كتبت - نور القاسمي:
انخفضت نسبة الأمية في البحرين بنسبة 1.33 لتصل إلى 1.13 مطلع هذه السنة، بحسب منظمة «اليونسكو». ووفق آخر إحصائية لعدد سكان البحرين لسبتمبر 2012 فإن إجمالي عدد السكان بلغ 1.234.573، وعدد الأمية مطلع هذه السنة بلغ 1397 أمي، مما أدى لتدني النسبة من 2.46% إلى 1.13% هذا العام.
وخلال الأربعين عاماً الأخيرة خطت البحرين أولى خطواتها لإزالة الأمية عن طريق مراكز محو الأمية والبرامج التي أنشأتها، وتمثلت ثمار هذه الجهود في تدني نسبة المنتسبين لهذه المراكز، حيث تقلص عددهم بشكل ملحوظ في العامين الأخيرين من 2130 أمي سنة 2011 إلى 1397 هذه السنة و614 أمياً منهم في مراحلهم الأخيرة المتطورة من مراحل التعليم -حسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للمعلومات-، الأمر الذي حتم إغلاق بعض من مراكز محو الأمية في مختلف محافظات المملكة ليصبح عدد المراكز 18 فقط بينما كان في السابق 28.
ويبدو انتشار التعليم وإقبال المجتمع البحريني عليه أكثر ما حفز على قيام برامج محو الأمية وتعليم الكبار، حيث تجاوزت الرغبة في التعليم إلى الكبار أيضاً مما ساهم في بدأ البرامج بشكلها البدائي في أوائل الأربعينات، فأقبلت النساء على تعلم القراءة والكتابة وتشجيع من حولهن على التعلم، إلى أن تولت وزارة التربية والتعليم مسؤولية محو الأمية وتعليم الكبار العام 1974 لتنتقل مسؤولية القضاء على الأمية من القطاع الأهلي إلى القطاع الرسمي الحكومي.
وبرز الاهتمام بمحو الأمية في المملكة منذ ما يقارب نصف قرن، حيث كان أول ظهور لمركز يختص بتعليم الكبار ومحو الأمية. ولمملكة البحرين دور ريادي في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، متمثلة بجهود وزارة التربية والتعليم وإداراتها التعليمية في مختلف المناطق بفتح مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية في سائر محافظات البحرين وبحسب حاجتها لها وعدد الأميين فيها وتزويدها بكافة الضروريات وتوفير المعلمين المؤهلين بها، حيث سعت الوزارة إلى إدخال الحاسب الآلي في برامج التعليم، للقضاء على الأمية بنوعية، المفهوم القديم منه، والمعاصر -الأمية التكنولوجية- إضافة إلى إدخال عدد من أنشطة التربية الرياضية للذكور والإناث، إلى جانب توفير مواصلات ذهاباً وإياباً، وتحفيز الدارسين بمنح دراسية وحفلات تكريم وجوائز مادية لتكريم الحاصلين على أعلى المعدلات من الرجال والنساء، هذا إلى جانب تطبيق القوانين والتشريعات للحفاظ على التعليم لكافة المواطنين والمقيمين إلزامياً ومجانياً، سواء للطلاب السليمين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بلا استثناء، وكل التسهيلات التي توفرها الوزارة من شأنها تجعل التعليم أكثر يسراً، كتوفير الكتب المدرسية وتوفير المواصلات المجانية ومشاريع مدارس المستقبل التكنولوجية والمكتبات العامة والرحلات التعليمية والأنشطة الطلابية وغيرها التي لا تخلق طالباً متعلماً فقط، بل طالباً مهيأ لسوق العمل وللمراحل العليا من التعليم.
ويتفرع تعليم الكبار إلى ثلاث حلقات دراسية تنقسم كلا منها إلى سنتين دراسيتين: أولها مرحلة محو الأمية، تليها مرحلة المتابعة وختاماً مرحلة التقوية. وتهدف المرحلة الأولى من التعليم إلى محو أمية المواطنين والمقيمين الأميين وإيصالهم إلى الحد الأدنى من المستوى التعليمي المطلوب وإكسابهم المهارات الأولية للقراءة والكتابة والثقافة العددية مركزةً على التربية الإسلامية واللغة العربية والرياضيات.
وتعادل المرحلة الثانية وهي مرحلة المتابعة، الصف السادس الابتدائي من التعليم النظامي، وتهدف هذه المرحلة إلى تعزيز المهارات الأساسية التي تعلمها الطالب في مرحلة محو الأمية وذلك ضماناً لعدم ارتداده إلى الأمية ثانية، ويضاف إليها مادة العلوم، ومادة اللغة الإنجليزية إضافة إلى المراحل المتقدمة من المواد السابقة، حتى يصل الدارس إلى المرحلة الأخيرة وهي التقوية التي تعادل المرحلة الإعدادية من التعليم النظامي، ويلتحق بها من يرغب في مواصلة الدراسة والمنقطعين عن الدراسة النظامية لسبب أو لآخر.