نظمت 12 جمعية من منظمات المجتمع المدني أمس «وقفة تضامنية» خطابية وشعرية لدعم القضية السورية في مقر جمعية الإصلاح بالمحرق، مستنكرة الصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي على ما يرتكب من جرائم حرب، بما في ذلك صمت مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة عن المذابح التي يرتكبها نظام بشار الأسد في حلب وخرقه الواضح للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة.
وشملت الجمعيات المشاركة كلاً من: جمعية الإصلاح، جمعية المنبر الوطني الإسلامي، جمعية التربية الإسلامية، جمعية الأصالة الإسلامية، جمعية تجمع الوحدة الوطنية، الجمعية الإسلامية، جمعية التجمع الوطني الدستوري، جمعية ميثاق العمل الوطني، جمعية الشورى، جمعية الحوار الوطني، الجمعية الأهلية للتلاحم الوطني، وائتلاف شباب الفاتح. وأكدوا أن الاعتداء يجري من قبل نظام فقد شرعيته ولا يملك مقومات الدفاع عن نفسه وللأسف الشديد بدعم من دول أعضاء في الأمم المتحدة، موضحين أن إزهاق أرواح المدنيين مدان وبكل قوة سواء حدث ذلك نتيجة الإرهاب في دول الغرب أو في أي من دول العالم أياً كانت الجهة التي تقف خلفه. وقالت الجمعيات «إننا في الوقت الذي نشهد صمتاً مروعاً عن جرائم نظام بشار الأسد والقوى الطائفية والدولية التي تشاركه في ارتكاب هذه الجرائم نرى التنادي لاجتماعات مجلس الأمن مباشرة لو وقع عشر معشار مثل هذه الأحداث في دول الغرب».
وطالبت الجمعيات، هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها بما فيهم مجلس الأمن وهيئاتها الإغاثية إلى التدخل فوراً لحماية أرواح المدنيين في حلب ولوضع حد لجرائم نظام بشار الأسد ضد هذه المدينة العريقة ومدنييها ومؤسساتها الطبية والإغاثية.
وقال رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية الشيخ د.عبداللطيف آل محمود: «اجتمعت كلمة الصهيونيين والصليبيين والطائفيين من نظام ولاية الفقية الفارسي بأحزابه وعصاباته ومن الطوائف التي أشربت قلوب أتباعها الحقد والبغضاء والكراهية على أتباع التيار الأعظم للمسلمين المستمسكين بكتاب الله وسنة رسول الله، فهم يعيثون فساداً في بلاد المسلمين التي تقع تحت طائلة قوتهم ومخططاتهم». وأضاف: «إن قدر قادة التحالف الإسلامي اليوم الوقوف صفاً واحداً أمام طغيان الدول التي جعلت لنفسها حق النقض «الفيتو» في الأمم المتحدة، بينما منهم الذين وضعوا خطة الشرق الأوسط الجديد ورسموا طريق الفوضى الخلاقة، ومنهم الذين يشاركون في الحرب الدائرة على إخواننا في سوريا»، موجهاً نداءه لإخوانه في حلب والشام والعراق واليمن وفي كل مكان بأن يصبروا ويصابروا.
فيما قال نائب رئيس جمعية الإصلاح الشيخ عبداللطيف الشيخ: «إن هذه الوقفة هي تعبير صادق من جمعيات المجتمع المدني التي اجتمعت من أجل رفض ما يحدث في سوريا ولإخواننا في الدين والعقيدة، فما يحدث فيها مؤلم جداً ويعد جرماً ما بعده جرم».
ووجه 3 رسائل، أولها إلى الأنظمة العربية والإسلامية بأن تكون لها مواقف مشرفة يذكرها التاريخ، ومواقف حاسمة ضد النظام النصيري، كعاصمة الحزم وغيرها، وأخرى إلى الشعوب العربية والإسلامية التي لابد لها أن تحقق مبدأ الأخوة، الذي ثمرته النصر والعون والمساعدة، أما الثالثة وجهها للشعب السوري الشقيق وطالبه بالصبر والثبات والمرابطة على أرض الشام. النائب الشيخ عبدالحليم مراد، شدد على أن الصور والمشاهد التي رأيناها في حلب صور مفزعة ومخيفة للغاية، وهي تدل على إفلاس الجاني، كما أن الأمر عظيم وجلل باجتماع عدة قوى على الأمة.
وأوضح أن ما يحدث على أرض الشام هو نصر يصنع للمستقبل، فدماء سوريا جرح عميق ولكنها نصر للإسلام، مؤكداً أن البحرين قيادة وحكومة وشعباً قدمت الكثير من أجل نصرة هذا الشعب المضطهد، مطالباً الجميع بنصرة القضية مادياً ومعنوياً، والتبرع من أجل نصرة أهل الشام. وأكد الشيخ محمد الحسيني أن ما يحصل في سوريا ما هو إلا نتاج التخاذل عن نصرتهم، فما يحدث هو جرائم حرب وخرق للمواثيق الدولية، موجهاً رسالته لشعب سوريا بالصبر فإن النصر مع الصبر. وطالب التجمعات الجهادية في سوريا ممن يرفعون سلاحهم بأن يوحدوا كلمتهم ويلموا شملهم وينبذوا الخلاف، مبيناً أن ما يحدث في سوريا وبغداد وغيرها هو فتنة وابتلاء للمسلمين ليميز الله الخبيث من الطيب والصادق من المنافق، فالجميع مسؤول عما يحدث، فلا يصيبنا الوهن والحزن. كما طالب المنظمات الدولية والمجتمعات الغربية بالوقوف وقفة صادقة عما يحدث في سوريا، ووقف هذه المجازر الوحشية. وألقى الناشط يعقوب سليس كلمة بين فيها عجز المجتمع الدولي عن نصرة أهل سوريا، مطالباً الجميع بالوقوف صفاً واحداً أمام هذه التحديات، فيما ألقى المنشد خالد عبدالقادر أنشودة مؤثرة عن سوريا، واختتم اللقاء الشيخ خالد الشنو بدعاء من أجل إخواننا في سوريا. وجاء في بيان الوقفة التضامنية الذي ألقاه عبدالرحمن الباكر وتضمنها توقيع الحضور على عريضة احتجاجية لتسليمها للأمم المتحدة: «ولد الناس أحراراً متساوين في الحق في العيش بسلام وكرامة، وورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن البشر كافة يتمتعون بحقوق متساوية ثابتة وهذا هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، ومن منطلق حق الإنسان في العيش بسلام وكرامة في الحياة فإننا نذكر هيئة الأمم المتحدة بمسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه الحياة البشرية التي تهدر في حلب الشهباء أقدم مدن العالم والتي يتم حالياً تدميرها والاعتداء على مستشفياتها ومدنييها بدافع الانتقام والإبادة»، وشارك في الوقفة جمهور كبير تفاعلوا معها.