عواصم - (وكالات): أعلنت الحكومة الأفغانية أمس مقتل زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور في غارة أمريكية في باكستان، في حين التزم المسلحون صمتاً كاملاً حول الضربة. ويشكل إعلان مقتل الملا منصور ضربة كبيرة للحركة المسلحة التي تواجه انشقاقات في قواتها مع انضمام بعضها إلى صفوف الفرع المحلي لتنظيم الدولة «داعش». وذكرت الاستخبارات الأفغانية في بيان أن «الملا أختر منصور كان خاضعاً للمراقبة منذ فترة (...) وقتل بغارة لطائرة دون طيار السبت الماضي في بلوشستان» جنوب غرب باكستان. ولاحقاً، أكد رئيس الوزراء الأفغاني عبدالله عبدالله الأمر عبر «تويتر». ونددت باكستان بالضربة الأمريكية. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن الغارة التي شنتها طائرة دون طيار تشكل انتهاكاً لسيادة باكستان وإن رئيس الوزراء وقائد الجيش بحثا المعلومات حول الضربة بعد وقوعها.
ولكن حتى عصر أمس، لم يشر الموقع الرسمي لطالبان إلى أي ضربة استهدفت زعيم الحركة. وتعذر الاتصال بالمتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد. إلا أن عضواً في «مجلس شورى كويتا» لقيادة حركة طالبان، قال إنه لم يتمكن من الاتصال بمنصور. وأضاف «لا نعلم إذا أصابه مكروه، أو أنه أغلق هاتفه تحسباً لهجوم». وأوضح مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه بعد ذلك أن زعيم حركة طالبان قتل «على الأرجح» في ضربة سمح بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما شخصياً.
وأضاف أن عدداً من الطائرات المسيرة التابعة للقوات الخاصة الأمريكية شنت العملية في منطقة نائية على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان «جنوب غرب مدينة أحمد وال»، مشيراً إلى أن منصور كان في سيارة مع رجل آخر قتل بدوره «على الأرجح». وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة أبلغت باكستان وأفغانستان بالضربة بعيد تنفيذها. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من بورما أن الولايات المتحدة استهدفت زعيم طالبان لأنه كان يشكل «تهديداً وشيكاً للطاقم الأمريكي والمدنيين الأفغان والقوات الأمنية الأفغانية». وقال مسؤول أمني باكستاني إن الضربة «دمرت بالكامل» السيارة التي كانت تقل شخصين. وأوضح مسؤول آخر أن الجثتين نقلتا إلى مستشفى في كويتا كبرى مدن ولاية بلوشستان.
وأورد مسؤولون باكستانيون أن الرجل الذي قدم على أنه زعيم طالبان كان يسافر بهوية باكستانية واسم مستعار. وكان وصل من إيران لتوه في سيارة مستأجرة.