عواصم - (وكالات): قرر مندوبو دول الجامعة العربية برئاسة البحرين العمل على تقديم كل من شاركوا في «الاعتداءات الوحشية» ضد المدنيين في حلب وغيرها من المدن السورية إلى «العدالة الدولية»، في قرار صدر عن جلسة طارئة للجامعة حول حلب، بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن وموسكو اتفقتا على توسيع نطاق اتفاق وقف الاقتتال في سوريا ليشمل المدينة وإن البلدين سينسقان لتعزيز سبل مراقبة الترتيبات الجديدة، فيما حذر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي مستورا من فرار نحو 400 ألف شخص إلى تركيا هربا من المعارك الدائرة في حلب في حال عدم توصل الأسرة الدولية إلى هدنة في المدينة شمال سوريا.
وتشهد حلب منذ أكثر من 10 أيام تصعيداً عسكرياً أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين بينهم نساء وأطفال بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتستهدف الطائرات الحربية السورية وطائرات روسية الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة في المدينة.
وعقد مندوبو دول الجامعة العربية اجتماعاً أمس في مقر الجامعة في القاهرة برئاسة البحرين بناء على طلب قطر لبحث تطورات الأوضاع في حلب. ويأتي الطلب بعد إعلان روسيا أنها لن تطلب من دمشق وقف الغارات على حلب. ووافقت كل الدول العربية على القرار باستثناء لبنان الذي امتنع عن التصويت. وقررت الجامعة «العمل على تقديم كل من شاركوا وأسهموا في الاعتداءات الوحشية ضد المدنيين الأبرياء في حلب وغيرها من المدن السورية الى العدالة الدولية».
وتضمن القرار «الأعراب عن إدانة واستتنكار ممارسات النظام السوري الوحشية ضد السكان المدنيين العزل في حلب وريفها وضد المواطنين في كل انحاء سوريا واعتبار المجازر التي يقوم بها في حلب وغيرها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الانساني».
وأضاف القرار أن الجامعة تدين «كافة التنظيمات والجماعات الارهابية كـ «داعش» وغيرها من التنظيمات الارهابية لما ترتكبه من عمليات وجرائم ارهابية ضد المدنيين السوريين في حلب وغيرها من المدن السورية».
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته إن الأولوية أمام المجتمع الدولي الآن يجب أن ترتكز على وقف إطلاق النار والعمل على تثبيت الهدنة بين كافة الأطراف السورية والعمل على تسهيل وصول المساعدات والإغاثات الإنسانية للمتضررين في الأماكن المنكوبة في سوريا.
وقال مندوب السعودية أحمد القطان إن الرئيس بشار الأسد سيلقى نفس مصير صدام حسين ومعمر القذافي.
وتابع «النظام السوري ممثلاً في بشار الأسد وعصابته وحلفائه قتلوا أكثر من 400 ألف سوري وشردوا الملايين من أبناء الشعب السوري داخل وخارج سوريا دون رحمة أو شفقة». وأضاف «كل ما يقوم به من جرائم قتل و تشريد وتهجير من أجل أن يستمر في حكم أبطال سوريا لن تحقق له هدفه بل ستؤدي إلى دمار سوريا بأكملها».
ودارت معارك عنيفة في حلب في وقت تجددت الغارات والاشتباكات قرب العاصمة دمشق برغم الجهود الدبلوماسية المكثفة لإعادة أحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في البلاد.
وحذر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي مستورا من فرار نحو 400 ألف شخص إلى تركيا هرباً من المعارك الدائرة في حلب في حال عدم توصل الأسرة الدولية الى اعلان الهدنة في المدينة شمال سوريا.
وقال دي مستورا في ختام اجتماع في برلين مع وزيري خارجية المانيا وفرنسا «إن الحل البديل من نجاح المفاوضات لإعلان الهدنة سيكون كارثياً لأننا يمكن أن نرى 400 ألف شخص يتحركون باتجاه الحدود التركية».
وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، تجددت الغارات والاشتباكات مع انتهاء المهلة المحددة لاتفاق تهدئة مؤقت تم برعاية روسية أمريكية.
وبموازاة تلك التطورات الميدانية، تكثفت الجهود الدبلوماسية من أجل إعادة إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق، إن واشنطن وموسكو، اتفقتا على توسيع نطاق اتفاق وقف الاقتتال في سوريا ليشمل محافظة حلب وإن البلدين سينسقان لتعزيز سبل مراقبة الترتيبات الجديدة.
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية وزراء الخارجية السعودي والقطري والإماراتي والتركي إلى عقد اجتماع في باريس الاثنين المقبل لبحث الوضع في سوريا، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً حول حلب بطلب من بريطانيا وفرنسا. واعتبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أن الوضع في حلب ملف «ذو أولوية قصوى»، محذراً بأن «حلب تحترق».
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر للصحافيين إن حلب «تمثل بالنسبة لسوريا ما مثلته ساراييفو للبوسنة».
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه من غير المرجح أن تشن السعودية وتركيا عملية برية في سوريا نظراً لوجود قوات جوية روسية هناك»، مؤكداً أن «الأسد ليس حليفاً لموسكو»، موضحاً أن «بلاده تدعم الأسد» في ما يسمى «مكافحة الإرهاب» والحفاظ على الدولة السورية.
من جانبه، ندد مجلس العلاقات الخليجية الدولية «كوغر» بـ «بالمؤامرة الدولية التي تستهدف تصفية العرب السنة في سوريا، بمشاركة قوى دولية وايران ونظام بشار الأسد، تحت مرأى ومسمع الأجهزة التابعة للأمم المتحدة بحجة محاربة الإرهاب، وكان ضحيتها المدنيين الأبرياء»، مضيفاً أن «منظمة «كوغر» لن تترك ما يجري بحلب من مجازر يمر دون الرد عليه وكشف المتورطين بهذه الجرائم».