رحبت غرفة تجارة وصناعة البحرين بالتوجهات الحكيمة والمضامين الوطنية والمعاني المخلصة التي أكد عليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد حفظه الله في كلمته السامية في افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني، وقالت أن الخطاب احتوى على مضامين عديدة لامست تطلعات جميع أبناء مملكة البحرين في مسيرة التحديث والإصلاح والتطوير، ووضعت خارطة طريق واضحة المعالم منفتحة الافاق لعمل السلطة التشريعية، في مقدمتها ما يتعلق بالتوافق الوطني، والإصلاح والتنمية وتحقيق الحياة الأفضل لكل فرد في هذا الوطن، وتطوير مكتسباتنا الاقتصادية.
وأشاد رئيس الغرفة الدكتور عصام عبدالله فخرو بتأكيد جلالة عاهل البلاد المفدى في كلمته السامية على ديمومة حركة الاصلاح والاستمرار في منهج التطوير والتنمية، وأحقية الشعب بالمشاركة في إدارة شئونه وممارسة حقوقه الدستورية، مشيراً الى ان هذه التأكيدات ترسخ في معاني عدة وأوجه مختلفة مبادئ احترام سيادة القانون والعيش المشترك وقيم العدالة وحقوق الإنسان وتعكس مفهوم جلالته حفظه الله للديمقراطية ولشكل الدولة المدنية الجامعة بعيداً عن كل أشكال الاصطفاف والتطرف، خاصة وان التجربة البحرينية الأصيلة كما عبر عنها جلالته ستبقى منفتحة على العالم، مواكبة لتقدمه، لكنها لن تستوحي توجهاتها من أي مصدر غريب عنها، وستبقى متقبلة لكل رأي واجتهاد آخر مادامت الآراء مرتبطة بتراب هذه الأرض ومحافظه على نقائها الوطني في الروح و التوجّه والولاء الخالص للبحرين أولاً وأخيراً ونابعة من الداخل، وأضاف رئيس الغرفة بأن هذه الخطوط العامة تشكل منطلقات وملامح لأولويات المرحلة المقبلة من مسيرة العمل الوطني يفرضها الواقع الحالي للمملكة، وتعكس تطلعات جميع أبناء المملكة الذين أصبحوا أكثر وعياً وفهماً بمصلحة وطنهم ويصطفون خلف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى متشبثين بوحدتهم الوطنية التي تستند إلى تاريخ عريق قائم على التنوع والتعدد واحترام الآخر، مشيراً بان هذا يجعلنا على أعتاب صفحة جديدة من العمل والعطاء والإنجاز حافلة بالاستحقاقات والتي علينا جميعا ان نعمل على تحقيقها وتكريسها، لافتاً الى ان الحرص الذي ابداه على استمرار الحوار الوطني بين الجميع، وتأكيده حفظه الله بان القضايا الوطنية لا تعالج إلا بالحوار المتزن القائم على المسؤولية الوطنية، هو ما تحتاجه البحرين في هذا الوقت.
كما ثمن الدعوة الملكية السامية لأن يكون الإصلاح والتنمية وتحقيق الحياة الأفضل لكل فرد في هذا الوطن هو الهدف الأسمى، لافتاً بان هذا الطرح يمثل ملامح رؤية مستقبلية واعية لمرتكزات مسار المرحلة المقبلة وذلك وفق العديد من الأطر والأسس والمنطلقات التي تنظر لها الغرفة بكثير من التقدير ولاسيما أن لها انعكاسات ايجابية باعثة على التفاؤل تدعم النشاط الاقتصادي، وتعزز ثقة قطاعات التجارة والأعمال والاستثمار في بيئة العمل الاقتصادي والاستثماري في المملكة، مطالباً السلطة التشريعية من خلال التعاون مع السلطة التنفيذية الى أن تكون دعوة جلالة الملك في الحفاظ على مكستباتنا الاقتصادية على سلم اولوياتها وان تكون ضمن برنامج عملها خلال الفترة المتبقية من عمل دور الانعقاد الرابع من خلال العمل على تعزيز الوضع الاقتصادي في الاتجاه الذي يدعم من تنافسية ومتانة اقتصادنا الوطني ويطور من بيئة الأعمال والاستثمار في المملكة ويدعم من إنتاجيتها، إلى جانب التعاون الإيجابي والبناء حيال أولويات وطنية عديدة وأساسية نحن في حاجة إلى إنجازها خاصة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من القضايا المهمة التي تشغل بال المواطن.
كما أشاد الدكتور عصام فخرو بتأكيد جلالته على ان البحرين ستشهد بأذن الله في الفترة المقبلة المزيد من الاستثمار في مختلف المجالات وخصوصا في قطاع الطاقة، وقال ان هذا يعكس أهمية استدامة السياسات والإستراتيجيات الخاصة بهذا القطاع على نحو يحقق الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة بأنواعها ويجعل من هذا القطاع قوة دافعة للنمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية وأداة لإيجاد فرص عمل جديدة وبما يسهم في رفع مستويات المعيشة، مع العمل على تحري كافة المسارات المتاحة بغرض تحديد مصادر الطاقة الأكثر فعالية وأمناً وتحقيقاً لمعايير السلامة والاعتبارات البيئية وإعطائها الأولوية في توفير احتياجات البلاد من الطاقة للسنوات المقبلة ، وذكر الدكتور عصام فخرو بان هذا التأكيد يأتي في إطار حرص جلالته وفقه الله على تطوير هذا القطاع الهام الذي يشكل العصب الحيوي للاقتصاد الوطني، وبأن ذلك يدل على نظرة استراتيجية بعيدة المدى تستهدف الاستفادة قدر الإمكان من هذا القطاع الذي يشكل بنية أساسية لأي اقتصاد متطور.
ودعا رئيس الغرفة أعضاء مجلسي الشورى والنواب وجميع القوى الوطنية إلى الاستنارة بالتوجيهات الخيرة التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، بالشكل الذي لا يسيء إلى التجربة الديمقراطية والمنجزات الحضارية التي حققتها المملكة، والوقوف بحزم ضد ما يهدد امن الوطن والمواطن، ويضر بالجهود المبذولة خاصة في مجال النهوض بالاقتصاد الوطني من اجل تحقيق نمو قابل للاستدامة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وبلوغ حياة أفضل لكل أبناء المملكة، وفي هذا الصدد شدد الدكتور عصام فخرو على أهمية الاستمرار في مضاعفة الجهود في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ ممارسات التفرقة وتغليب المصلحة الوطنية العليا في كل شيء لإتمام قصة النجاح والازدهار التي نعيشها في هذا العهد الزاهر.
كما أكد الدكتور عصام فخرو بأن الغرفة وقطاع أصحاب الأعمال في المملكة يقفون داعمين ومساندين لتوجهات جلالة الملك حفظه الله، ويثمنون عالياً دور حكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء على عملهم الدؤوب لتحقيق تطلعات الشعب في التقدم والبناء، وحفظ الأمن والاستقرار والنهوض بمستوى الخدمات، ورفع معدلات النمو في جميع المجالات، ورحب رئيس الغرفة في ختام تصريحه بالتعاون مع السلطة التشريعية، وقال بأن أبواب بيت التجار مع تدشين دور الانعقاد الجديد هي كما كانت دائماً وستظل دوماً مفتوحة لأي شكل من أشكال التعاون والتواصل بما يخدم مضامين المشروع الوطني لجلالة الملك، ويساعد على تحقيق رفاهية البحرين ومواطنيها واقتصادها، وأنها لن تدخر أي جهد في التعاون مع السلطتين التنفيذية والتشريعية.