عواصم - (وكالات): قتل 148 شخصاً في تفجيرات متزامنة وغير مسبوقة تبناها تنظيم الدولة «داعش» واستهدفت مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين اللتين تعتبران من أهم معاقل النظام في سوريا، واللتين بقيتا لفترة طويلة بمنأى عن النزاع الدائر في البلاد.
وضربت صباح أمس 7 تفجيرات متزامنة، هي الأعنف في المنطقة الساحلية منذ الثمانينات، مدينة جبلة جنوب اللاذقية ومدينة طرطوس، مركز محافظة طرطوس وسرعان ما ارتفعت الحصيلة من 120 إلى 148 قتيلاً.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «3 تفجيرات في طرطوس أسفرت عن مقتل 48 شخصاً و100 في 4 تفجيرات استهدفت جبلة»، فضلاً عن إصابة العشرات. ومن بين القتلى، بحسب المرصد، 8 أطفال وعاملون في المجال الطبي وطلاب وعاملون في شركة الكهرباء. من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بسقوط «45 شخصاً في جبلة» و»33 شخصاً في طرطوس». ووقعت التفجيرات في مدينة طرطوس بالتزامن صباح أمس. وأفاد مصدر في شرطة جبلة أن «تفجيراً انتحارياً استهدف قسم الإسعاف في المستشفى الوطني، ووقعت التفجيرات الثلاثة الأخرى بواسطة سيارات مفخخة في محطة حافلات المدينة وأمام مؤسسة الكهرباء وأمام مستشفى الأسعد» عند مدخل المدينة. وتبنى تنظيم الدولة «داعش» الاعتداءات. وبقيت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان، ذواتا الغالبية العلوية، بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص.
ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في اللاذقية على ريفها الشمالي. ولا تواجد معلناً لتنظيم الدولة في المحافظتين، وإذا صح تبنيه للتفجيرات، فإنها تكون بمثابة رسالة بأن التنظيم المتطرف لا يزال ناشطاً وبقوة وبرغم الهزائم التي مني بها في محافظات أخرى. ووصف عبد الرحمن التفجيرات بـ»غير المسبوقة» في كل من جبلة وطرطوس «حتى إن المدينتين لم تشهدا انفجارات بهذا الشكل منذ الثمانينات».