عواصم - (وكالات): ندد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بتصعيد القتال في سوريا، واصفاً ما يحدث بأنه «انتهاك لكل القوانين الإنسانية»، ملقياً باللوم في الضربات الجوية في حلب شمال البلاد على قوات الرئيس بشار الأسد»، داعياً الأخير إلى «التنحي»، مضيفاً أن «بوسع الأسد الرحيل من خلال عملية سياسية»، معبراً عن أمله في أن يفعل ذلك، وإلا «فستتم الإطاحة به بالقوة»، مشدداً على أن «الأسد يرتكب جرائم حرب في حلب» شمال البلاد، مطالباً «أن تشمل الهدنة المدينة».
من جهته، أنهى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة خاطفة لجنيف أجرى خلالها لقاءات عدة تركزت حول سبل إعادة إحياء الهدنة في سوريا، واعتبر أن النزاع في البلد بات «خارجاً عن السيطرة».
ميدانياً، واصل النظام السوري تصعيد هجماته على مناطق المعارضة في حلب مستهدفاً المدنيين بينما تحدثت مصادر عن تمديد الهدنة المعمول بها في الغوطة بريف دمشق.
وبعد أن غادر كيري جنيف تتركز الأنظار على موسكو التي يزورها الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال دي ميستورا في وقت سابق إن هناك خلافات كبيرة بين النظام والمعارضة حول آلية الانتقال السياسي.
والهدف هو نفسه أي العمل على إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه في 27 فبراير الماضي بعد أن شهد خروقات خطيرة خلال الأيام العشرة الماضية بشكل خاص.
ووصل كيري إلى جنيف مساء أمس الأول حيث التقى نظيريه السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة، ودي ميستورا. وأعلن الأخير «نعد لآلية أفضل لمراقبة وقف جديد لإطلاق النار».
ورأى كيري أن «النزاع بات في نواح عدة خارجاً عن السيطرة» مضيفاً أنه تم تقديم «اقتراحات عدة».
وأضاف مشيراً إلى النقاش حول إنشاء «آلية» متابعة «سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية، بل لإيجاد مسار نستطيع اعتماده» لكي لا تكون النتيجة وقفاً لإطلاق النار ليوم أو يومين فقط بل لأكثر.
وقال كيري «لذا، فإن روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد أكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يومياً 7 أيام في الأسبوع» لمراقبة الهدنة بشكل أفضل.
وتحادث كيري هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغير لافروف. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين «اتفقا على إجراءات جديدة ستتخذها موسكو وواشنطن كرئيستين لمجموعة دعم سوريا، أحدها حول الإعداد لاجتماع مقبل» لهذه المجموعة.
وترعى روسيا والولايات المتحدة عملية السلام في سوريا وسبق أن قال دي ميستورا إنه في حال لم تتفق هاتان الدولتان فسيكون من الصعب جداً تحقيق أي تقدم في عملية السلام السورية. ويفيد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 250 مدنياً بينهم نحو 50 طفلاً قتلوا في حلب منذ 22 أبريل الماضي غالبيتهم نتيجة الغارات الجوية لقوات النظام. وتستهدف الطائرات الحربية السورية وطائرات روسية الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل. وقال كيري إن النظام السوري قصف عمداً 3 مستوصفات طبية ومستشفى، مؤكداً أن «الهجوم على المستشفى يفوق حدود المعقول (...) ويجب أن يتوقف».
واستهدفت الأربعاء الماضي غارة جوية مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في الأحياء الشرقية لحلب ما أسفر عن مقتل نحو 30 مدنياً. من جانبها دعت فرنسا المجموعة الدولية لدعم سوريا لعقد اجتماع طارئ على مستوى الوزراء لإعادة تثبيت وقف الأعمال القتالية في سوريا. وتعد مدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية، والذي يستثني تنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
بدوره، طالب البيت الأبيض حكومة الأسد بالوفاء بالتزاماتها في اتفاق وقف الأعمال القتالية وقال إن «المناطق الآمنة» ليست بديلاً عملياً الآن.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات الحكومية السورية حاصرت سجن حماة غرب البلاد وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بعد أن انتفض النزلاء واحتجزوا عدداً من الحراس.
من ناحية أخرى، قال مصدر أمني تركي إن صاروخين أصابا بلدة كلس الواقعة قرب الحدود السورية فقتل شخص وأصيب آخرون. وأضاف المصدر أن الجيش التركي رد بإطلاق النار داخل سوريا مستهدفاً مواقع لتنظيم الدولة «داعش» على الجانب الآخر من الحدود من منطقة يسيطر عليها التنظيم وشهدت إطلاق صواريخ بصورة متكررة على تركيا خلال الأسابيع الماضية. ?