عواصم - (وكالات): قتل القائد العسكري لـ «حزب الله» اللبناني مصطفى بدر الدين في انفجار كبير استهدف أحد مراكز الحزب قرب مطار دمشق الدولي ولم يتضح ما إذا كان ناتجاً عن قصف مدفعي أو جوي. وبدر الدين مدرج على لائحة العقوبات الأمريكية في حق مسؤولين في الحزب على خلفية تورطهم في النزاع السوري، وأبرز المتهمين من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
ويمثل مقتل بدر الدين - وهو شقيق زوجة عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله الذي اغتيل في دمشق عام 2008 - أكبر خسارة تلحق الحزب وإيران في سوريا رغم التدخل العسكري الروسي دعماً للأسد وحلفائه.
وفقد حزب الله 4 من الشخصيات البارزة منذ يناير 2015 كما قتل عدد من العسكريين الإيرانيين البارزين على يد مقاتلي المعارضة السورية. ونعى «حزب الله» الذي يخوض مقاتلوه معارك بجانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا، بدر الدين في بيان.
ثم أصدر بياناً ثانياً أعلن فيه أن «المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد أن انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي» ما تسبب بمقتل بدر الدين «وإصابة آخرين»، دون أن يحدد التاريخ. لكن صحيفة «الأخبار» اللبنانية القريبة من الحزب أشارت إلى أنه قتل «ليل أمس الأول».
وأوضح الحزب أن «التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي. وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريباً».
ويعد بدر الدين البالغ من العمر 55 عاماً، أرفع القادة العسكريين في الحزب، وهو شقيق زوجة القائد السابق في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل في 2008 بتفجير سيارة مفخخة في دمشق. وقد حل محله، وكان مسؤولاً عن العمليات في سوريا التي تشهد نزاعاً مستمراً منذ 2011.
وتقبل حزب الله التعازي ببدر الدين طوال امس في مجمع في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان في عداد المعزين السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم الذي قدم التعازي «بتكليف» من الرئيس بشار الأسد وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وشيع الحزب بدر الدين في محلة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث ووري الثرى في مقبرة بجانب المقاتل عماد مغنية» وفق ما جاء في بيان للحزب.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم خلال مراسم تشييع بدر الدين في الضاحية الجنوبية لبيروت «أطمئنكم خلال ساعات سنعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة وسنبني على الأمر مقتضاه وقد تلمسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة وإلى الأسلوب لكننا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقن وإن شاء الله سنعلن هذا الأمر على الملأ».
وحزب الله غالباً ما يتهم إسرائيل باغتيال قادته، غير أنه هذه المرة لم يوجه أي اتهام رسمي إليها.
ونقلت قناة المنار عن نائب الحزب نوار الساحلي «هذه حرب مفتوحة، لا ينبغي أن نستبق التحقيق سنقوم بواجبنا في الوقت المناسب».
وكان الحزب قد أعلن في بيانه الأول قبل ساعات مقتل بدر الدين في غارة إسرائيلية، موضحا أنه كان يشارك في مواجهة ما سماها الجماعات التكفيرية في سوريا.
وتشير تقديرات المعارضة السورية - التي تعتبر «حزب الله» رأس الحربة للمليشيات الأجنبية في سوريا - إلى أن بدر الدين ربما يكون قد قتل في معارك خان طومان بريف حلب الجنوبي، حيث قتل أيضاً عدد من القيادات في الحرس الثوري الإيراني.
ويعد حزب الله أكبر حلفاء النظام السوري ويقاتل إلى جانبه بشكل علني منذ عام 2013 وقد خسر مئات المقاتلين.
واستهدفت إسرائيل مراراً بغارات جوية مواقع لحزب الله في سوريا وشحنات صواريخ يتم نقلها لحسابه.
وقتل مغنية في فبراير 2008 في تفجير سيارة مفخخة في دمشق، واتهم الحزب إسرائيل بالعملية، لكن الأخيرة نفت تورطها.
وقتل القيادي العسكري سمير القنطار بغارة إسرائيلية في ديسمبر الماضي قرب دمشق، وفق ما أعلن الحزب.
كما قتل 6 عناصر من الحزب في غارة إسرائيلية في يناير 2015 على منطقة القنيطرة في جنوب سوريا. وكان بين القتلى جهاد مغنية نجل عماد مغنية.
وتتم محاكمة بدر الدين مع 5 من رفاقه في الحزب غيابياً أمام المحكمة الخاصة بلبنان قرب لاهاي، وهم متوارون عن الأنظار بعدما رفض «حزب الله» تسليمهم بشكل قاطع متهما المحكمة باستهدافه والانحياز لإسرائيل وأمريكا.
وبحسب نص الاتهام، فان بدر الدين هو «المشرف العام على العملية» التي أدت إلى مقتل الحريري و22 شخصاً آخرين بينهم منفذ الاعتداء في تفجير ضخم.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية في يوليو 2015 على بدر الدين ومجموعة من القادة والمسؤولين العسكريين في حزب الله عقوبات قالت إنها تأتي في سياق «كشف واستهداف الدعم النشط الذي يقدمه «حزب الله» لنظام بشار الأسد، فضلاً عن أنشطة الحزب الإرهابية الأخرى».
وفي بيان نشر على موقعها عند فرض العقوبات، اتهمت وزارة الخزانة بدر الدين بأنه «مسؤول عن عمليات حزب الله العسكرية في سوريا منذ 2011، بما في ذلك حركة مقاتلي حزب الله من لبنان إلى سوريا دعماً للنظام السوري». وتابع «منذ سبتمبر 2011، يجري التنسيق الاستراتيجي بين الأسد وزعيم حزب الله حسن نصرالله على قاعدة أسبوعية، حيث يرافق بدر الدين نصرالله خلال الاجتماعات في دمشق».
وجاء في البيان «منذ 2012، يقوم بدر الدين بتنسيق انشطة حزب الله العسكرية في سوريا. وقاد هجمات حزب الله على الأرض في مدينة القصير السورية في فبراير 2013».
وفي 5 يونيو 2013، سيطرت القوات النظامية مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني على مدينة القصير في ريف حمص، بعد معركة ضارية تسببت بتهجير آلاف الأشخاص.