سلسبيل وليد
قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إنه بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء سيفتتح مركز زوار مسجد الخميس خلال احتفالات الثقافة بمناسبة الأعياد الوطنية ديسمبر المقبل.
وأضافت، خلال لقائها أمس، مجموعة من الإعلاميين للتوقّف عند أبرز ملامح الحراك الثقافي البحريني السابقة الحالية والمستقبلية، بحضور محافظ مدينة المحرق سلمان بن هندي، أن الهندسة المعمارية تحضر في المشهد الثقافي البحريني ولها إنجازاتها، حيث وُضع تصميم دار المحرق على غلاف أهم المجلات الهندسية العالمية دوماس الإيطالية، هذا عدا عن فوز مملكة البحرين عام 2010، كأول دولة عربية، بجائزة الأسد الذهبي في بيانالي فينيسيا للعمارة وفوز جناح البحرين عن فئة الهندسة المعمارية في إكسبو ميلانو بالجائزة الفضية بين فرنسا والصين.
وحول الدعم المالي للهيئة. أشارت إلى لقاء جرى مع وزارة المالية والذي سيسفر عن المزيد من تيسير الإجراءات، لافتة إلى أن حال ميزانية الثقافة في البحرين أفضل مما هو عليه في دول عربية أخرى ، مؤكدة أن المسرح الوطني الذي يعد أحد أعمدة الثقافة البحرينية ويحتاج لميزانية تشغيل وترويج له.
وانتقلت من بعد ذلك للحديث حول طريق اللؤلؤ الذي أكدت أنه مشروع وطني كبير، قائلة نفخر بأن يكون هذا الطريق أكبر متحف مفتوح على مستوى الخليج العربي، هو بنية تحتية ثقافية عريقة ويُستكمل بحلول عام 2018.
وتابعت أن لدينا اتفاقاً مع شركة استثمارية لتخصيص عدد من باصات مختصة بالآثار من معلومات ومرشيدين سياحين، وقبل أيام قليلة رتبنا مع شركة اسبانية لشراء 4 باصات تنقل الزائرين.
من جانبه، أشاد محافظ محافظة المحرق بجهود هيئة الثقافة في إحياء التراث البحريني الأصيل والمحافظة عليه بإعادة ترميم الدور الأثرية، وأعرب عن امتنانه للدور الكبير الذي تقوم به الشيخ مي بنت إبراهيم في وضع البحرين على خريطة الثقافة والتراث العالمي.
وقال إن افتتاح دار المحرق ودار جناع يمثل لنا فخراً بإرثنا التاريخي، خاصة أن بيوت المحرق الأثرية تمثل بيوت آبائنا وأجدادنا، وأهل الغوص وتراثهم هو أصل الحضارة في البحرين القديمة.
بدورها، أعربت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مديرة إدارة الثقافة والفنون بهيئة الثقافة عن سعادتها للقاء الإعلاميين في دار المحرق، قائلة إن الثقافة تعمل من دون حدود أو حواجز وتجمع الكل تحت مظلة واحدة.
وأشارت إلى أن إدارة الثقافة تستعد لاستقبال العديد من الفعاليات المميزة خلال الفترة القادمة كمعرض «سبيت فاير» الذي يفتتح يوم 23 مايو الجاري ويستعرض أهم المحطّات في تاريخ العلاقات التي تجمع البحرين بالمملكة المتحدة في مجال الطيران العسكري والمدني وذلك ضمن فعاليات الاحتفالية بمرور 200 عام على العلاقات بين البحرين والمملكة المتحدة.
ونوهت إلى أن متحف البحرين الوطني سيستضيف هيكل طائرة سبيت فاير الذي تم تركبيه في داخل إحدى قاعاته.
كما أشارت الشيخة هلا إلى أن البحرين ستستضيف خلال سبتمبر القادم مهرجان المسرح الخليجي، بما يعبر عن مكانة البحرين كمركز التقاء حضاري وثقافي في المنطقة.
من جانبها، أوضحت نورة السايح من هيئة الثقافة العديد من الجوانب المتعلقة بطريق اللؤلؤ، المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وقالت إن العمل على الطريق بدأ مطلع العام الجاري بتمويل يصل إلى نسبة 48% من البنك الإسلامي، موضحة أن طريق اللؤلؤ يهدف إلى توثيق صناعة اللؤلؤ التي تميزت بها مدينة المحرق واستثمارها في إعادة إحياء المحرق القديمة.
وأشارت إلى أن الطريق يتكون من 16 بيتاً تروي حكاية اللؤلؤ كاملة وتمتد على مسار يصل إلى 3 كيلومترات في قلب مدينة المحرق وسيربط البيوت 18 ساحة عامة خضراء ستشكل رابطاً ما بين زوار طريق اللؤلؤ وسكان المدينة.
ولفتت إلى أن الهيئة تعمل على توفير بنية تحتية تسهل التنقل من وإلى الطريق الذي يبدأ من قلعة بوماهر وحتى بيت سيادي، وذلك عبر جسر يصل قلعة بو ماهر بحالة بوماهر و4 مبانٍ ومواقف متعددة الطوابق. وحول دار المحرق، قالت المهندسة السايح إن الدار تهدف إلى المساهمة في طريق اللؤلؤ وإحياء التراث غير المادي والموسيقى التراثية التقليدية، مشيرة إلى أن الهيئة ستفتتح دار الرفاع في منطقة الرفاع لتحيي التراث الشعبي البحريني، وذلك خلال شهر سبتمبر 2016.
وفي ذات السياق، قال د.علاء الحبشي مستشار الحفاظ على التراث بهيئة البحرين للثقافة والآثار إن الهيئة تعمل على إحياء الملامح العمرانية لمدينة المحرق منذ سنوات، إذ عملت على إنجاز مشاريع كبيت الشيخ سلمان، مدرسة الهداية الخليفية، ترميم سوق القيصرية وطريق اللؤلؤ، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تهدف إلى إعادة الرونق الجميل لمدينة المحرق والارتقاء بالمدينة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.
وحول يوم المتاحف العالمي، أشارت د.نادين بوقسماطي مستشارة المتاحف بهيئة الثقافة إلى أن البحرين تحتفل سنوياً بهذه المناسبة، وفي عام 2016، تفتح متاحف البحرين الأربعة وهي: متحف البحرين الوطني، متحف موقع قلعة البحرين، متحف قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح ومتحف البريد أبوابها للزوار من دون رسوم، إضافة إلى افتتاح معرض تقاطعات في متحف البحرين الوطني يوم 18 مايو الجاري، حيث يشغل المعرض قاعتين دائمتين في المتحف الوطني ويتكامل مع المعروضات الموجودة فيهمها منذ افتتاح المعرض قبل 28 عاماً. إضافة إلى ذلك فإن المتحف سيستضيف حفلاً موسيقياً من تقديم»ميوزيكا نايجيلا» بدعم من السفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين. وأوضحت الدكتورة بوقسماطي أن هيئة الثقافة تفتتح خلال العام القادم، والذي تحتفي خلاله الهيئة بالآثار تحت شعار «آثارنا إن حكت»، قاعة المدافن في متحف البحرين الوطني.
ومن المتاحف إلى المواسم، تحدثت عائشة السادة من هيئة البحرين للثقافة والآثار عن مهرجان صيف البحرين 2016م الذي ينطلق 7 يوليو المقبل ويستمر لشهر كامل. وأشارت إلى أن المهرجان سيعمل كعادته على استدراج أجمل العروض العالمية، العربية والمحلية، موضحة أن خيمة نخول ستحل هذا العام في الخيمة الخاصة إلى جانب متحف البحرين الوطني، وهي ذات الخيمة التي استضافت معرض البحرين الدولي الـ 17 للكتاب ومهرجان التراث السنوي.
وأكدت أن المهرجان يشهد تفاعلاً كبيراً من الجمهور البحريني والمقيمين والزوار، حيث شارك في نسخة المهرجان من العام الماضي أكثر من 80 ألف زائر، آملة أن يشهد المهرجان العام تفاعلاً أكبر من زواره ومحبيه كما أشارت إلى أن المضمون الكامل للمهرجان سيعلن قريباً للإعلام.
وفي إجابتها على أسئلة الصحافة أكدت الشيخة مي على استمرار التعاون بين المؤسسات الثقافية الأهلية.
وأكدت الشيخة مي على أن رسومات المتحف المخطط له على ساحل المحرق والذي قامت المهندسة المعمارية العالمية الراحلة زها حديد موجودة وموقعة بتوقيع المعمارية الراحلة، وتسعى لإيجاد ميزانية له، مشيرة إلى عدم وجود علاقة للثقافة بإزالة المخالفات على ساحل حالة بوماهر.
وأردفت حاولنا الحفاظ على بعض البيوت الأثرية الموجودة على الساحل والتي تنتمي للبحارة كإرث تاريخي وطالبنا بعدم إزالتها، بل إن البيوت التي تم تصنيفها كآيلة للسقوط تعتبر في حد ذاتها آثاراً، ومن أبرز ما تم إنقاذه منها بيت مطر والذي أصبح معلماً تفخر به المحرق.