عواصم - (وكالات): مع انطلاق عمليات استعادة مدينة الفلوجة غرب العراق من قبضة تنظيم الدولة «داعش»، وما رافقها من مخاوف إزاء انتهاكات محتملة بحق أبناء المدينة على يد ميليشيات الحشد الشعبي التي ستشارك في العمليات العسكرية، نشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر قائد ميليشيات «أبو الفضل العباس» أوس الخفاجي، وهو يتوعد بتدمير الفلوجة لأنها على حد قوله منبع الإرهاب، فيما اعتبر محللون ومراقبون أن سكان المدينة محاصرون بين مطرقة «داعش» وسندان ميليشيات «الحشد الشعبي».
ورفضت قوى سياسية عراقية مشاركة «ميليشيات الحشد الشعبي» في معركة استعادة الفلوجة من «داعش»، وحمل بيان صادر من المشروع العربي في العراق، الحكومة العراقية مسؤولية أي انتهاك قد يحصل من قبل الميليشيات المسلحة بحق سكان الفلوجة.
وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت تقدم قواتها في معارك الفلوجة ضد المتطرفين واستعادتها لعدد من المناطق، فيما تتقدم قوات مكافحة الإرهاب وأبناء العشائر قرب مركز المدينة وسط معارك عنيفة.
المعركة سبقتها ضربات جوية مكثفة على تجمعات التنظيم ألحقت خسائر كبيرة بعناصره ومخازن أسلحته، فيما استهدفت مجموعات من القوات الخاصة قناصة «داعش» لتأمين ممرات آمنة لخروج العائلات. من جانبه، أشار الناطق باسم العمليات المشتركة إلى وجود أقل من 1000 مقاتل من التنظيم وسط الفلوجة مقسمين بين انتحاريين وقناصة وأن الطائرات المسيرة قتلت العشرات منهم، ودمرت عدداً من السيارات المفخخة في منطقة البو شجل، مضيفاً أن مقاتلين من ميليشيات الحشد الشعبي تقدموا نحو الفلوجة من الجنوب بعد أن سيطروا على جسر الكرمة. وأعلن مجلس إنقاذ الفلوجة، أن عدد مقاتلي العشائر المشاركين في تحرير المدينة وصل إلى 1200 مقاتل، فيما يتوقع تحريرها خلال 7 أيام.
وبدأت القوات العراقية هجوما واسع النطاق بدعم محلي وخارجي لاستعادة المدينة التي تشكل حالياً أحد أبرز معاقل تنظيم الدولة. وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بدء العملية ليل أمس الأول. وقال للتلفزيون «منذ الساعات الأولى، حقق المقاتلون الشجعان تقدماً في عدة اتجاهات لاستعادة جميع المناطق التي يحتلها «داعش» حول الفلوجة».
من جهته، أكد التنظيم المتطرف في بيان «صد هجوم واسع النطاق للقوات العراقية» مشيراً إلى تدمير عدد من الآليات.
وقد أعلن العبادي على مواقع التواصل الاجتماعي «عملية تحرير الفلوجة. دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير وليس أمام «داعش» إلا الفرار».
وأضاف «سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا المدينة والعلم العراقي سيرفع ويرفرف عالياً فوق أراضي الفلوجة».
وأشار رئيس الوزراء إلى أن «القوات الخاصة والجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر ستشارك في عملية تحرير الفلوجة». والفلوجة أبرز معاقل «داعش» منذ يناير 2014. وذكرت مصادر أن القوات العراقية لم تدخل إلى المدينة لكن طائرات حربية تواصل توجيه ضربات إلى أهداف في داخلها. وتمثل استعادة السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة الجهاديين، بينها الفلوجة، أهم الأمور التي تشغل المسؤولين العراقيين وفي مقدمهم العبادي. وتلعب قوات الحشد الشعبي، وغالبيتها فصائل شيعية مدعومة من إيران، دوراً مهماً في مساندة القوات العراقية. وأكد بيان لهيئة الحشد الشعبي انطلاق العملية من 6 محاور.
وتلعب قوات التحالف بقيادة واشنطن دوراً مهماً في دعم القوات العراقية في تنفيذ العمليات، بينها خطوات أولى لاستعادة الموصل ثاني مدن العراق من سيطرة المتطرفين. وقتل عدد كبير من قادة التنظيم في ضربات جوية نفذتها قوات التحالف، خلال الفترة الماضية. وأعلن التحالف الدولي مطلع الشهر الحالي، قتل أحد قادة التنظيم البارزين وصف بقائد التنظيم العسكري في محافظة الأنبار. واعترف أبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم في رسالة صوتية، بأن التنظيم يفقد سيطرته على مناطق كثيرة. وستكون معركة الفلوجة اكبر تحد يواجه تواجد التنظيم المتطرف في العراق.