قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في حفل افتتاح دور الانعقاد الرابع لمجلسي النواب والشورى اليوم الأربعاء إن وحدتنا الوطنية ركن أساسي للاستقرار الذي يؤدي لمزيد من التطوير والإصلاح.
وأكد العاهل في كلمة سامية أن تحقيق حياة أفضل لكل مواطن يجب أن يبقى الهدف الأسمى، معربا عن الحرص على استمرار الحوار الوطني المتزن القائم على المصلحة الوطنية.
وأكد العاهل أن المملكة ستشهد المزيد من الاستثمار في مختلف المجالات وخاصة في قطاع الطاقة.
واستذكر العاهل الوقفة المشرفة لمجلسي النواب والشورى في وجه الإرهاب.


وتفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه فشمل برعايته الكريمة هذا اليوم افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء .

ولدى وصول موكب جلالة الملك المفدى الى مركز عيسى الثقافي ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة كان في الاستقبال معالي رئيسي مجلسي النواب والشورى.
وقد عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي .
ثم توجه جلالة الملك المفدى الى قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز عيسى الثقافي.
وقد بدأ الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم .
وقد تفضل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بإلقاء الخطاب السامي هذا نصه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أيها الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نفتتح معكم اليوم دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني ، منطلقين معاً على طريق التطوير والإصلاح . الطريق الذي آمنا به والتزمناه بمحض إرادتنا منذ تسلمنا شرف أمانة الحكم ، تأكيداً على أحقية شعبنا بالمشاركة في إدارة شؤونه ، وممارسة حقوقه الدستورية.
إن هذه المناسبة الوطنية العزيزة التي نحتفي بها كل عام ، تعيد إلى أذهاننا ما أكدنا عليه قبل اثني عشر عاماً ، في أول خطاب لنا أمام أول سلطة تشريعية في عهدنا ، بأن هذه التجربة البحرينية الأصيلة ستبقى منفتحة على العالم ، مواكبة لتقدمه ، لكنها لن تستوحي توجهاتها من أي مصدر غريب عنها ، وستبقى متقبلة لكل رأي واجتهاد آخر مادامت الآراء مرتبطه بتراب هذه الأرض ومحافظه على نقائها الوطني في الروح والتوجّه والولاء الخالص للبحرين أولاً وأخيراً ونابعة من الداخل ، حيث أن الإصلاح والتنمية وتحقيق الحياة الأفضل لكل فرد في هذا الوطن يجب أن يبقي الهدف الأسمى الذي نعمل من أجله دائماً ، ولا يغيب عن نظرنا في أي وقت من الأوقات ومهما كانت الظروف .
ولتحقيق ذلك ، بدأنا بالتسامح وبالعفو الشامل عن من في الداخل أو في الخارج دون قيد أو شرط وبحسب الصلاحيات التي أقرها الدستور والقانون، لنبدأ صفحة جديدة سطرها الميثاق الوطني ، ودعونا المواطنين إلى أن يعبروا عن تطلعاتهم وآرائهم بحرية وبجميع الوسائل القانونية ، وأن يمارسوا حقوقهم السياسية علناً لا سراً ويشكلوا مؤسساتهم وجمعياتهم التي تعينهم على ذلك حسب الميثاق والدستور والقوانين ، ولله الحمد والشكر فقد سخر لهذه الأرض الطيبة رجالاً ونساء مخلصين يقدرون التحولات الكبيرة الإيجابية في بلادنا وما أنعم الله سبحانه به علينا من إرادة وطنية حققت أنتصاراً قوياً على من أراد المس بقيمنا ووحدتنا الوطنية والإخلال بالأمن ، حيث أن وحدتنا الوطنية والتوافق الوطني ركن أساسي للاستقرار الذي يؤدي إلى مزيد من التطوير والإصلاح: ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) صدق الله العظيم ، وستبقى راية البحرين بإذن الله راية عربية مسلمة خفاقة جيلاً بعد جيل ، نهجها التسامح والتعايش مع مختلف الطوائف منذ أمد بعيد وقد تأصل هذا النهج في حياتنا اليومية وتم التأكيد عليه في دستورنا وقوانيننا ، وسيبقى مبدأ الحوار من أجل التوافق الوطني حاضراً بيننا بعون الله تيمناً بقوله تعالى : ( وَاَّلذِينَ استَجَابُوا لِرَبِّهِم وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمرُهُم شُورَى بَينَهُم وَمِمَّا رَزَقنَاهُم يُنفِقُونَ ، واَلَّذِينَ إذَا أَصَاَبَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) صدق الله العظيم.
الإخوة والأخوات ،
إن مجلسكم الموقر سبق وأن تحمل بكل أمانة وصدق تحويل مرئيات حوار التوافق الوطني إلى واقع ملموس من خلال تعديلات دستورية وأدوات تشريعية ساهمت في تطوير تجربتنا الديمقراطية ، وزيادة الصلاحية الرقابية للمجلس المنتخب وتفعيل مبدأ المساءلة السياسية ودعم الاستقلال المالي والإداري للسلطة القضائية . فلكم منا جميعاً الشكر والتقدير على انجازاتكم الكبيرة .
وهنا نستذكر بكل تقدير ، وقفتكم الوطنية المشرفة ضد الإرهاب والتطرف والمحرضين عليه ورفضكم القاطع للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي ، فكان اجتماع المجلس الوطني الأول الذي دعونا إليه برغبة منكم اجتماعا تاريخيا ، وجاءت توصياتكم معبرة عن إستراتيجيتنا للدفاع والأمن الوطني في المرحلة المقبلة من مسيرتنا الوطنية .
وفي هذا الوقت الذي تستمر فيه حواراتنا الوطنية ، فان مجلسكم التشريعي سيظل الركن الأساسي في مسيرتنا الإصلاحية ، مؤكدين حرصنا على استمرار الحوار بين الجميع ، فالبحرين للجميع ، وقضايانا الوطنية لا تعالج إلا بالحوار المتزن القائم على المسؤولية الوطنية . وبفضل الله سبحانه ومنته فإن البحرين ستظل في تطور ونمو مستمر ، وبعزيمتنا وحرصنا على تطوير مكتسباتنا الاقتصادية حقق اقتصادنا الوطني نسبة متقدمه تعكس القدرة في المحافظة على السمعة الطيبة التي تتمتع بها البحرين عالميا ، وسنشهد بأذن الله في الفترة المقبلة المزيد من الاستثمار في مختلف المجالات وخصوصا في قطاع الطاقة .
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، وبمساندة الابن البار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظهما الله ، على عملهم الدءوب لتحقيق تطلعات شعبنا في التقدم والبناء ، وحفظ الأمن والاستقرار ، والنهوض بمستوى الخدمات ، ورفع معدلات النمو في جميع المجالات . وعلى ما تم إنجازه من تنفيذ ومتابعه مستمرة لتوصيات مجلسكم الوطني .
وشكر خاص لرجالنا المخلصين في قوة دفاع البحرين والأمن العام والحرس الوطني على سهرهم وإخلاصهم وتفانيهم في حفظ الأمن والاستقرار وصيانة منجزات هذا الوطن وشعبه الكريم ، كما نقدر ما قدموه ويقدمونه من تضحيات جسام من أجل البحرين وأهلها .
ختاماً ، ومن هذا المنبر ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينعم علينا وعلى دولنا العربية والإسلامية الشقيقة والعالم أجمع ، بالاستقرار والأمن والأمان والطمأنينة لشعوبنا كافة ، وأن يصرف عنا وعنهم عبث العابثين من أهل التطرف والإرهاب . ولا ننسى في خضم الأحداث التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية ، قضيتنا الرئيسية الأولى فلسطين ومعاناة شعبها ، مؤكدين وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني في مطالبه المشروعة ، ومساندين الجهود المتواصلة من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل ودائم وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني الشقيق .
نسأل الله تبارك وتعالى إن يحفظ مملكتنا الغالية البحرين ، وسائر بلاد العرب والمسلمين ، وأن يؤلف بين قلوبنا ، وأن يديم علينا وحدتنا وأخوتنا ، وينشر علينا رداء السلم والأمن والاطمئنان ، ويوفق هذا البلد إلى كل خير وصلاح ، إنه سميع مجيب الدعاء .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد ذلك القى معالي السيد خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب كلمة هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــ حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ...
ــ صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ...
ــ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
ــ أصحاب السمو والمعالي والسعادة...
ــ الحضور الكرام...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يشرفني يا صاحب الجلالة أن أرفع إلى مقامكم الكريم بإسمي ونيابة عن زملائي أعضاء مجلسي النواب والشورى أسمى آيات الشكر والتقدير على تفضلكم بتشريف حفل افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث . وأن أرحب بكم من على هذا المنبر وفي هذا اليوم الذي جعلتم منه مناسبة وطنية غالية ينتظرها الجميع في كل عام ليسعدوا بلقياكم وليستمعوا لخطابكم السامي وتوجيهاتكم السديدة في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته وتقدمه.
صــاحـــــب الجلالـــــة،،،
لقد كان إيمانكم بضرورة التطوير واقعاً ترجمتموه منذ ان بدأتم مشروعكم الاصلاحي والذي شهد تطورات مهمة من خلال التعديلات الدستورية في عام 2012 التي تمثلت بتوسيع الصلاحيات والاختصاصات للسلطة التشريعية، فحقق الله على أيديكم الأهداف والطموحات في وطننا العزيز وتبوأت السلطة التشريعية مكانتها المتميزة على المستوى الإقليمي والدولي .
ولم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا المساندة الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وكذلك الدعم والمساندة التي يحظى بها المجلسين من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
صاحــــــب الجــــلالــــــــة،،،
لقد اكدت السلطة التشريعية انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية، خلال اجتماع المجلس الوطني الذي تم في شهر يوليو 2013 دعمها المتواصل لكل الخطوات التي تقوم بها القيادة الحكيمة في حماية الوطن والمواطنين ومواجهة التصعيد الخطير الذي يستهدف أمن الوطن واستقراره ومكتسباته، ونرى أن الحوار الوطني هو الأساس للعمل السياسي السليم الذي يفضي إلى توحيد الرؤى والتوافق على الحلول التي تحفظ لمملكتنا العزيزة أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية، وكما اكدتم يا صاحب الجلالة في خطابكم فان التسامح والتعايش بين مختلف الطوائف ومكونات المجتمع ركيزة اساسية من ركائز مجتمعنا توارثناها جيلا بعد جيل منذ مئات السنين بما لا يسمح لأي توتر طائفي في هذا المجتمع المتحضر كما يحصل في دول اخرى.
وأن ما يجري في البحرين اليوم هو قيام جماعات ارهابية باستهداف المواطنين والمقيمين وتعطيل مصالحهم وتخريب الممتلكات العامة والخاصة واستهداف رجال الامن واثارة الفتنة والفرقة وضرب الاقتصــــاد الوطنـــي وعرقلـــة المسيــــرة التنموية، وأن الدولة تقـــوم بمواجهـــة هذه الأعمال عبر القانون والقضاء العادل بما يحمي الجميع.
صــــاحــــــب الجـــــلالـــــــة،،،
وانه مما يبعث على الفخر والاعتزاز تأكيد جلالتكم ان السلطة التشريعية ستظل ركنا اساسيا في المسيرة الاصلاحية التي بدأتموها منذ توليتم مقاليد الحكم، ونحن نعدكم ان نظل امناء على تحقيق ما يصبوا اليه شعب البحرين الوفي بقيادة جلالتكم من تغيير للأفضل.
صــاحـــــــب الجــلالــــــــة،،،
نسجل بكل الفخر والتقدير تأييدنا لجلالتكم في كافة توجهاتكم السياسية الحكيمة على الأصعدة الإقليمية والدولية وحرصكم على إقامــة علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم، الأمر الذي سيسهم فـــي تطويـــر العلاقـــات مـــع هذه الدول فيما يعود بالنفع على وطننـــا الغالــي.
وفقكم الله سبحانه وتعالى، وأظلكم برعايته وفضله، وسدّد على طريق الخير والعطاء خطاكم، ودعاء للمولى عز وجل أن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا مزدهرا ، إنه تعالى نعم المجيب.
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ثم تشرف الحضور بالسلام على جلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء.
واختتم حفل الافتتاح بعزف السلام الملكي .
حضر الافتتاح أصحاب السمو وكبار أفراد العائلة المالكة الكريمة وأصحاب الفضيلة العلماء والقضاة وأصحاب المعالي والسعادة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمحافظون ورجال الأعمال ووكلاء الوزراء وأعضاء المجالس البلدية ورؤساء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجمعيات السياسية وكبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني ورؤساء تحرير الصحف المحلية وممثلي وكالات الأنباء العالمية .