عواصم - (وكالات): قصفت القوات العراقية أهدافاً تابعة لتنظيم الدولة «داعش» في الفلوجة غرب العراق في اليوم الثاني لهجوم يهدف إلى استعادة معقل التنظيم فيما يتزايد القلق الدولي بشأن أمن المدنيين، فيما انتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق الحملة على الفلوجة ووصفتها بأنها انعكاس «للروح الانتقامية التي تحملها قوى الشر ضدها جراء صمودها وإفشالها مشاريع ومخططا الاحتلالين الأمريكي والإيراني»، مؤكدة في بيان أن «قرابة 10 آلاف من المدنيين قتلوا أو أصيبوا في قصف القوات الحكومية على مدار اليومين الماضيين»، محذرة من أن أي نصر سيكون «وهمياً».
من جانبه، حذر المجلس النرويجي للاجئين من المخاطر التي تحدق بآلاف المدنيين في المدينة مع بدء العمليات العسكرية فيها، في حين أكد شهود عيان أنه لا توجد ممرات آمنة يمكن للسكان الخروج عبرها. وعبر المجلس عن قلقه من عدم وجود طرق خروج آمنة للمدنيين. وأوضح أن نحو 50 ألف شخص ما زالوا محاصرين داخل الفلوجة منذ بدء الهجوم أمس الأول.
وتشدد القوات العراقية الطوق على المدينة وتضيق الخناق على مقاتلي «داعش» المتحصنين داخلها، ما يزيد المخاوف على المدنيين الذين يمنعهم المتطرفون من الخروج. وتزداد المخاوف حيال المدنيين في المدينة مع استمرار حشد الاف المقاتلين في محيطها. ويقدر مجلس اللاجئين النروجي أعداد السكان العالقين بالفلوجة بنحو 50 ألفاً.
وتحدث سكان في المدينة عن وقوع قصف متقطع في محيط وسط المدينة.
وقال أحد السكان «لا يمكن لأحد المغادرة. الوضع خطر. هناك قناصة في كل مكان على طرق الخروج».
وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نساء وأطفالاً قتلوا لدى محاولتهم مغادرة المدينة. وأضافت في بيان أن أكثر من 80 أسرة تمكنت من الفرار منذ 20 مايو الحالي.
ويقدر أن 100 ألف مدني موجودون بالفلوجة وكانت هي المدينة الأولى التي تقع في أيدي التنظيم في يناير 2014. وبعد ستة أشهر من ذلك التاريخ أعلن تنظيم الدولة قيام «دولة خلافة». وكان عدد سكانها ثلاثة أمثال العدد الحالي قبل الحرب.
وقال الجيش العراقي إنه طرد المتطرفين من مدينة الكرمة إلى الشرق من الفلوجة. ولم يبلغ الجيش أو المستشفى الرئيسي بالمدينة عن سقوط قتلى أو جرحى. من جانبه، قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن التحالف «يقدم غطاء جويا لدعم القوات الحكومية العراقية في الفلوجة».
وأصدرت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانات ناشدتا فيها الأطراف المتحاربة حماية المدنيين الذين يواجهون صعوبة شديدة للحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية ومعرضين للاستخدام كدروع بشرية.
وبدأ بعض السكان في الاستيلاء على الألواح الشمسية المركبة في مصابيح الشوارع لتوليد الكهرباء في منازلهم.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أن القوات المسلحة تلقت توجيهات بحماية أرواح المواطنين في الفلوجة وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف «المدنيون الذين لا يستطيعون أن يسلكوا هذه الطرق للخروج يمكنهم البقاء في منازلهم ويلزموا منازلهم».
وانتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق وهي منظمة سياسية تأسست في عام 2003 لتمثل المسلمين السنة الحملة على الفلوجة ووصفتها بأنها انعكاس «للروح الانتقامية التي تحملها قوى الشر ضدها جراء صمودها وإفشالها مشاريع ومخططا الاحتلالين الأمريكي والإيراني». وقالت في بيان إن قرابة 10 آلاف من المدنيين قتلوا أو أصيبوا في قصف القوات الحكومية على مدار اليومين الماضيين، وحذروا من أن أي نصر سيكون «وهميا».
ونظرا للحساسيات الداخلية قال مسؤولون عراقيون إن الفصائل الشيعية - التي تجمعت تحت مظلة حكومية فضفاضة لدعم الجيش والشرطة بعد انهيار جزئي في عام 2014- ستعمل خارج حدود المدينة.
وأمر العبادي بالهجوم رغم مخاوف من أن يوجه الموارد بعيدا عن حملة مرتقبة في وقت لاحق هذا العام لاستعادة الموصل العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة في العراق. من ناحية أخرى، أدانت منظمتان حقوقيتان إعلان بغداد تنفيذ 22 حكماً بالإعدام خلال الشهر الماضي.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه مع الإعدامات الأخيرة ارتفع عدد الذين أعدموا في العراق إلى أكثر من 100 منذ مطلع السنة الحالية.
وقال كريستوف ويلك من منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن راتش ووتش» إن «اختيار توقيت الإعدام القضائي من أجل أغراض سياسية يتجاوز تحقيق العدالة». بدوره، قال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة روبيرت كولفيل، للصحافيين في جنيف إن إعلان الوزارة العراقية «مقلق» وجدد الدعوة لإيقاف أحكام الموت وعمليات الإعدام.