عواصم - (وكالات): أعلن رئيس مكتب العلاقات العامة بالحرس الثوري الإيراني اللواء رمضان شريف أن «الكثير من الإيرانيين تطوعوا للقتال في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد»، بينما كشف تقرير نشرته صحيفة «بيلد» الألمانية عن «قيام إحدى شركات الطيران الإيرانية بتنظيم رحلات بانتظام إلى سوريا لنقل مقاتلين وأسلحة للنظام».
وعزا محللون التصريحات الإيرانية إلى محاولة طهران امتصاص الغضب الشعبي الداخلي في البلاد على تزايد عدد القتلى الإيرانيين خلال المعارك الدائرة في سوريا وآخرها معركة خان طومان في حلب شمال سوريا، خاصة أن وسائل إعلام إيرانية تحدثت عن مقتل أكثر من 100 من قوات الحرس الثوري وميليشيا الباسيج التابعة له في سوريا منهم ضباط كبار من الحرس الثوري.
من جهة أخرى، سيطرت قوات النظام السوري ومقاتلون من «حزب الله» اللبناني على بلدة دير العصافير الإستراتيجية و9 قرى في محيطها جنوب الغوطة الشرقية قرب دمشق، مستغلة الاقتتال القائم بين الفصائل الإسلامية التي كانت تتقاسم السيطرة عليها، في وقت يعمل فيه المتشددون في سوريا بمن فيهم مقاتلو تنظيم القاعدة على حشد قواتهم من جديد لحرب شاملة على الأسد بالاستفادة من انهيار محادثات السلام للتفوق على المعارضة الوطنية المنافسة التي وافقت على هدنة متعثرة.
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، فإن «قوات النظام و«حزب الله» استغلوا الاقتتال المستمر في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، لشن هجوم عنيف انتهى بالسيطرة على دير العصافير تزامناً مع قصف جوي كثيف» قبل تقدمها للسيطرة على جنوب الغوطة الشرقية.
من جهته، تعهد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا باللجوء لخيار «الملاذ الأخير» بإسقاط المساعدات من الجو ونقل المساعدات بالطائرات إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول للمناطق المحاصرة هناك بحلول الأول من يونيو المقبل. من جهة أخرى، قالت صحيفة «بيلد» الألمانية في تقرير لها إن الشركة الإيرانية «ماهان إير» الخاصة التي يبلغ عدد طائراتها 54 والتي تنظم رحلات بانتظام إلى مدينتي ميونيخ ودوسلدوف الألمانيتين في ظل رفض ألماني وأوروبي لتطبيق العقوبات الأمريكية ضد الشركة، هي الشركة المفضلة لدى الحرس الثوري الإيراني، حيث تنقل عبر طائراتها وبشكل يومي منذ أغسطس 2015 الأسلحة والذخيرة إلى جانب مقاتلين من العراق ولبنان وإيران إلى سوريا ليقاتلوا إلى جانب قوات النظام.
وبحسب صحيفة «بيلد» فإن رحلات شركة «ماهان إير» إلى سوريا تتم بشكل سري، ولا تظهر على خارطة وجهات الشركة بشكل رسمي لكنّ موقعاً ألمانياً يتيح تعقب الرحلات عبر جهاز «الاستقبال والإرسال» الأساسي أظهر بيانات مختلفة عن التي تظهرها الشركة. فقد أظهر أن خط سير الرحلات السرية إلى سوريا ينطلق من كل من طهران وعبدان.
وتكمن أهمية عبدان بوجود قاعدة جوية مهمة بها، كما أنها لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن مدينة البصرة العراقية، التي تعد معقلاً رئيسياً لجماعة «حزب الله» العراقية التي تقاتل في محيط مدينة حلب.