عواصم - (وكالات): احتفل العالم أمس بعيد العمال الذي يصادف الأول من مايو من كل عام، وتنوعت مظاهر الاحتفال بين أنشطة رياضية وفنية مختلفة واعتصامات ومظاهرات احتجاجية تتخذ في بعض الأحيان طابع العنف.
ففي فلسطين المحتلة أصدر الاتحاد العام لنقابات العمال بيانا قال فيه إن 70% من عمال قطاع غزة يقبعون تحت خط الفقر، بينما يواجه عشرات الآلاف من نظرائهم في الضفة الغربية صعوبات بسبب عملهم داخل إسرائيل. وفي لبنان يطالب عمالها بضمان الشيخوخة التي تكفل لهم العيش بكرامة بعد التقاعد. وكانت أستراليا أول دولة في العالم تبتدع الاحتفال بعيد العمال، وكان ذلك في منتصف القرن الـ19 قبل أن تنتقل بعدها بنحو 30 عاماً إلى الولايات المتحدة عندما طالب عمال ولاية شيكاغو بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى 8 ساعات. غير أن الاحتفال هذا العام في تونس شهد مظهراً جديداً تمثل في تنظيم مئات من الشبان العاطلين عن العمل احتفالاً أطلقوا عليه اسم «عيد البطال» أو عيد «العاطلين عن العمل».
وفي الأردن هنأ عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني في رسالة «عمال وبناة الوطن» بعيدهم، ودعاهم إلى «مواصلة بذل الجهد والعطاء لاستمرار تقدم الوطن».
وقرر رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور تعطيل العمل في الحكومة بهذا اليوم احتفالاً بالمناسبة. واحتفلت دولة قطر بالمناسبة عبر تنظيم أنشطة رياضية متنوعة شارك فيها أكثر من 7 آلاف عامل. أما في روسيا فنظم اتحاد نقاباتها مظاهرات في 107 مدن وبلدات في كل أنحاء البلاد شارك فيها - كما اشارت وكالة تاس الرسمية للأنباء- أكثر من مليوني شخص. وفي كوريا الجنوبية انطلقت احتفالات بعيد العمال، إذ خرج عشرات الآلاف في مظاهرات احتجاجاً على الإصلاحات التي اقترحتها الحكومة على قوانين العمل وللمطالبة بزيادة الأجور. وقمعت الشرطة التركية احتجاجات غير مرخصة في إسطنبول واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين وفرضت إجراءات أمنية مشددة في المدينة.
ومنعت السلطات الدخول إلى ساحة تقسيم التي عادة ما تكون بؤرة للاحتجاجات وخلت المنطقة التي تكون مكتظة من الناس باستثناء الشرطة. وشارك مئات من نشطاء العمال والنقابات في احتجاج محظور رسمياً وحملوا شعارات تدعو إلى التضامن مع العمال في مكان شاسع مخصص للأسواق في ضاحية باكيركوي القريبة من المطار الدولي. إلا أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد أعضاء من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي حاول تنظيم احتجاج في باكيركوي واعتقل العديد من الأشخاص.
كما استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين في ضاحية شيشلي حاولوا التوجه إلى ساحة تقسيم. وأكدت وكالة الأناضول الرسمية اعتقال 36 شخصاً في شيشلي وضاحية بشيكتاش المجاورة عندما حاولوا التقدم نحو تقسيم. وذكر مكتب حاكم اسطنبول أن 24500 من عناصر قوات الأمن انتشروا في المدينة «لضمان الأمن للمواطنين».