حسن عبدالنبي
أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد المؤيد أن حركة التبادل التجاري بين البحرين ومصر توسعت، فبعد أن كان حجم التجارة البينية غير النفطية تبلغ 320.4 مليون دولار بنهاية 2014 ارتفع إلى 384.8 مليون دولار نهاية 2015 أي بزيادة 20.1% خلال عام واحد، وهو دليل على قوة ومتانة العلاقة ومدى الرغبة الصادقة على استمرارية التطوير والتوسع.
وشدد خلال لقاء مجلس الأعمال البحريني المصري والوفد التجاري البحريني المرافق لجلالة الملك إلى مصر خلال أبريل المضي على أهمية العلاقات المتميزة التي تربط بين البحرين ومصر في مختلف المجالات.
وأشار إلى إن طبيعة العلاقات التي تربط البلدين أكثر من أن يتم إحصاؤها أو حصرها، وهي علاقات ضاربة في عمق التاريخ تتصف بالتميز، أساسها التواصل والمحبة بين قيادتي وشعبي البلدين وتحكمها المبادئ والثوابت، وتعززها إقامة المشاريع المشتركة وليس تنسيق المواقف والتعاون في التعامل مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية والدولية دليل على التماثل وتطابق الرؤى بين البلدين.
وبلغت الاستثمارات البحرينية في مصر أكثر من 1.7 مليار دولار مع استمرار الجانبين لزيادة حجمها بما يتماشى مع طبيعة العلاقات المتميزة والخاصة من خلال أطر تعاقدية مختلفة كالاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وتشجيع الاستثمار وإقامة المشاريع المشتركة في العديد من المجالات الاقتصادية وإنشاء مجلس الأعمال البحريني المصري المشترك، وتبادل الوفود التجارية ومد جسور التعاون العلمي والتقني والثقافي والتعليمي والتدريبي وغيرها.
ولفت المؤيد إلى أن البحرين توفر العديد من التسهيلات اللازمة للمستثمرين ورجال الأعمال المصريين وغيرهم للاستثمار في قطاعات مختلفة بما فيها تلك التي تكون مملوكة بالكامل لرأس المال الأجنبي.
وعلى الرغم من تطورات أحداث المنطقة العربية والعالم وتقلباته ومتغيراته إلا أن البحرين نجحت في تخطي التداعيات السلبية لهذه الأزمات، وعلى سبيل المثال احتلت البحرين المرتبة الأولى إقليمياً وعربياً عام 2015 على مؤشر الحرية الاقتصادية، فيما أشار تقرير الاستثمار العالمي 2015 إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى المملكة بلغ في العام 2014 نحو 957 مليون دولار، وبلغت حصص البحرين من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الداخلة إليها في العام 2014 بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي 55.4% حسب التقرير.
وقالت رئيسة الجانب البحريني بمجلس الأعمال البحريني المصري المشترك أفنان الزياني إن الزيارة الملكية إلى مصر وبرفقته وفد تجاري رفيع المستوى كانت موفقة بجميع المقاييس.
وذكرت أن الزيارة تمخض عنها توقيع 11 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون وتبادل خبرات من جانب القطاع الخاص، لتشمل مجالات تكنولوجيا المعلومات والأسمدة والبتروكيماويات والمفروشات وصناعة الحل وكابلات الألمنيوم والطاقة الشمسية.
وأوضحت الزياني أن الاتفاقيات اشتملت على إنشاء مصانع لإنتاج الأدوية ومنتجات للتجميل والأمونيا واليوريا في كل من مصر والبحرين، كاشفة عن وجود نية للاستثمار في إقامة مصنع لمنتجات البلازما، مع تفعيل السياحة العلاجية خاصة في مجال علاج الوباء الكبدي، والتعاون في مجال تدشين رحلات بحرية سياحية، وإنشاء منصة إلكترونية للربط بين المواقع التجارية وعرض المناقصات الحكومية.
واستعرضت تفاصيل زيارة الوفد البحريني المرافق لجلالة الملك والتي شملت عقد الاجتماع الثاني لجانبي مجلس الأعمال المشترك بالقاهرة بحضور وزيري الصناعة والتجارة في البلدين، إلى جانب حضور رئيس الجانب المصري بالمجلس رئيس اتحاد الصناعات المصرية والذي تم فيه إقرار توصيات الاجتماع الأول الذي عقد بالمملكة في مارس الماضي.
كما تم مناقشة عدداً من المقترحات والتصورات للنهوض بحجم الاستثمارات البحرينية المصرية المشتركة منها اقتراح تنظيم رحلات بحرية سياحية «كروز»، بالإضافة إلى الإشادة بالمستوى المتقدم للسياحه العلاجية في مصر وجودة الخدمات العلاجية المتوفرة ذاتها بالدول الغربية إنما بتكلفه أقل إضافةً إلى اقتراح فتح رحلات طيران مباشرة إلى كل من شرم الشيخ، وأسوان، والأقصر، والساحل الشمالي وغيرها من المدن المصرية السياحية من قبل خطوط مصر للطيران أو شركات الطيران الأخرى بالتنسيق مع وزارة المواصلات والاتصالات، فضلاً عن تنظيم أسبوعٍ مصري ثقافي، تجاري، صناعي، فني واجتماعي في البحرين وفي المقابل إقامة أسبوع بحريني في مصر.
ودعت الزياني المهتمين والمتخصصين من حرفيين وفنانين وأدباء بحرينيين للمشاركة في الأسبوع البحريني بالقاهرة المزمع تنظيمه خلال أكتوبر المقبل.