بإنعاش عاجل لوقف الأعمال القتالية. ميدانياً أيضاً، قتل 64 مقاتلاً من الفصائل المعارضة والأكراد في معارك في محيط تل رفعت في ريف حلب الشمالي.