بدأت قصة مرض زوجتي منذ 6 سنوات، أمضينا 5 سنوات منها في العلاج من السرطان الذي أصابها في منطقة الأنف والرأس، فابتداءً من إزالة الخلايا من الأنف في بدايات المرض، مروراً بعدم استئصال منبت الورم بالشكل الصحيح في البحرين، ومن ثم السفر إلى الهند لاستئصالها هناك، بعدها اتضح أن الغدد اللمفاوية هي المسؤولة عن تحول الخلايا في هذا الموقع بالذات إلى خلايا سرطانية وبالتالي يجب إزالتها، وهذه المرحلة المتقدمة من تطور الحالة لم يتم معرفتها أو اكتشافها إلا على يد جراح متمرس في ألمانيا، فهو الذي بحث في أسباب تشكل هذه الخلايا، فهي موجودة في مكان حساس على العظمة التي تحمل الرأس، وأي تدخل يجب أن يكون دقيقاً ومحسوباً جيداً نظراً لدقة المكان الشديدة.
كل هذه التفاصيل جعلتنا نمر في رحلة علاجية شاقة بين البحرين والهند وألمانيا، ولكن كل ذلك احتاج إلى مبالغ طائلة، فعلى الرغم من صرف الدولة لي مبلغ 1800 دينار «لي ولزوجتي» كمصاريف علاج إلا أن هذا المبلغ لم يغط علاجها، فقمت ببيع أرض لي كنت أنوي بناءها لأسكن فيها أنا وأبنائي، كما بعت سيارتي أيضاً لتأمين المبلغ الناقص، فتكاليف العلاج في ألمانيا باهظة جداً، إضافة إلى المصاريف المعيشية هناك من سكن وتنقلات، فقد كنت أحتاج إلى 5 آلاف إضافية على هذا المبلغ من أجل تأمين المصاريف كاملة.
اليوم أصل إلى مرحلة جديدة من العلاج، والتي تتطلب سفرها لإجراء فحص في منطقة جديدة في الأنف، فالطبيب يحتاج إلى معاينة المنخر الأيسر، ففي السابق كل العلاجات تمت على الجزء الأيمن فقط.
ولأن هذا المرض لا يظهر بسرعة، وهو يتجدد ويتطور وتتغير الحالة حسب مكان المرض، فإن رحلتنا مع العلاج لم تنه بعد، وبعد اللجوء إلى وزارة الصحة لأخذ الموافقة على السفر من جديد لاستكمال العلاج ، اتضح لنا أن اللجنة المعنية في وزارة الصحة لم توافق على سفرنا، وبالتالي لا يمكننا الذهاب رغم عملنا على تجديد الفيزا والتجهيزات التي قمنا بها.
بعد رفض وزارة الصحة لعلاج زوجتي المصابة بالسرطان في الخارج، أتقدم بهذا النداء الإنساني إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ووزيرة الصحة فائقة الصالح شخصياً للنظر في أمر علاج زوجتي، فمن غير المنطقي أن يتم مساعدتنا في إجراء مرحلة من العلاج في حين تتوقف الوزارة عن استكمال المرحلة التالية، علماً بأن المبلغ الذي يصرف لنا أصلاً لا يغطي كل المصاريف بل هو مبلغ مساعد نقوم نحن بالإضافة عليه لتأمين العلاج المطلوب، وأيضاً من غير المنطقي أن لا يتم توفير الخدمة الطبية المتخصصة، والتي تتطلب درجة من المهارة والخبرة في أدق التخصصات الطبية ويمنع سفر من يحتاج إليها إلى الخارج، فإما تأمين العلاج المطلوب في الداخل للمواطن وجلب طبيب متخصص من الخارج لعلاج الحالات أو ابتعاث المريض إلى الخارج.
من هذا المنبر أعرض مشكلة زوجتي وكلي أمل في أن أجد الصدى الطيب، فالبحرين أرض الخير، ولا نريد للمواطن أن يتسول من الجهات المعنية النظر في حاجته أو تأمين علاجه، فهذا حق يجب أن تكون الجهات المختلفة حريصة كل الحرص على تحقيقه، ويعلم الله لو أنني أملك شيئاً آخر غير أرضي التي بعتها لكنت بعته وأمنت علاج زوجتي أم أبنائي، ولكن مع الأسف لم يبق لدي شيء، فهل من بصيص أمل بعد هذه الرحلة الشاقة من مواجهة أشد أنواع الأمراض خطورة ألا وهو «السرطان».
البيانات لدى المحررة