أكد مشاركون في المؤتمر الدولي «المرأة والمجتمع» الذي استضافته الجامعة الملكية للبنات، أن تجربة البحرين في مجال تمكين المرأة باتت نموذجاً يحتذى لكثير من دول المنطقة والعالم.
ولفتوا إلى ازدياد مساهمة المرأة البحرينية في مختلف أوجه الحياة العامة، مؤكدين أن الإنجازات الكبيرة التي تمكنت المرأة البحرينية من اكتسابها عبر تاريخها الطويل تتوجت بتأسيس المجلس الأعلى للمرأة في العام 2001 كجهة إشرافية/استشارية عليا في كل ما يتعلق بقضايا المرأة.
وأشادت نائب رئيس الشؤون الأكاديمية في جامعة غرب فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية جوسي مكونيل، بتميز حضور المرأة البحرينية في المجتمع وفي الحياة العامة لبلدها.
وقالت «بت على قناعة تامة تمكنني من التأكيد أن تمكين المرأة البحرينية ليس شعارات ترفعها البحرين أو مجرد مقولة يرددها المسؤولون في خطاباتهم، وإنما حقيقة ظاهرة للعيان يمكن إدراكها أكبر لدى الاحتكاك بالنساء البحرينيات، في السلطة التشريعية والتنفيذية، وفي سلك التعليم، والعمل الخاص، وغيرها». وأضافت مكونيل «أنا أمريكية ولكني أنظر بغبطة للمرأة البحرينية، التي لديها خيارات واسعة لتحقق ما تريد أو لتصل للمكانة التي تصبو إليها في مختلف المجالات، وبين أن تجلس في المنزل وتعتني بأسرتها وتربي أطفالها، وهذا غير متاح تماماً في مجتمعاتنا الغربية». وتابعت «رسالتي للنساء البحرينيات هي حافظوا على مكتسباتكم وحريتكم، واعملوا على زيادتها، وتحركوا في كل الاتجاهات التي ترون أنها تصب في خدمة تحقيق ذاتكم وبناء وطنكم».
عضو مجلس الشورى ورئيسة لجنة المرأة والطفل هالة رمزي، أكدت أهمية دعم القيادة السياسية للمرأة البحرينية، موضحة أن الإنجازات الكبيرة التي تمكنت المرأة البحرينية من كسبها عبر تاريخها الطويل تتوجت بتأسيس المجلس الأعلى للمرأة في العام 2001 كجهة إشرافية استشارية عليا في كل ما يتعلق بقضايا المرأة. وشددت رمزي على أن ذلك مكن المرأة البحرينية من الوصول إلى مناصب قيادية تسهم من خلالها ليس في تقديم الرأي والمشورة واتخاذ القرار فقط وإنما في وضع التشريعات التي يسير عليها البلد بأكمله، وذلك عندما حظيت المرأة بتمثيل عال في مجلس الشورى، إضافة إلى تلاقي هذه الإرادة السياسية مع الإرادة الشعبية التي أوصلت ثلاث نساء إلى سدة المجلس النيابي في انتخابات 2014 البرلمانية.
وأشارت إلى أن مشاركة المرأة في الحياة العامة تشمل توليها المناصب القيادية في المؤسسات العامة بالدولة كنائبة وقاضية ووزيرة ووكيلة وزارة، إضافة إلى النهوض بمهمة تمثيل المملكة في الخارج، في المحافل الدبلوماسية والاقتصادية والرياضية وغيرها.
ولفتت إلى السعي المتواصل وتضافر الجهود من أجل استكمال منظومة التشريعات والقوانين التي توفر الحماية القانونية للمرأة وتعاقب كل يميز ضدها، وخصت بالذكر انضمام البحرين منذ العام 2002 إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة «سيداو».
فيما قالت مديرة إدارة الثقافة والفنون في هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، إن التطور الحضاري للمجتمع البحريني مكن البحرين من رفع مساهمة جميع مكونات المجتمع في عملية التنمية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وكانت المرأة البحرينية منذ أيام الغوص قادرة على إدارة أسرتها إضافة إلى الخروج للعمل ومساندة الرجل. وقالت الشيخة هلا إن المكانة التي وصلت إليها المرأة البحرينية في الآونة الأخيرة لم تكن تطوراً مفاجئاً، بل جاء كتتويج لمسيرة طويلة من تاريخ البحرين منذ تأسيس أول مدرسة للتعليم النظامي للفتيات في العام 1928، ثم مشاركتها في الحياة السياسية عبر الانتخابات البلدية في ثلاثينيات القرن الماضي، كما وكان لدى البحرين نساء بارزات داخلياً وخارجياً، في الطب والاقتصاد والرياضة والفنون وغيرها طيلة العقود الماضية. وأكدت أن المرأة البحرينية أثبتت أنها جديرة بثقة قيادتها وشعبها، واستطاعت في كل المواقع التي شغلتها ترك المكان أفضل مما كان عليه، وأن الطريق مفتوحة أمامها من أجل تحقيق المزيد من المكتسبات والإنجازات. أما رئيس الجامعة الملكية للبنات د.مازن جمعة، أكد أن المرأة البحرينية حظيت برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وهو ما وفر دعماً لقضايا المرأة من أعلى المستويات في المملكة، كما ساعدت سموها المرأة على تعزيز مشاركتها في بناء الوطن والمجتمع والأسرة لتكون شريكاً فاعلاً في بناء الوطن. وأشار إلى أهمية التعليم في تمكين المرأة من أخذ حقوقها كاملة، ورفع مساهمتها في تعزيز نهضة مجتمعها، وتمكينها لتضطلع بدورها الطبيعي كشريك فاعل في عملية التنمية المستدامة.
الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا بشركة «صلة الخليج» لتقنية المعلومات جوان ماكشيفيري، قالت إنه ومن خلال الاطلاع نرى أن المرأة مكون أساسي في المسيرة الحضارية للبحرين، قامت بدور محوري ومهم كشريك رئيس في نهضة البحرين وتطورها. وقالت ماكشيفيري «أرى أن المرأة البحرينية بارعة جداً في تأسيس الأعمال وإنجاح المشروعات الخاصة، والقدرة على بناء العلاقات ليس مع نظيراتها من سيدات الأعمال فقط وإنما مع رجال الأعمال، وكذلك إدارة فرق العمل بجدارة». وأضافت «لاشك أن وجود الدعم الحكومي والمجتمعي معهم من أجل نجاح المرأة، في مشاريع تقنية المعلومات وغيرها، لكن تبقى المرأة ذاتها، وما تملكه من قدرات ومهارات وشجاعة، هي العوامل الأهم في نجاحها».