عواصم - (العربية نت، وكالات): قتل 69 شخصاً وأصيب أكثر من 100 في عدة تفجيرات احدها نفذته انتحارية واستهدفت مناطق متفرقة في بغداد، وتبنى احدها تنظيم الدولة «داعش»، في ثاني موجة هجمات دموية خلال أسبوع واحد، فيما دعا عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، النائب محمد صالح جوكار، إلى تشكيل قوات «حرس ثوري في العراق» على غرار ما هو موجود في إيران. وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات التي ضربت بغداد ومناطق محيطة بها خلال 7 أيام إلى أكثر من 140 قتيلاً. والأكثر دموية بين الهجمات الاعتداء الانتحاري بسيارة مفخخة الذي استهدف سوقاً في مدينة الصدر شرق بغداد، وأدى إلى مقتل 21 شخصاً وإصابة 33. واستهدف هجوم آخر سوقاً في منطقة الشعب شمال شرق بغداد، بانفجار عبوة ناسفة أعقبه تفجير انتحاري بحزام ناسف نفذته امرأة وأدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة 37، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن الهجوم وقع جراء تفجير حزام ناسف نفذته امرأة فيما ذكر ضابط برتبة عقيد في الشرطة بأنه جراء تفجير عبوة ناسفة اعقبها حزام ناسف. وتبنى تنظيم الدولة «داعش» مسؤولية تنفيذ الهجوم في بيان قال فيه أن منفذه ويدعى خطاب العراقي قام بإلقاء قنابل يدوية قبل أن يفجر نفسه. من جانبه، أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بتوقيف المسؤول الأمني المباشر عن منطقة التفجير الإرهابي في منطقة الشعب، وفقاً لبيان رسمي. ومن النادر أن قامت امرأة بتنفيذ اعتداء انتحاري في العراق منذ سنوات. ونفذ الهجوم الثالث بواسطة شاحنة مفخخة في سوق شعبية في منطقة الرشيد جنوب غرب بغداد.
وأسفرت سلسلة التفجيرات التي ضربت بغداد كذلك عن إصابة اكثر من مائة شخص اكتظت بهم مستشفيات المدينة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات التي وقت في مدينة الصدر والرشيد، لكن التنظيم المتطرف تبنى سلسلة التفجيرات الدامية التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص خلال الأيام السبعة الماضية.
ووقع أعنف تلك الهجمات الأربعاء الماضي حين قتل 94 شخصاً في اعتداءات، بينها تفجير سيارات مفخخة يقودها انتحاريون استهدفت مناطق شمال وشرق وغرب بغداد. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «ما يقوم به تنظيم الدولة «داعش» من انفجارات في العاصمة هو نتيجة انكساره في مناطق أخرى وبسبب قرب معركة تحرير الفلوجة» أبرز معاقل المتطرفين على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد. من ناحية أخرى، دعا عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، النائب محمد صالح جوكار، إلى تشكيل قوات «حرس ثوري في العراق» على غرار ما هو موجود في إيران. وقال جوكار، وهو قيادي سابق بالحرس الثوري الإيراني، في مقابلة مع وكالة «نادي المراسلين الشباب» التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن «الحرس الثوري في العراق يمكن أن يتشكل من خلال دمج الفصائل والميليشيات الشيعية في العراق وجعل ميليشيا «سرايا الخراساني نواة لها».
وبحسب النائب، فإن «تجربة قوات الحرس الثوري أصبحت ناجحة ورائدة لدول المنطقة»، وأن سجلها بات «حافلاً بالإنجازات»، في إشارة إلى التدخلات العسكرية للحرس الثوري في سوريا والعراق لدعم الحكومتين الحليفتين لطهران في كل من بغداد ودمشق.
وشدد جوكار، الذي وضعه الاتحاد الأوروبي في قائمة العقوبات في أكتوبر 2011، بسبب تورطه في انتهاكات حقوق الإنسان مع 29 مسؤولاً آخر، بالقول: «إذا أرادت أي دولة في المنطقة تشكيل قوات مماثلة على غرار قوات الحرس الثوري الإيراني، فنحن جاهزون في إيران لتقديم تجربتنا والاستشارة بهذا الخصوص».
وقال إن على العراق تطبيق التجربة الإيرانية بخصوص «حرس الثورة ونحن على أتم الاستعداد لتزويد العراقيين بنمط وهيكلية هذه القوات، ليتمكن العراق من تشكيل قوات حرسه».
وزعم جوكار أن تجربة الحرس الثوري نجحت في سوريا واليمن والعراق، وقال: «تجربة حشد الناس على تشكيل قوات شعبية تمسك بزمام الأمور كانت من أهم إنجازات قوات الباسيغ في سوريا والعراق واليمن، وهذا النمط من تحشيد الشارع يعد تجربة خاصة بالباسيغ».
وأضاف «إيران كان لها دور بارز في تشكيل الحشد الشعبي في العراق وتشكيل قوات ما يسمى «الدفاع الوطني» في سوريا، وفي تجربة الحوثيين في احتلال صنعاء».
وتأتي تصريحات جوكار بعد يوم من إنهاء وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، جولة له في العراق التقى فيها رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان ورئيس إقليم كردستان لبحث آخر تطورات الوضع السياسي المتأزم وطرح مشروع تعاون أمني بين البلدين.