عواصم - (وكالات): أفادت وسائل إعلام إيرانية أمس بأن 13 «مستشاراً عسكرياً» من أعضاء الحرس الثوري الإيراني قتلوا وأصيب 21 في الأيام الماضية في منطقة حلب شمال سوريا، بينما بدأ قسم من سكان أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة بالعودة تدريجياً إلى منازلهم مع إعادة فتح المدارس، غداة إعلان موسكو نيابة عن نظام الرئيس بشار الأسد تمديد الهدنة في المدينة لمدة 72 ساعة إضافية. من جهتها، دعت منظمة أطباء بلا حدود الدول المجاورة لسوريا إلى فتح حدودها أمام اللاجئين الفارين من المعارك في مناطقهم، بعد أيام من قصف مخيم للنازحين قرب الحدود التركية.
في غضون ذلك، لم تهدأ الأوضاع في سجن حماة المركزي الذي يعيش حالة مزرية ومأساوية منذ أن بدأ السجناء عصيانهم قبل 6 أيام، حيث حاول النظام السوري، اقتحام السجن حاشداً قواته في الخارج، ومحاصراً السجناء بقنابل الغاز حيث سجل العديد من حالات الاختناق، فيما قالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» وناشطون إن الأوضاع تتدهور في السجن مع فشل محاولة قوات الأمن لاقتحامه، في حين قالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية نقلاً عن الجيش التركي إن غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا قتلت 48 من مسلحي تنظيم الدولة «داعش» امس.
من جانبه، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية إن بلاده تعتبر بقاء بشار الأسد رئيساً لسوريا أمراً ضرورياً، وإن طهران أبلغت الإدارة الروسية بموقفها هذا بشكل واضح، وفق ما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
ويتحدر جميع المستشارين المقتولين من مازندران شمال ايران كما قال حسين علي رضائي الناطق باسم الحرس الثوري في المحافظة لوكالتي أنباء «فارس» والطلابية الإيرانية «ايسنا».
وهذه الخسارة هي الأكبر التي تعلنها طهران منذ تدخلها في النزاع السوري إلى جانب القوات النظامية.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية «ارنا» المعلومات وأوضحت نقلاً عن الحرس الثوري في مازندران أن المقاتلين الإيرانيين قتلوا أو أصيبوا في بلدة خان طومان التي تبعد 10 كلم جنوب غرب مدينة حلب.
وإعلان الخسائر الجديدة في صفوف الإيرانيين تزامن مع اجتماع عقد في دمشق بين الرئيس بشار الأسد وعلي أكبر ولايتي المستشار الدبلوماسي للمرشد علي خامنئي.
وقال ولايتي كما نقلت عنه وكالة الأنباء التابعة للتلفزيون الإيراني الرسمي إن «إيران تستخدم كل قدراتها لمكافحة الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعوب المقهورة في المنطقة».
وإيران هي الداعم الإقليمي الأكبر للنظام السوري عبر إرسال «مستشارين عسكريين» و»متطوعين» إيرانيين، إضافة إلى آخرين عراقيين وأفغان وباكستانيين. وقتل عشرات من «المستشارين» الإيرانيين في سوريا منذ نهاية 2015 بينهم قياديون في الحرس الثوري.
من جهة أخرى، بدأ قسم من سكان أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة بالعودة تدريجياً إلى منازلهم مع إعادة فتح المدارس، غداة الإعلان عن تمديد الهدنة في المدينة لمدة 72 ساعة إضافية.
وفي مقابل الهدوء في مدينة حلب والذي لم يخرقه إلا سقوط قذائف على أطراف الأحياء الغربية وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، تستمر المعارك في محافظة حلب ومحافظات دير الزور ودمشق وحمص ودرعا بين قوات النظام والفصائل المعارضة، وبين القوات السورية والمتشددين وحتى بين الفصائل المعارضة والمتطرفين ومعظمهم من الأجانب.
سياسياً، دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة رياض حجاب في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «مجلس الأمن إلى التدخل الفوري لضمان سلامة المعتقلين في سجن حماة».
كما اتهم رياض حجاب القوات الروسية باستهداف مخيم الكمونة في ريف إدلب الشمالي، مطالباً «بضرورة إيجاد آليات للمراقبة والمساءلة لضمان تنفيذ» اتفاق وقف الأعمال القتالية «بالشكل المطلوب».
من جانبها، دعت منظمة أطباء بلا حدود الدول المجاورة لسوريا إلى فتح حدودها أمام اللاجئين الفارين من المعارك في مناطقهم، بعد أيام من قصف مخيم للنازحين قرب الحدود التركية.
وقال الأمين العام للمنظمة جيروم أوبيريت «نحن بحاجة لضمان أن تبقى الحدود بين سوريا والدول الأخرى المجاورة مفتوحة» معتبراً أن الحدود طريق حياة وللناس الحق في الفرار من النزاعات».
وتأتي تصريحات اوبيريت بعد مقتل عشرات المدنيين الخميس الماضي جراء قصف لقوات الأسد استهدف مخيماً في محافظة إدلب شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية، ويؤوي نازحين من محافظة حلب المجاورة.
من جهة أخرى، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» وناشطون إن الأوضاع تتدهور في سجن حماة مع فشل محاولة قوات الأمن لاقتحامه. ويضم السجن نحو 800 معتقل أغلبهم سجناء سياسيون قاموا بأعمال شغب وتمرد.
وذكر ناشطون حقوقيون على اتصال بالسجناء وبالمنظمة أن القوات الحكومية تحاصر السجن منذ الإثنين الماضي إثر تمرد السجناء واحتجازهم لعدد من الحراس احتجاجاً على نقل 5 معتقلين محكوم عليهم بالإعدام لسجن شديد الحراسة.
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية في محاولة لإنهاء تمرد السجناء.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها سجناء على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الرجال وهم يتنفسون بصعوبة قائلين إنهم يختنقون من «غاز سام» بينما سمع دوي طلقات رصاص وشوهدت نيران في الممرات بعد إطلاق قنابل الغاز.