جدة - (أ ف ب): أجرى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قبيل مشاركة الأخير في اجتماعات دولية تطرح ملفات نزاعات في المنطقة خاصة سوريا وليبيا.
وعقد كيري خلال اليومين الماضيين اجتماعات مع مسؤولين سعوديين.
وتستضيف فيينا اليوم وغداً اجتماعين يخصص الأول لبحث دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية الجديدة التي تحاول إعادة تنظيم القوات المسلحة المفككة بين سلطتين متنازعتين شرق البلاد وغربها. أما الثاني، فهو لمجموعة الدعم الدولية لسوريا برئاسة كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ويخصص للسعي إلى تثبيت وقف الأعمال القتالية بين النظام المدعوم من روسيا وايران، والمعارضة المسلحة المدعومة من دول عدة منها الولايات المتحدة والسعودية. والتقى كيري صباح أمس خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن نايف في جدة. وشكر المسؤول الأمريكي في بداية الاجتماع الملك سلمان على تعاون البلدين في ملفات مختلفة. وأوضح بيان للخارجية الأمريكية أنه «في الشأن السوري، اطلع الوزير الملك سلمان على الوضع الميداني بعد إعادة تأكيد وقف الأعمال القتالية الأسبوع الماضي. وفي الشأن اليمني، أشار البيان إلى أن الطرفين بحثا «في الحاجة إلى تثبيت وقف الأعمال القتالية (...) والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة».
وبحسب البيان، قدم كيري للملك سلمان أيضاً موجزاً عن الوضع في ليبيا. وكان كيري وصل أمس الأول إلى جدة حيث التقى نظيره عادل الجبير. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن الوزيرين بحثا في العلاقات الثنائية وبعض «القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الأخيرة والمستجدات على الساحة السورية». وأشارت الوكالة إلى أن كيري بحث مع الملك «أوجه التعاون بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها».
أما اللقاء مع الأمير محمد بن نايف، فتطرق إلى «عدد من المجالات خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب».
من ناحية أخرى، وصلت وحدات من القوات المسلحة السعودية «برية وبحرية» إلى مدينتي أنقرة وأزمير التركية، للمشاركة في تمرين «إفيس 2016» الذي يستمر شهراً. وكان في استقبال القوات المشاركة بمدينة أنقرة الملحق العسكري السعودي العميد البحري الركن خالد بن حسين العساف وعدد من الضباط المشاركين، فيما كان في استقبال القوات المشاركة في مدينة أزمير قائد التمرين علي بن محمد الشهري وضباط القيادة وهيئة أركان التمرين.
وأوضح قائد التمرين العقيد البحري علي بن محمد الشهري، أن التمرين ميداني متعدد الجنسيات يقام على أراضي تركيا، وبقيادتها ويعد أحد أكبر التمارين العسكرية في العالم من حيث عدد القوات المشاركة وإتساع مسرح الحرب للتمرين بين مدينتي أنقره وأزمير، مشيراً إلى أنه يشارك في التمرين عدد من الدول من ضمنها السعودية ممثلة في القوات المسلحة بقواتها البرية والبحرية. وأشار إلى أن التمرين يهدف إلى الأمن والاستقرار الدولي، وتضامن الدول المشتركة، والاستعداد لمواجهة التنظيمات الإرهابية وإبراز القدرات ورفع الكفاءة العالية، وتعزيز التعاون وتوثيق التفاهم العسكري، وتنفيذ المهام المختلطة في بيئة متعددة الجنسيات، إلى جانب تنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها.
كما لفت إلى أنه تم تحقيق الهدف من خلال نقل القوات المشاركة من مناطق في المملكة إلى مدينتي أنقرة وأزمير، وذلك في ظل تنامي التهديدات الإرهابية. إلى ذلك، أكدت مصادر سعودية للعربية أن 8 طائرات سعودية من طراز «تورنيدو» ستصل إلى تركيا في العشرين من الشهر الجاري للمشاركة في تدريبات جوية باسم «نصر الأناضول» لمدة 20 يوماً، وذلك بالتزامن مع تدريبات «إفيس 2016».