عواصم - (وكالات): غادر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، النجف متوجهاً إلى إيران بعد أن أعلن المعتصمون، وهم بمعظمهم من أتباع الصدر إنهاء التظاهرات مؤقتاً في المنطقة الخضراء وسط بغداد بانتظار تحقيق المطالب، بعد أن اقتحموا، السبت الماضي مقر البرلمان وتعدوا على عدد من النواب، ورفعوا هتافات تنتقد إيران، مطالبين بخروجها من العراق «سياسياً»، فيما قتل 14 شخصاً وأصيب 41 في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف زواراً شيعة متوجهين سيراً لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم التي تبلغ ذروتها اليوم، بينما أعلنت منظمة العفو الدولية أن السلطات العراقية تحتجز غالباً أبرياء بتهم الإرهاب في ظروف «مروعة» في عموم البلاد. من ناحية أخرى، تمكنت القوات العراقية من فك الحصار عن بلدتي حديثة والبغدادي وقاعدة عين الأسد الجوية بعد أكثر من عام ونصف عام من سيطرة تنظيم الدولة «داعش» على جميع الطرق والبلدات المحيطة بها في محافظة الأنبار غرب العراق.
وقال مصدر رسمي في مطار النجف، إن «زعيم التيار الصدري غادر عبر مطار النجف متوجهاً إلى طهران»، وأشار إلى أن «الصدر غادر بصحبة رجلي دين على متن طائرة تابعة لشركة طيران إيرانية».
يأتي هذا في حين أعلن الصدر، اعتكافه عن النشاط السياسي لشهرين إثر فشل مجلس النواب في عقد جلسة للتصويت على وزراء مستقلين ضمن مشروع إصلاحات.
واقتحم متظاهرون، غالبيتهم من أنصار التيار الصدري، السبت الماضي المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب، بهدف الضغط على البرلمان للموافقة على حكومة من وزراء مستقلين تكنوقراط، وإقالة الوزراء المرتبطين بالأحزاب المهيمنة على السلطة. وقام أنصار التيار الصدري برفع الشعارات المطالبة بخروج إيران، هاتفين «إيران برا برا» ومهاجمين قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
من ناحية أخرى، أعلنت منظمة العفو الدولية أن السلطات العراقية تحتجز غالباً أبرياء بتهم الإرهاب في ظروف «مروعة» في عموم البلاد. وتمكن وفد من المنظمة الحقوقية ضم الأمين العام سليل شاتي زيارة أحد المراكز الواقع في منطقة عامرية الفلوجة غرب بغداد.
وقال شاتي «لقد زرنا أحد مراكز الاعتقال في عامرية الفلوجة (...) وجدنا 700 سجين محتجزين منذ عدة أشهر بتهمة الاشتباه بالإرهاب».
وأضاف أن «أوضاع احتجازهم تشكل صدمة كبيرة، حيث لكل واحد منهم مساحة لا تتجاوز متراً مربعاً، وليس هناك مساحة حتى للاستلقاء». وتابع «إنه بالفعل مثال سيء لنظام القانون الجنائي الذي لا يعمل في هذا البلد».
بدورها، قالت دونتيلا روفر مستشارة شؤون الأزمات في المنظمة إن «المركز يدار من قبل قوة مكافحة الإرهاب، ولديهم 4 محققين فقط يعملون على معالجة القضايا». وتقع عامرية الفلوجة في محافظة الأنبار حيث تقاتل القوات العراقية من أجل طرد تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق شاسعة في المحافظة منذ يونيو 2014. ودفعت المعارك ضد المتطرفين، إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين، واعتقل عشرات الرجال المشتبه بارتباطهم بالإرهاب.