توجت التصفية النهائية والحفل الختامي للدورة الثانية لمسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت «القارئ العالمي» التي أقيمت تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في فندق آرت روتانا مساء أمس الأول، القارئ العالمي أحمد الخالدي من المغرب حيث فاز بالمركز الأول في فرع الترتيل، فيما حظي بلقب القارئ العالمي في فرع التدوير الفائز بالمركز الأول القارئ العالمي محمد قصطالي من المغرب أيضاً.
وتم إعلان النتائج بدءاً بالمركز الخامس في فرع القراءة المجودة بمرتبة الترتيل، حيث نال المركز الخامس المتسابق محمود عبدالحميد من مصر، أما المركز الرابع فكان من نصيب المتسابق خالد غريسي من الجزائر، وحصد المركز الثالث المتسابق مصطفى إبراهيم من مصر، فيما كان المركز الثاني من نصيب المتسابق زكريا حمامة من مصر
وفي فرع القراءة المجودة بمرتبة التدوير، حصل المتسابق هشام علي العابدي من المغرب على المركز الخامس، فيما نال المتسابق يونس إخويلي من المغرب على المركز الرابع، فيما حصل المتسابق يونس غربي من المغرب على المركز الثالث، وكان المركز الثاني للمتسابق محمد مجاهد من البحرين، فيما تم تكريم المتسابق خالد رياض من المغرب والحائز على جائزة «قارئ الجمهور».
وأقيمت التصفية النهائية أمام الجمهور بين المتسابقين الـ6 الأوائل الذين خاضوا تصفيات تنافسية قوية من بين آلاف المتسابقين من مختلف دول العالم، وضمت لجنة التحكيم في هذه المرحلة كلاً من وكيل كلية القرآن الكريم ورئيس لجنة المصحف بالأزهر الشريف من مصر د. عبدالكريم صالح، والمحاضر بعدد من الجامعات ومقرئ القراءات العشر من المغرب د. محمد عطفاي.
كما ضمت اللجنة مقرئ القراءات العشر بمركز ابن الجزري الإسلامي التابع للوزارة وليد جناحي، وأحمد الطرابلسي أحد قراء العالم الإسلامي المشهورين ومتخصص في علم الأصوات والأداء القرآني من الكويت، ومحمد ترابي أستاذ التجويد والأداء بالمدارس القرآنية من المغرب، والمحاضر بعدد من الجامعات ومقرئ القراءات العشر من لبنان د. خالد بركات.
وتم تنيظم المسابقة بحضور، وكيل وزارة العدل للشؤون الإسلامية د.فريد المفتاح، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خالد الشوملي، وضيوف شرف الحفل فضيلة الشيخ صالح بن عوَّاد المغامسي وفضيلة الشيخ ناصر بن علي القطامي من المملكةِ العربيةِ السعودية، فضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد من ماليزيا، فضيلة الشيخ عبدالهادي لعقاب من الجزائر، فضيلة الشيخ د. حاتم بن عبدالرحيم التميمي من فلسطين وعدد من النواب وأصحاب الفضيلة والسماحة المشايخ ورجال السلك الدبلوماسي وجمع غفير من المواطنين والمقيمين.
وقال المفتاح إن المسابقة على علو مكانتها ليست إلا مبادرة نوعية من جملة مبادرات قرآنية تفخر بها البحرين ممثلة في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، من جانبين الأول أنها مبادرات متعلقة بالقرآن الكريم وموجهة لتوثيق علاقة المسلمين وتمسكهم بكتاب ربهم تبارك وتعالى، والثاني أنها تحظى برعاية سامية كريمة خاصة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وحكومته برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبمؤازرة وتوجيه كريم من ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة».
وأوضح أن الحفل الختامي للمسابقة، جاء ليؤكد صدق الإرادة وقوة العزيمة في المضي قدماً في تطوير هذه المسابقة والعمل على انتشارها، فبعد أن كان عدد المتسابقين في الدورة الأولى 5 آلاف متسابق من 83 دولة، وصل عدد المتسابقين في هذه الدورة إلى 7 آلاف متسابق من 91 بلداً، وبعد أن كان عدد المؤسسات القرآنية الفاعلة في الدورة الأولى 84 مؤسسة قرآنية من 14 بلداً، وصل عددها في هذه الدورة إلى 112 مؤسسةً من 33 بلداً.
وأضاف المفتاح أن المسابقة حظيت بإضافات ذات قيمة عالية، تخدم فكرة المسابقة وتعزز رسالتها النبيلة في خدمة القرآن الكريم ونشره، فعلى هذا الصعيد تم إضافة فرع جديد للمسابقة، لتصبح المسابقة بفرعين أساسين هما: فرع القراءة المجودة بمرتبة الترتيل، والتي يقرأ بها عادة في المحافل، وهي القراءة البطيئة، وفرع القراءة المجودة بمرتبة التدوير، والتي يقرأ بها عادة في الصلوات والختمات، وهي القراءة السريعة.
كما تم استحداث جائزة لقارئ الجمهور، يترشح لها المتسابق الذي حصل على أكبر عددٍ من أصوات الجمهور، شريطة أن يكون حصل على درجة 90% فأكثر في معيار تطبيق أحكام التجويد في المرحلة الثانية.
وقال: «جاء كتاب الله تعالى بكل ما من شأنه إسعاد بني الإنسان ورقيهم، ورسخ في مجمل سوره وآياته قيم العدل والمساواة والعفو والتسامح والأخلاق الراقية والفضيلة، وأرسى من خلالها مبادئ الوسطية والاعتدال والرفق والتيسير».
وأكد أنَّ ما يشهده العالم اليوم من ويلات الحروب والأزمات وصراع الأديان والمذاهب والطوائف، ليس إلا نتاجاً منطقياً للبعد عن تطبيق هذه القيم الربانية الأخلاقية في كافة شؤون حياتنا.
وواصل «أنَّ العلاج الحقيقي لجميع مظاهر الفساد والانحراف بكافة صوره وأشكاله وعلى جميع مستوياته، ليس إلا بالرجوع الصادق المخلص إلى المعين الإلهي الصافي، والتقيد بالمبادئ الراقية، وتمثلِ القيم والأخلاق الحضارية الرفيعة، التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، وما مسابقة القارئ العالمي إلا مبادرة جادة ضمن مبادرات كثيرة تقوم بها البحرين، وسائر الدول العربية والإسلامية من أجل ربط المسلمين بكتاب ربهم سبحانه وتعالى تلاوةً وحفظاً وفهماً وسلوكاً وأدباً وأخلاقاً ورقياً.
وأشاد المفتاح بالدور الكبير الذي اضطلعت به المؤسسات بقطاعيها العام والخاص في الإسهام في إنجاح هذا الحدث القرآني الكبير، وقال: «كل الشكر لكل صاحب جهد أسهم وشارك في إنجاح المسابقة، وعلى رأسهم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، هيئة الحكومة الإلكترونية وهيئة شؤون الإعلام»، مثمناً الرعاية الكريمة من قبل المصرف الخليجي التجاري، بنك البحرين الإسلامي، صحيفة الأيام، صحيفة الوطن، وصحيفة البلاد.
الشيخ المغامسي قال في كلمة: «إنه على الرغم من جراح الأمة في شامها وفي يمنها وفي كثير من أنحائها، إلا أن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يشعر أمة خير خلقه وصفوة رسله أن نصر الله قريب وفرج الله قادم وبشائر اجتماع أمة نبيه كائن لا محالة».
وأضاف «وسط هذه الجراح تأتي هذه المسابقة المباركة التي جمعت أشتات القلوب، فلم تجمعنا فقط من دول إسلامية وغير إسلامية شتى، بل جمعتنا لأنها عنيت بأعظم كتاب أُنزل على خير نبي بواسطة خير ملك في خير ليلة، كتابٌ مهما تنازعت الأمة لا تتنازع في كتاب ربها ومهما اختلفت في تقييم عالمٍ عن عالمٍ إلا أنها اتفقت على أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، كما اتفقت على أن القرآن كتابها وعلى أن الكعبة قبلتها وعلى أن القيامة موعد وأن الجنة دار أوليائه كما أن النار دار أعدائه، وهذا وحده يكفي أن تجتمع الأمة عليه».
وأوضح أن المشايخ والعلماء الأجلاء، الذين وقفوا على منصات التحكيم نور القرآن كان ظاهراً على وجوههم الطيبة المشرقة، حيث يفيء إليهم القراء من شتى الأقطار، والمستمعون لا يملون أبداً لأنهم يسمعون كلام رب العالمين جل جلاله، وتعاقب على المنصة 6 من قرائنا الأفاضل، قرؤوا الآيات، ولو كانوا يقرؤون شيئاً أو يحدثوننا حديثاً غير القرآن لملت أسماعنا وسئمت قلوبنا، لكنهم ما زادونا إلا تعلقاً بكلام ربنا جل وعلا».
وأشار المغامسي إلى أن هذا العمل الجليل المبارك، كما يقال في الرزق «إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة»، فمثل هذه الأعمال الجليلة ليست مطراً ينزل من السماء فجأة، بل وراءه رجالٌ، ويكتب بمدادٍ من فخر بمملكة البحرين فهنيئاً مهنئاً عاهل البلاد المفدى على رعايته لهذا الحفل وعلى تبنيه لأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، شاكراً جهود حكومته برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبمؤازرة ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي حول المسابقة في دورتها الثانية، وبعد تلاوة ندية بصوت المتسابق خالد عبدالسلام رياض من المغرب الحاصل على جائزة قارئ الجمهور، تفضل وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بتكريم الشركاء وضيوف شرف الحفل، تلا ذلك تكريم المتسابقين.وتفضل خالد الشوملي بتكريم الرعاة وأعضاء لجنة التحكيم، فضلاً عن تكريم مؤسسة «عصفور الخيرية» والحائزة على جائزة منجم القراء.