من أصعب المواقف التي يمر بها الإنسان في حياته، مواقف لمشاعر ناجمة عن ضعف أو قصور خارجة عن إرادته، كتلك التي تكون بسبب المرض والأصعب عندما تكون في حياة طفل يحاول التغلب على مرضه قدر طاقته ويصارع إحساس النقص عندما يقارن نفسه بأقرانه الأصحاء حوله.
وقد يكون هذا الطفل محظوظاً رغم مرضه فيجد من يسانده ويعينه على مرضه في بيته ومدرسته ويساعده على التكيف وتقبل مرضه والتغلب عليه، وهذا ما حظي به ابني والحمد لله في مدرسة البسيتين الابتدائية للبنين، فقد خاب ظني عندما ظننت أنني لن أجد ما أرنو إليه من تعاون منهم تجاه مرض ابني بل بالعكس وجدت تعاوناً يزينه أخلاق من تعاملت معهم من مدرسين ومشرفين وطاقم إدارة المدرسة.
لن أبالغ إذا قلت إنني لن أجد ظروفاً وتعاوناً أفضل مما ووجدت حتى لو دفعت جل مالي في أحسن المدارس الخاصة، ومازالت تلك كلمات الأبوة الحانية ترنو على مسامعي حتى اليوم على الرغم من مضي وقت طويل عندما تواضع إداري ورافقني بنفسه لاستدعاء ابني ومسح على رأس ابني وهو يقول له «انا يا بني والدك في المدرسة، لا تتردد الجأ إلي كلما احتجتني وهذا مكتبي».
فهنيئاً لنا كأولياء أمور ولكم يا وزارة التربية والتعليم بوجود هذا الطاقم التربوي والإداري بهذه الأخلاق السامية بمدارس فلذات أكبادنا.
قد نشتري بأموالنا ما نريد ونلحق أبناءنا بأفضل المدارس الخاصة، ولكن لا نضمن شراء هذه الأخلاق في بعض المدارس الربحية الخاصة التي تجد الطالب البديل في قوائم الانتظار دون أن تكترث لحال طالب مريض بحاجة أحياناً إلى الرعاية والاهتمام، وهنا نقول لقد أصبحت الأخلاق عملة نادرة في هذا الزمان.
البيانات لدى المحررة