كتبت - نور القاسمي:
يمثل المركز الثقافي الصيني في جامعة البحرين نقلة نوعية للجامعة تكسبها سبقاً أكاديمياً خليجياً، وانفتاح على لغة عالمية ينطق بها سدس سكان العالم، ونقطة تحول مهمة في تاريخ التعليم البحريني.
واتجاه البحرين شرقاً في ظل السياسة الحكيمة لقيادة المملكة يخدم أمن البحرين، ويمهد لها الاستفادة من الشركاء في حل المشاكل الداخلية، من خلال مساهمتهم في معالجة مشاريع تطوير التعليم والبنية التحتية، وفتح فرص استثمارية بمختلف المجالات.
وأكد أكاديميون أن إنشاء مركز ثقافي صيني تابع لمعهد «كونفوشيوس» الصيني داخل جامعة البحرين سيكون له مردوده وانعكاسه الإيجابي على الجامعة بشكل خاص والتعليم بشكل عام. وهذه الخطوة سديدة وبناءة، تساعد على تطوير المملكة في كثير من المجالات التجارية والصناعية والثقافية والتربوية.
وأشاروا إلى أن للانفتاح على ثقافة الشرق الأقصى دوراً إيجابياً على البحرين ويفتح آفاقاً عديدة للتفاهم والتبادل الثقافي ويعزز من تقارب الحضارات، مشيرين إلى أن ثقافة الغرب وحدها لا تكفي.
وجاءت زيارة جلالة الملك إلى الصين بدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، وتعتبر الأولى إذا اعتبرت زيارة لرئيس المملكة البحرينية للصين وهي الأعلى مقام في الأعراف والبروتوكولات الصينية «زيارة دولة لدولة»، جرت فيها مباحثات ولقاءات ودية بين القيادتين حول جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بينهما، وحظي الاثنان على اتفاق وتأييد شاملين حول تعزيز كافة المجالات السياسية والثقافية والتربوية والتنموية والسياحية، ليتوصلا إلى اتفاق على مواصلة الدعم المتبادل في القضايا السياسية، مؤكداً الرئيس الصيني على دعم استقرار البحرين وخطوات الإصلاحات والحوار وبالمقابل أكد جلالته دعمه قضية تايوان وتأييده للخطى الرشيدة من قبل سعادته. وأجمع القيادتان على مواصلة الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية مما عزز الثقة بين الجانبين وأبديا رغبة في مواصلة تعزيز العلاقات التجارية والسياسية والتربوية والثقافية.
اتفاقات تعد
البحرين بالازدهار
وقد حرص جلالته على أن يصطحب معه في هذه الزيارة التاريخية وفداً رسمياً وأهلياً ضم مختصين وخبراء ورجال أعمال وشخصيات مالية ومصرفية وصناعية، إلى جانب تشكيلة واسعة من الوزراء وكبار المسؤولين الذين وقعوا مع نظرائهم الصينيين اتفاقات تضمنت طيفاً واسعاً من المجالات والميادين والشؤون، وتراوحت بين السياسي والدبلوماسي إلى الصحي والتعليمي والصناعي والتربوي والاستثماري، منها:
توقيع الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وزير المالية، ووانج جيون رئيس الهيئة الوطنية العامة لشؤون الضرائب الصيني على بروتوكول بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة مملكة البحرين للتعديل على اتفاقية عدم ازدواجية الضرائب ومنع التهرب من الضرائب.
وتوقيع الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وزير المالية والسيد وو شينشيونغ رئيس الهيئة الوطنية للطاقة لجمهورية الصين الشعبية على مذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للطاقة لجمهورية الصين الشعبية والهيئة الوطنية للنفط والغاز بمملكة البحرين بشأن التعاون بين أجهزة النفط و الغاز والبتروكيماويات.
وتوقيع وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي ووزير الثقافة لجمهورية الصين الشعبية تساي وو على مذكرة تفاهم للتعاون بين المكتبة الوطنية الصينية ووزارة التربية والتعليم في البحرين (مكتبة الملك حمد بن عيسى آل خليفة).
وتوقيع مذكرة تفاهم في مجال الرقابة على المؤسسات المصرفية بين محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج ورئيس لجنة جمهورية الصين الشعبية لتنظيم القطاع المصرفي شانغ فولين.
وفي المجال الصحي. وقع على مذكرة التفاهم وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم البوعينين ورئيسة اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة لجمهورية الصين الشعبية لي بين.
أخيراً... اتفاقية التعاون بين جامعة البحرين ومعهد كونفوشيوس الصيني تقضي بإنشاء مركز كونفوشيوس بجامعة البحرين يعنى بتقديم دراسات وأطروحات ثقافية ولغوية واجتماعية صينية للدارسين العرب.
ووقع على اتفاقية التعاون رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي ونائب الأمين العام لمقر معهد كونفوشيوس الصيني ما جيانفي.
بعد ذلك، أجمعت معظم التقارير والتحليلات الإعلامية الدولية التي غطت زيارة العاهل المفدى إليها، على وصف الزيارة بأنها تاريخية بكل ما في الكلمة من معنى. إضافة إلى صفات أخرى كالنجاح الكبير والدلالات الدولية العميقة والرسائل التي تضمنتها لكل من يهمهم الأمر -ليس في فضاء العلاقات البحرينية الصينية فحسب- بل في فضاء العلاقات الخليجية الصينية.
وركزت تحليلات عديدة على أن جلالة ملك البحرين كان يمثل السياسة الخليجية مجتمعة، ويحمل توجهات خليجية وليس فقط بحرينية في سياق ترتيبات دولية وإقليمية جديدة تنتهجها دول مجلس التعاون.
يوازي المركز
الثقافي البريطاني
على مدى أكثر من 30 عاماً، جمعت علاقة قديمة ووثيقة بين المجلس الثقافي البريطاني والشرق الأوسط؛ ونظراً إلى أن الشباب يشكل قطاعاً كبيراً من السكان، يعمل الشرق الأوسط على تطوير جيل جديد من المواطنين القادرين على الاستفادة من التواصل مع المملكة المتحدة والعكس. ويشهد كل من الشرق الأوسط والمملكة المتحدة وثقافاتهما الكثير من التغيير ولذلك يسعى المجلس دائماً إلى تشجيع التواصل الذي من شأنه الحفاظ على العلاقة بين الثقافتين وكذلك تعزيز الفهم والاحترام المتبادل بينهما. والمعهد الصيني الذي سيقام في البحرين لا يقل شأنه شأن هذا المجلس، وفقاً لما قدمه من خدمات وسيقدمه في الحقيقة هو أفضل! حيث يقوم معهد كونفوشيوس بشن عمليات تعليم اللغة الصينية وعمليات التبادل والتعاون الصيني الأجنبي في المجالات التعليمية والثقافية.
وتحتوي الخدمات التي تقدمها المعاهد على: تدشين عمليات تعليم اللغة الصينية، وتدريب وتأهيل معلمي اللغة الصينية، والتزويد بمصادر تعليمية للغة الصينية،وإقامة امتحانات اللغة الصينية وشهادات تأهيل معلمين اللغة الصينية، والتزويد باستفسارات واستشارات معلوماتية عن التعليم والثقافة الصينية وغيرها، وتدشين أنشطة وفعاليات تبادل ثقافي لغوي صيني أجنبي.
يرى العديد من مدراء ورؤساء جامعات أجنبية أن المعهد هو جسر اتصال بين الصين ودول أخرى عبر العالم وهو تشجيع لروح الوطنية عند الشعب الصيني.
الصين بين الأمس واليوم
كانت الصين قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، دولة شبيهة بعملاق فقير وضعيف للغاية. وبعد واحد وستين عاماً من تأسيس الصين الجديدة والإصلاح والانفتاح والتنمية الاقتصادية السريعة أصبحت الصين اليوم إحدى الدول الاقتصادية الكبرى ذات القدرة التنموية الكامنة، وعلى حافة احتلال مركز الصدارة في العالم.
الصين اليوم، ليست الدولة التي قُرر مصيرها خلال مؤتمر يالطا، ومنحها مقعداً دائماً في مجلس الأمن لتصبح من بين الأعضاء الخمسة الدائمين الذين لديهم الحق في استخدام الفيتو دون العودة إليها والأخذ برأيها، ذلك العهد المأساوي قد ذهب بدون رجعة بفضل ما تمكنت من تحقيقه الجهود الصينية اليوم في الجانب الاقتصادي والصناعي والثقافي والسياحي.
منذ إدخال إصلاحات اقتصادية قائمة على نظام السوق في عام 1978 أصبحت الصين أسرع اقتصادات العالم نموًا حيث أصبحت أكبر دولة مصدرة في العالم وثاني أكبر مستورد للبضائع. يعد الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
الصين اليوم عضو دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة. كما إنها أيضًا عضو في منظمات متعددة الأطراف بما في ذلك منظمة التجارة العالمية والابيك وبريك.
هذه اللمحة التاريخية تفتح أمامنا باباً للتساؤل، كيف تعرفت البحرين على الصين بين كل هذا؟ وهذا ما يقودنا إلى ما قام به التاجر آخوند العوضي الذي قرر في الخمسينات السفر للصين والبحث عن فرص تجارية هناك، دون أن يدر بذهنه أنه سيفتح المجال أمام العلاقات بين الصين والبحرين، واكتشافه لبضاعة وسلع الصين التي تستحق شراءها وتصديرها للبحرين ومجلس التعاون، كون له ثروة كبيرة، بالمقابل بدأت البلدان بالتقرب من بعضها البعض منذ ذلك الحين...
لغة سدس سكان الأرض!
الصين بلا شك الدولة الأكثر سكانا في العالم مع أكثر من 1.338 مليار فرد، موازاة بعدد سكان العالم تشكل سدس من في الأرض، فمن المنطق أن تصبح اللغة الصينية الدارجة في جميع الأقاليم، إلا أننا لا نرى هيمنتها التي من المفترض أن تفرضها الكثافة السكانية وتزايد التعداد السكاني فيها.
قيل في صحيفة «تايمز الأمريكية»: «إذا كنت ترغب في قيادة الآخرين، تعلم اللغة الصينية»، غرض الجملة الأول هو التعبير عن قوة اللغة الصينية وتأثيرها في العالم في الوقت الحاضر.
ومن جهة أخرى، هناك العديد من الناس ينتقدون نظرية نشر الثقافة الصينية في العالم، لكن تعلم اللغة الصينية هو جزء من الثقافة الصينية مثلها كمثل تعلم لغة أي بلد يمهد لك تعلم ثقافتها. ثقافة الشرق وبالأخص الصين الثقافة الوحيدة التي يصعب عليك تعلمها دون الولوج إلى لغتها أو ترجمة نصوصها، بسبب أن كل رمز من رموزها ترجمة لتاريخ وثقافة غنية.
تعمل الصين وفقاً لمخطط لنشر اللغة والثقافة الصينية عبر أنحاء العالم في السنوات الأخيرة وذلك بفتح عدد كبير من معاهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في العالم، ومنذ 2002 إلى الآن فقط أكثر من 50 مليون شخص عبر العالم يتعلمون اللغة الصينية.
أكد أكاديميون أن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه إلى الصين بهذا الوقت خطوة ناجحة وبناءة، تساعد على تطوير المملكة في كثير من المجالات التجارية والصناعية والثقافية والتربوية، وأن ما تم الاتفاق عليه في إنشاء معهد صيني تابع لمعهد «كونفوشيوس» الصيني داخل جامعة البحرين سيكون له مردوده وانعكاسه الإيجابي على الجامعة بشكل خاص والتعليم بشكل عام.
نمو الاقتصاد الصيني
صرح في وقت سابق رئيس مجلس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أن النمو الاقتصادي لبلاده ربما تجاوز 7.5% خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي، في إشارة إلى نجاح الحكومة في السيطرة على تباطؤ النمو الذي شهده أول ربعين من العام.
وأكد لي في خطاب أمام قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في بروناى أمس اكتساب النمو الاقتصادي زخماً في الأشهر القليلة الماضية.
يذكر أن الاقتصاد الصيني نما بنسبة 7.6% في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2013، بينما تحركت الحكومة بتقديم بعض التحفيز للنمو عن طريق خفض الضرائب وزيادة الإنفاق في مشروعات السكك الحديدية لتعزيز تحقيق مستهدف النمو عند 7.5% خلال العام بأكمله.
ومن المنتظر أن يكشف مكتب الإحصاءات الحكومي نسبة النمو المحققة في الربع الثالث وسط توقعات ببلوغها 7.8% ارتفاعاً من 7.5% في الربع الثاني
ثقافة الغرب وحدها لا تكفي
قالت د.خلدية آل خليفة إن الانفتاح على ثقافة الشرق الأقصى إيجابية للبحرين وتفتح آفاقاً عديدة للتفاهم والتبادل الثقافي وتعزز من تقارب الحضارات، وتضيف: «مثلما أفسحنا المجال لسنوات طويلة لانخراط ثقافة الغرب من المهم أن ننفتح على ثقافة الشرق وتوسيع مداركنا للعالم المحيط بنا، لاسيما أن ثقافة الشرق التي تمثلها الصين أقدم وأعرق بكافة النواحي من ثقافة الغرب».
وأكدت أن زيارة جلالة الملك المفدى إلى الصين في هذا الوقت خطوة مهمة وبناءة، تبني جسوراً من التفاهم على الصعيد الثقافي والتعليمي، والطلاب ستتاح لهم الفرصة للتعرف على حضارة أحد أهم بلدان العالم وأعرقها، وهذا التقارب سيخدم الطالب ويساعده على تلاقح أفكار الصين بأفكاره والاستفادة من تجاربهم الناجحة.
وأضافت «هذا توجه يوسع نطاق تفكيرنا لنفكر ملياً بثقافات أخرى من الممكن أن نستفيد منها الكثير مثل الهند، فالصين والهند دولتان تحولتا إلى رواد في وسط أكثر الدول إنتاجية، عن طريق فكرهما وإنتاجهما وجهودهما، لذلك علينا الاستفادة من منجزات الهند الثقافية والفكرية لنتمكن من تحقيق التقدم الفكري المطلوب وبناء أجيال متطلعة للأمام وغنية بالفكر والتجارب الناجحة المستوحاة من دول العالم وخصوصاً لأن ثقافة الغرب وحدها لا تكفي».
ومن جهته، أكد منسق قسم الإعلام والسياحة بجامعة البحرين د.حابس السماوي أن المعهد الصيني المرتقب سيساهم بازدهار مجالات عديدة لمملكة البحرين منها الجانب السياحي، لما تمتلكه من أكبر اقتصاد في الشرق الأقصى وثاني أكبر اقتصاد في العالم فدخولها إلى البحرين بالتأكيد سيشكل فارقاً إيجابياً، ويضيف: «اللغة هي وسيلة للتفاهم والتواصل خاصة لما يعانيه من قصور في اللغة الإنجليزية واعتزاز بلغتهم الأم، فوجود من يتحدث لغتهم في البحرين أمر يشجع الشركات الصينية والمواطنين الصينيين للاستثمار تجارياً وللسياحة في البحرين» موضحاً أن الصين تعتبر أكبر قوة بشرية في العالم، وثاني أضخم اقتصاد بعد الولايات المتحدة، وصاحبة حضارة عريقة وقديمة.
وأشار السماوي إلى أن اقتصاد الصين القوي ما هو إلا ناتج عمل وجهود المواطن الصيني المخلص، وهذه الجهود ساهمت في رفعة الاقتصاد ونهضته الأمر الذي حتم على زيادة السياحة فيه والذي عاد إيجابياً على المستوى المعيشي المتطور لدى المواطن الصيني.
وحث السماوي الشعب البحريني على استغلال هذه الجهود السامية من القيادتين والعمل على استقطاب السوق الصيني الذي يرغب بالاستثمار لتضاعف نسب الأرباح عاماً بعد عام.
ويتوقع أن تثمر المحادثات التي يجريها وزيرا خارجية البلدين في مطلع نوفمبر المقبل موعد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بنتائج إيجابية على كافة القطاعات والمراكز، واهتمام المملكة بالصين اليوم، -وإن جاء متأخراً- يأتي بدافع مواكبة متغيرات القوى في النظام الدولي، والصين مرشحة لتكون قوة عظمى بحلول 2020، وتطوير علاقتنا معها على مدى سبع سنوات من اليوم، يساعد المملكة في مختلف الأصعدة.
الكونفوشيوس في سطور

يعتبر معهد كونفوشيوس الذي تم تسميته باسم المفكر الصيني الكبير كونفوشيوس يعتبر مؤسسة لتعلم اللغة الصينية والثقافة الصينية في العالم. وفي 21 نوفمبر 2004 تم تأسيس أول معهد في العاصمة الكورية الجنوبية «سوول»، وهذه المؤسسات التعليمية غير ربحية تتأسس بتعاون صيني وأجنبي وهي من أحد المشاريع الوطنية التي تديرها الحكومة الصينية.
وإلى غاية نهاية أغسطس 2011 تم تأسيس 353 معهد كونفوشيوس حول العالم و473 فصلاً، ووصل العدد الإجمالي إلى 826 مؤسسة منها 81 بالولايات المتحدة الأمريكية فقط.
يبعث المركز ما يقارب 5000 معلم لغة صينية عبر 200 دولة سنوياً، ومن المقرر أن يقدم المعهد حوالي 1000 إلى 3000 منحة دراسية لدراسة اللغة الصينية خلال الفترة من 2009-2013، وتمويل أكثر من 50 جامعة لدراسة أكاديمية لمدة عامين للحصول على ماجستير في اللغة الصينية وتعليم مناهج الدراسة.