تمكن حوالي 150 شاباً وشابة من استخراج 1000 كيلوغرام أي ما يعادل طناً من النفايات والمخلفات على جزيرة الجارم، الجزيرة الشمالية وكبرى جزر فشت الجارم الثلاث الواقعة في مياه الخليج العربي شمال المنامة.
واستطاع الشباب المتطوعون ضمن المبادرة المشتركة للمجلس الأعلى للبيئة وشركة البحرين للاستثمار العقاري «إدامة» لتنظيف جزيرة الجارم تحت شعار «ثروتنا البحرية أمانة.. فلنحافظ عليها»، جمع 255 كيس قمامة، سعة كل واحد منها 70 جالوناً.
واحتوت عمليات الجمع، على نفايات وعبوات بلاستيكية وزجاجية وأخرى لمواد معدنية وورقية وصناعية وكيميائية، يمكن تصنيفها على أنها نفايات خطرة غير قابلة للتحلل، وتشكل خطراً على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى، والحياة الفطرية، خصوصاً في حال اختلاطها بمياه البحر.
وإثر ما تم رصده من وضع بيئي غير سليم ناتج عن ممارسات خاطئة يرتكبها بعض مرتادي البحر أو ممن يقضون أوقات فراغهم على أرض هذه الجزيرة، اتفق منظمو الحملة على رفع جملة توصيات إلى الجهات ذات العلاقة من بينها مواصلة تنظيم الحملة يوم السبت المقبل ودعوة مزيد من المتطوعين من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والتطوعية المختلفة للمشاركة فيها.
وأوصوا بتركيب لافتات تنبيهية على سطح الجزيرة وبالقرب من ساحلها للتحذير من رمي المخلفات والنفايات باللغات العربية والإنجليزية والأوردو، فضلاً عن التوصية بالاهتمام بزرع مزيد من أشجار القرم في هذه المنطقة الحيوية بيولوجياً.
وقال الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة، د.محمد بن دينه: «تأتي هذه المبادرة ذات الأهداف السامية انطلاقاً من الدور الذي يضطلع به المجلس والمهام المنوطة به المتمثلة في إدارة وحماية البيئة بالمملكة البحرين، والمحافظة على مواردها البحرية والطبيعية والحياة الفطرية، إضافة إلى التنوع البيولوجي فيها».
وأوضح بن دينه أن سبب اختيار جزيرة الجارم بعد الحملة الناجحة التي نظمها المجلس أواخر مارس المنصرم لتنظيف جزيرة مشتان -جنوب البحرين- هو ما تتميز به هذه الجزيرة من سطح رملي يعد بمثابة بيئة خصبة لتواجد أنواع معينة من النباتات الملحية ومنها شجر القرم، فضلاً عما تشتهر به هذه الجزيرة من كونها ملاذاً آمناً لطيور خطاف البحر وبلشون الصخر وغراب البحر السقطري وغيرها.
وتابع: «على الرغم مما يبذله المجلس الأعلى للبيئة من جهود للتوعية بمخاطر إهمال البيئة ورمي المخلفات والنفايات في البحر وعلى السواحل، فإننا نعول كثيراً على أن يشترك معنا الأفراد والجماعات لنشر هذا الوعي وجعله ثقافة وقيمة إنسانية راقية، وذلك بتجنب القيام بأي ممارسات خاطئة من شأنها الإضرار بالبيئة والحياة الفطرية والبحرية».
وأشار إلى أنه نظراً لرغبة المتطوعين في تنظيف أكبر قدر يمكن تنظيفه على أرض وساحل الجزيرة من المخلفات والنفايات الملقاة، فإن الحملة ستواصل أعمالها السبت المقبل، متوقعاً أن يرتفع عدد المتطوعين في الحملة، بأن يتلقى المجلس طلبات من المنظمات الأهلية والتطوعية في المملكة للمشاركة في الجزء الثاني منها.
وحيا بن دينه جميع الجهات الراعية والمنظمة والمتطوعة في هذه الحملة، وعلى رأسها «إدامة» على رعايتها لهذه الحملة وقدمت كل ما من شأنه تسهيل مهمة المتطوعين الذين يقدر عددهم بحوالي 150 شخصاً يمثلون مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والتطوعية المختلفة وهي جوالة المالكية، وكلين أب بحرين، وهوم دايف، وبحرين دايفرز، ومجموعة إيثار، وسكوبالايف، وريف العربية، وجمعية أصدقاء البيئة، وفريق مصوري الحياة الفطرية.
وتعتبر «إدامة» شركة تابعة ومملوكة بالكامل لشركة ممتلكات البحرين القابضة «ممتلكات»، وتأسست العام 2006 لتطور وتدير العقارات والأراضي الحكومية، كما أنها تركز على استثمار تلك العقارات والأراضي في مشاريع ذات عوائد مجزية على قطاعات التجارة والسياحة والضيافة في البحرين على نحو يساهم في تحقيق النمو للاقتصاد الوطني.
فيما قال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة «إدامة»، محمود الكوهجي: إن شركة «ممتلكات» والشركات التابعة والمملوكة لها، وشركة الجنوب للسياحة وفرت الوسيلة اللازمة لنقل المشاركين في هذه الحملة من وإلى أمواج مارينا وجزيرة الجارم.
وإلى جانب الشراكة القائمة بين «الأعلى للبيئة» و»إدامة»، يشارك في الحملة كجهات منظمة كل من وزارة الداخلية ممثلة في خفر السواحل، وشركة الجنوب للسياحة، وشركة المحيط للغوص والخدمات البحرية، وبلدية المنطقة الشمالية، ومستشفى الهلال، وإدارة الرقابة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني.