كمن ينزع فتيلة قنبلة قبل انفجارها بدقائق معدودات.. كان المدير الفني لفريق الهلال الكروي وقائده سابقا السعودي سامي الجابر، يحاول منع فريقه من كارثة كادت تعصف به، بسبب حديث تلفزيوني قال فيه الجابر ما لم يرق لهلاليين واستغله خصومهم، بغرس شجرة القطيعة بينهم، عل أغصانها تلتف عليهم فتخنقهم واحداً في أعقاب آخر.
إذ بدأ اللاعب الذي شارك في 4 بطولات لكأس العالم، كعربي وحيد على هذا المقعد الذهبي الوثير، صباحه اليوم بـ 20 تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الذي يتابعه فيه قرابة المليون مغرد.
التغريدات التي دونت تحت ذريعة "التوضيح"، كانت غامرة بعبارات الاعتذار والشكر، ولم تخل من تلميحات إلى وجوه انكشف الغطاء عن لؤمها.
قال سامي للهلاليين "صباحكم خير وسعادة ومحبة"، ثم هنأهم بتحقيق انتصار صعب ضد فريق التعاون الذي يعتبره وفقاً للتغريدة نفسها "من أكثر الفرق تطوراً هذا الموسم".
وأضاف: "أحزنني جداً سماعي لصوت الأمير الحكيم بندر بن محمد وقد ظهر على نبرات صوته تأثره صحياً، أسأل الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل".
وتابع: "خروج الأمير الحكيم في هذا الوقت ورغم مرضه يثبت أنه لا يرضى أن يستغل سوء فهم للعمل على شق الصف الهلالي.. الأمير الحكيم أنصفني عندما قال إن سامي لم يثر أمرا جديداً وأعجبني كثيرا عندما ذكر أن النقاط المثارة عرضت كمقاطع من برامج سابقه".. موضحاً: "في برنامج (يا هلا) خرجت بتلقائية ومن دون تصنع ولم أجامل ولم أتعرض لهلالي بالإساءة وأنا على ثقة من ذلك".
وإمعانا في الإيضاح، كتب: "عن الأمير محمد بن فيصل أثيرت نقطتين هما: حقوقي السابقة، وهو موضوع قديم ولم أتحدث عنه بل طرح كمقطع قديم وقلت إنه لا جديد في الموضوع.. ثم أثنيت كثيرا على الأمير محمد وقلت إنه يسجل له اختياره التوقيت المناسب للرحيل، وهي حقيقة؛ فكل رجال الهلال يأتون ويخدمون النادي وإذا لمسوا أنهم غير قادرين على تقديم ما يحافظ على مكانة الزعيم يرحلون تاركين المجال لغيرهم وهذه ميزة وليست انتقاصاً".
وشرح الجابر، ما رأى البعض أنه إجحاف في حق لاعبين هلاليين كبار، حين وصف نفسه بـ"الأسطورة"، وقال: "حاول البعض أن يفتري ويروج أنني وصفت نفسي بأسطورة الهلال ليصدمني بنجوم الهلال، وهذا الأمر مضحك مبكي، ومن تابع اللقاء سيجد أنني قلت أساطير الكرة السعودية قصة من قصص الخيال وهو انتقاص مني للقضية"، متسائلاً: "هل يعقل أن يكون خالد مسعد وماجد ونور وسامي هم فقط الأساطير؟!".
واعتذر الجابر لكل هلالي غضب مما تمت إثارته مؤخرا "أوكد بأنني لم أتجاوز أي خط أحمر في حواري ولعل موقف الجماهير التي غمرتني بدعم ليس مستغرب منها دليل واضح بأن الإثارة كانت مفتعلة من غير الهلاليين الذين يزعجهم الاستقرار الأزرق".
ولأنه كما يقولون لكل مشكلة وجهها الجميل، كما لها وجهها القبيح، عثر سامي على هذا الوجه، كما اعترف في تغريداته الـ 20: "الأمر الإيجابي في مثل هذه المواقف للكيان الأزرق إنها تأتي لتثبت أن جمهور الأزرق ذكي وواعي ومحب، وهو خط الدفاع الأقوى في الرياضة السعودية.. جمهور الأزرق لا يعترف إلا بالتفوق والفوز والمنصات.. جمهور الأزرق لا يسير خلف الشعارات والأكاذيب.. جمهور الأزرق سر الزعامة".
واستطرد: "الإيجابي في مثل هذه المواقف أنها تفرز لك الكثير من الأسماء والشخصيات وتضع لكل شخص تصنيفه الذي يناسبه.. الإيجابي في مثل هذه المواقف أنك ترى حجم نجاحك عن طريق قياس حجم الاحتقان الذي تعيشه بعض الجماهير وبعض إعلاميي وأعضاء شرف الأندية الأخرى.. الإيجابي في مثل هذه المواقف أنها تبرهن بأن الكيان الذي يقف خلفه جمهور مرعب متسلح بالوعي والفطنة لا يمكن أن يخترق بسهولة".
وختم بالقول: "الإيجابي في مثل هذه المواقف أنها تبرهن أن أعضاء شرف الزعيم ممثلين برئيس هيئة أعضاء الشرف أكبر من محاولات التشويش السخيفة".