يتميز الإنسان الذي يعرف نفسه جيداً بالتفرد والحيوية والهمة العالية، وهي شروط أساسية للارتقاء بالأداء في العمل والحياة إلى أقصى حد ممكن، ولهذا فإن الشركات المرموقة تتطلع دائماً إلى توظيف الأشخاص الصادقين مع أنفسهم والذين يتصرفون على طبيعتهم دون تصنع، فلا تحاول أن تكون شخصاً آخر لأن ذلك لن يفيدك كثيراً، بل ينبغي لك أن تعرف ذاتك جيداً، وتدرك طبيعة المهارات التي تتقنها ومن ثم عش حياتك وفقاً لذلك.
ولكنْ هناك عدداً من الوسائل التي ينبغي لكل من يسعى إلى اكتشاف ذاته أن يتبعها، ويمكن تلخيصها في خمس وسائل هي:
1) كن صادقاً مع الله ومع نفسك: حدد القيم التي ترضاها ولا تساوم عليها حتى وإن كان ذلك سيؤدي إلى منفعة قصيرة الأمد.
2) أحسن إلى نفسك: على كل واحد منا أن يعتني بنفسه، وهذا يعني أن نهتم بكل ما يفيد أجسامنا وعقولنا وأرواحنا، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تذهب في رحلة لصيد السمك، أو أن تتعلم لغة جديدة، أو تبدأ مشروعاً تجارياً، وعليك أن تتعرف أيضاً إلى نشاطات تغني من تجاربك وتشعرك بالثقة، وهذا سيعزز بدوره من إدراكك لقدراتك الحقيقية.
3) استمتع بحياتك فهي قصيرة وغالباً ما تشوبها المتاعب: إن الإحساس بالفرح والتحلي بحس الدعابة يساعدنا جميعاً على التعامل مع شؤون الحياة بحلوها ومرها، كما أنهما يعدان أداتين رائعتين لتعزيز الإنتاجية وبناء الروابط الاجتماعية.
4) لا تخبئ عيوبك: ربما تكون غريب الأطوار أحياناً ومتشائماً أو انطوائياً في أحيان أخرى، لكن لا بأس بذلك فالكثير من الناجحين قد مروا بهذه الحالات المزاجية المتقلبة، لذا حاول أن تتفهم مواهبك وعيوبك جيداً، وأن تتقبل نفسك كما هي حيث لا أحد مثالياً أبداً والكمال لله وحده.
5) حدد ما تريد: يستحيل عليك أن تتنبأ بمنعطفات مسارك المهني بدقة، لكنك إذا عرفت ذاتك حقاً وما ترغب بفعله فستوفر على نفسك الكثير من الوقت والجهد، لذلك لا تطارد أي أحلام أو فرص إلا إذا أشعلت جذوة شغفك وأثرت حماسك.
ومن المهم جداً قبل أن نبلور طموحاتنا ألا نخضع لما يتداوله الناس من أفكار ومقولات، فليس هناك أي ضمانة لصوابها وصحتها بل ينبغي أن نكتشف أنفسنا من خلال المبادئ والقيم التي نؤمن بها، ومن خلال المعارف الصحيحة التي يعترف بها أهل العلم والنظر، ومن خلال مقارنة أحوالنا بأحوال السباقين من أهل الصلاح والنجاح الذين نخالطهم أو نقرأ عنهم.
أحمد عقاب