أنت تتألم لأنك رغبت بها فتمسكت وتعلقت بها دون أن تعلم، إن رغبتك هي التي أتعبتك وأتعبت حياتك معك وأنت لاتزال تلاحقها في كل يوم وكل ساعة لكنك لم تستطع أن ترى وجهها أو أن تلمس يدها، تتركك تائهاً ضائعاً لا تعلم كيف أو من أين أتت وماذا تريد ولا إلى أين ستذهب وما هو المصير، إنها هي حقاً لعبة مكر وحلم قصير.
أفكارك ليست بصديق لا تصدقها بل شاهدها ولا تأخذ موقفاً منها فتكون لك عدواً عنيداً، لا هذا ولا ذاك، ساعدها لتختفي كي تجلس مع نفسك وتحتفي، أن تجلس وتشاهد جرحك القديم أن تعريه وترى لماذا أصبح أليماً، أن تعري مشاعرك المكبوتة أن تصرخ لوحدك وتخرج عن صمتك المزيف وتبوح لنفسك بصوت عال عن ما تشعر به، ما أردت فعله ولم تقدر عليه، عبر عن نفسك، اخرج كل ما بداخلك وشاهد ما الذي يخرج، إنه ما رافقك في حياتك ونما في عتمة الليل الظليم.
حين تصمت ستشعر بالحب ينبع من داخل قلبك من مصدر مجهول، يرويه شلال غير معلوم، وليس من شيء موجود، فكل ما وجد سيزول، حين تشعر بهذا الجمال الآتي من المجهول، سيملكك ولن تستطيع أن تملكه لأن كل ما تملكه مسلوب إلا الحب فهو مضمون.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية