أكد رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن أنه تم إنجاز الكثير من توصيات المجلس الوطني الخاصة بتشديد العقوبات لمكافحة الإرهاب وحماية المجتمع من الأعمال الإرهابية، ويتم استكمال إنجاز ما تبقى منها سواء على مستوى وزارة الداخلية أو الجهات المعنية الأخرى ذات العلاقة، وأن دعم القيادة والحكومة لسرعة تطبيق هذه التوصيات هو محل تقدير كبير، معرباً عن تفاؤله من أن الأمور آخذة في التحسن على مختلف الأصعدة.
وأشار اللواء طارق الحسن، في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا) على هامش رعايته لحفل ختام فعاليات المعرض الجنائي بجامعة البحرين أمس، إلى أن البحرين تعيش أجواء من الحريات والحياة الديمقراطية كثير من دول العالم تفتقر إليها، ما يجعلنا نفتخر بهذه المكتسبات الوطنية وعلينا الحفاظ عليها. وأبدى تفاؤله من استمرار سير البحرين على خطى التطوير والإصلاح التي أكد عليها جلالة الملك المفدى في كلمته السامية في افتتاح دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث أمس، وأنه أساس التنمية المستدامة ولا تراجع فيه.
وأضاف «كلنا متفائلون بوجود المجلس الوطني، ونؤكد على أهمية حوار التوافق الوطني في المملكة، فمجرد استمرار التجربة الديمقراطية التي أكد عليها جلالة الملك المفدى أمر نعتز به على الدوام».
وفيما يتعلق باستضافة جامعة البحرين للمعرض الجنائي، قال اللواء الحسن إن «شهادتي بجامعة البحرين مجروحة، فهي سباقة في طرح المشاريع المتميزة وتمس الواقع الحياتي الذي نعيشه، وتكمن أهمية المعرض الكبيرة جداً في محاولة ردم الهوة بين الجانبين النظري والعملي والتقريب قدر المستطاع فيما بينها».
وأضاف أن المعرض الجنائي يوضح للطلبة كافة الجهات المتعلقة بالعمل المستقبلي، وكيفية العمل بنظام العدالة الجنائية وعلاقتهم بالجهات المعنية وإنفاذ القانون برؤية الشق العملي». وحث اللواء طارق الحسن، خلال كلمة ألقاها في ختام «المعرض الجنائي» الذي نظمته جمعية كلية الحقوق على مدى يومي الأربعاء والخميس، طلبة كلية الحقوق في جامعة البحرين على جعل حفاظ الحقوق العامة والخاصة، واستتباب الأمن في المجتمع هي من السمات الأساسية التي يجب ألا تغيب عن بالهم أبداً سواء في دراستهم أو بعد تخرجهم. موصياً الطلبة بجعل مبدأ الحفاظ على الحقوق الخاصة والعامة نصب أعينهم.
وأشاد بجامعة البحرين وطلبتها، واصفاً الجامعة بالصرح العلمي العالمي، خاصاً بالإشادة طلبة كلية الحقوق وخريجيها الذين يعمل عدد منهم في وزارة الداخلية بكافة أجهزتها، موصياً الطلبة بجعل مبدأ الحفاظ على الحقوق الخاصة والعامة نصب أعينهم. وقدم رئيس الأمن العام الشكر للطلبة المنظمين للمعرض على حسن التنظيم، والمستوى الراقي الذي فاق توقعاته. كما شكر رئيس جامعة البحرين وجميع العاملين في الجامعة على عملهم الدؤوب، قائلاً إن «جامعة البحرين على وجه العموم، وكلية الحقوق على وجه الخصوص، لهما مكانة خاصة في قلبي، وذلك لنوعية الخريجين الذين يعملون في أجهزة وزارة الداخلية، الذين لهم بصمات ظاهرة في العمل، وكذلك لأن جامعة البحرين باتت صرحاً وطنياً مهماً ارتقت بمخرجاتها إلى العالمية». ومن جانبه، رأى رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي أن المعرض الجنائي الذي نظمه طلبة كلية الحقوق نموذج للأنشطة الطلابية الهادفة التي تسهم في رفع الوعي الطلابي العام وتنبه الطلبة إلى بعض صور الجريمة وسبل مكافحتها. وقال د. جناحي إن «المعرض بما احتوته أركانه المتنوعة من تعريف لنشاطات إدارات حكومية تقوم بنشاطات مفصلية في حفظ الأمن والحقوق يعد فرصة معرفية ليس لطلبة كلية الحقوق فقط بل لجميع المنتسبين إلى جامعة البحرين». وشدد الرئيس على أن الجامعة ماضية في تفعيل جميع الأدوات المعرفية المتاحة، وتعزيز المناهج الأكاديمية للتعريف بحقوق الفرد والمجتمع، مشيراً في هذا السياق إلى أن الجامعة أطلقت مقرر حقوق الإنسان العام الماضي متطلباً جامعياً يدرسه جميع الطلبة، كما أنشأت العيادة القانونية في كلية الحقوق. وكانت جمعية طلبة كلية الحقوق في الجامعة قد نظمت المعرض بالتعاون مع وزارة الداخلية على مدى اليومين الماضيين، وذلك بهدف الربط بين ما يدرسه الطلبة في مقرر القانون الجنائي وبين ما يمارس على أرض الواقع في التعامل مع الجرائم على اختلافها ولاسيما في الجرائم الجنائية. وضم المعرض ستة أركان، هي: ركن القانون الجنائي، وركن الجرائم الاقتصادية، وركن مكافحة المخدرات، وركن الأدلة الجنائية، وركن شؤون الجمارك، وركن النيابة العامة. واختتم المعرض الجنائي يوم أمس (الخميس) باحتفالية برعاية رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن الذي كرَم المشاركين في المعرض واللجنة التنظيمية له. وطاف راعي الحفل رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن ورئيس الجامعة د. إبراهيم جناحي على أركان المعرض في جولة، تعرفا خلالها على أبرز معالمه ومحتوياته حيث تبادلا أطراف الحديث مع ممثلي الإدارات والجهات المختلفة في المعرض.
وأشاد رئيس الجامعة بالشراكة وبالتعاون المستمر بين وزارة الداخلية في دعم الفعاليات الطلابية على الصعد كافة، مقدماً شكره الجزيل لرئيس الأمن العام راعي المعرض اللواء الحسن وجميع الإدارات المشاركة فيه.
ومن ناحيته، لفت عميد شؤون الطلبة في الجامعة إلى أن المعرض إحدى الفعاليات التي تساعد على ربط المادة النظرية التي يدرسها الطلبة على مقاعد الدراسة بالممارسات على أرض الواقع بما يحقق التفاعل المنشود بين العلم والعمل في مختبر يستشرف فيه الطلبة التحدياتِ التي يرقبها المستقبل.
وقال في كلمة خلال حفل الختام: «لقد أبدعَ طلبة جمعية كليةِ الحقوقِ الأعزاء في محطات هذه الفعالية ابتداءً باختيار الفكرة، مروراً بتنفيذها، وانتهاء باستعانتهم بالإدارات المعنية والمسؤولين والاختصاصيين في وزارة الداخلية»، منوهاً «بما للأدلةِ الجنائيةِ من أهميةٍ قصوى في صدورِ الأحكام القضائية، وما لعلم القانون الجنائي من أهميةٍ في حفظِ السلمِ والسلام في المجتمع حيث يعرَف بأنه مجموعة القوانين التي تضعها الدولة إزاء السلوك المنهي عنه، بحيث يهدد أمن العامة وسلامتهم ومصلحتهم ويعرضهم للخطر». وقال إن «من البديعِ أن يقومَ طلبة كلية الحقوق بتنظيم معرض جنائي يكتشفون فيه الزوار أساليبَ جمعِ الأدلة وحفظها، بما يساعد على زيادة الوعي بشأن التعامل الصحيح مع الجرائم في حال حدوثها - لا قدر الله - بحيث لا يقوم بعض المارة بإخفاءِ معالمِ الجريمة والأدلة عن غير قصد». وعرض الطلبة مادة فيلمية وثقت محطات مراحل إقامة المعرض ولقطات من فعالياته. ونظمت أربع فعاليات يوم أمس بالتزامن مع المعرض، هي: محاضرة لنائب عريف في إدارة شرطة المجتمع عبدالخالق حمود، ثم محاضرة لجعفر الجمري من النيابة العامة، وتلتها محاضرة للنقيب هلال الذوادي من إدارة الأدلة الجنائية، وورشة عن مبادئ القانون الجنائي لعضو هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة البحرين الدكتورة نورة الشملان. وشهدت المحاضرات تفاعلاً بين الطلبة والاختصاصيين الذين قدموا هذه المحاضرات وأجابوا عن أسئلة الطلبة، ولاسيما في الفقرة المتعلقة بالأدلة الجنائية حيث تحدث النقيب هلال الذوادي عن تعريف مسرح الجريمة بوصفه مستودع الأسرار الذي تنبثق منه الأدلة، والشاهد الصامت على الجريمة. وتطرق خلال المحاضرة لمهام شعبة وحدة مسرح الجريمة في إدارة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، مشيراً إلى أن الشعبة تتلقى البلاغات من جميع محافظات البحرين في حال حدوث أية جريمة، نحو: القتل والانتحار، والاعتداء الجنسي، والحريق والانفجار، والأعمال الإرهابية، والحوادث المرورية، والكوارث والحروب، والسرقات. وقال إن «فريق مسرح الجريمة يتشكل بحسب نوع الجريمة، ومهمته الوصول إلى مسرح الجريمة والوقوف على معالمه والمعالم القريبة، وترقيم العينات وتحريزها وحفظها، ورفع البصمات، أو أية أجسام أو معالم قد تفيد في معرفة أسرار الجريمة». ونوه إلى أن «هنالك عدة شعب تعاضد شعبة مسرح الجريمة، مثل: شعبة المختبر الجنائي، والبصمات، والطلب الشرعي». واختتم الذوادي محاضرته بالحديث عن الدور المهم للمواطنين في المحافظة على مسرح الجريمة، موجهاً بعض الإرشادات في هذا السياق، نحو: عدم العبث بمكان الحادث والأدلة، والمحافظة على مسرح الجريمة لحين وصول رجال الأمن.