حقق برشلونة فوزه التاسع في الليجا هذا الموسم بعد أن انتصر على غريمه التقليدي ريال مدريد بهدفين لهدف في المباراة التي أجريت على ملعب الكامب نو لحساب الجولة العاشرة من الليجا، في لقاء كان مثيرًا ومشتعلًا في شوطه الثاني.
بداية المباراة كانت هادئة للغاية وعرفت تكافؤًا بين الفريقين، إلا أن أصحاب الأرض سرعان ما أخذوا زمام الأمور شيئًا فشيئًا وبدؤوا يحاصرون لاعبي الميرنجي في مناطقهم، كما بدأ كل من نيمار، إنييستا وميسي يكشرون عن أنيابهم ويتحينون الفرصة من أجل إطلاق تسديدة تقلق راحة دييجو لوبيز.
الريال بدوره حاول الارتداد عن طريق الثلاثي "النفاث" في المقدمة، والمتكون من دي ماريا، رونالدو وجاريث بيل...الدقيقة 11 عرفت أول محاولة من ليونيل ميسي الذي انسل على حافة منطقة الجزاء وأطلق تسديدة ارتطمت بفاران وتحولت بسهولة إلى أحضان حارس الفريق الملكي. بعد ذلك، جاء الدور على نيمار لكي يجرب حظه، فسدد كرة قوية لكن في منتصف المرمى لم تقلق راحة دييجو لوبيز كثيرًا.
بين هذا وداك، كانت هناك بعض المناوشات بين الطرفين أدت إلى حصول بوسكتيس وسيرخيو راموس على إنذار بعد تدخل الأول على دي ماريا والثاني على نيمار الذي كان سعيد الحظ وتمكن من افتتاح التسجيل في الدقيقة 19 مستغلًا تمريرة ساحرة من الرسام "إنييستا" الذي وضعه وحيدًا في الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء فسدد كرة مقوسة ارتطمت بداني كاربخاس وسكنت الجهة اليسرى لمرمى دييجو لوبيز الذي خدعته الكرة بعد أن غيرت مجراها.
تمريرة بينية ساحرة ثواني بعد ذلك كادت تُجهز على الريال، إذ أن ليونيل ميسي انفرد بدييجو لوبيز بعد أن انطلق دون رقابة تُذكر في الرواق الأيمن ثم أطلق تسديدة أرضية غير موفقة مرت بجانب القائم الأيمن وسط حسرة كبيرة من أفضل لاعب في العالم خلال آخر أربع سنوات ومن جماهير الكامب نو.
شيئًا فشيئًا أخذ الفريق الملكي يستفيق من صدمة الهدف، وأخذ يناور، فحاول بيل التعديل في الدقيقة 27 عندما انطلق من وسط الميدان وسدد كرة من خارج منطقة علت المرمى كثيرًا دون أن تقلق راحة فيكتور فالديس...مباشرة بعد ذلك، عاد أصحاب الأرض لمحاولة إضافة الهدف الثاني، لكن هذه المرمى دون أن يخلقوا فرصًا خطيرة.
كل المؤشرات كانت توحي بانتهاء النصف الأول من الكلاسيكو بتفوق الريال بهدف نظيف حتى انطلق كريستيانو رونالدو في الجهة اليسرى في الدقيقة 44 ومرر كرة عرضية رائعة لخضيرة الذي انزلق محاولًا إيداعها للمرمى فاستبسل فالديس في صدها على مرتين حاميًا عرينه من هدف محقق، فيما طالب الريال بركلة جزاء بعد أن أصر سامي خضيرة على أن أدريانو لمس الكرة بذراعه...الحكم لم يأبه لذلك، وأنهى الشوط الأول بتفوق الريال بهدف نظيف.
وما إن أعلن أونديانو مايينكو عن بداية النصف الثاني والأخير من ملحمة الكلاسيكو، حتى اشتعل اللقاء، فالريال بدا لوهلة وكأنه عازم على التعديل، فنزل بثقله الهجومي، فناور عن طريق رونالدو، دي ماريا وخضيرة، إلا أن فقره في التمريرة الأخيرة كان جليًا وجعل فترة صحوة الميرنجي تمر بردًا وسلامًا على الفريق الكتلوني.
الدقيقة 53 عرفت ردًا ناريًا من أصحاب الأرض اللذين كانوا قاب قوسين أو أذنى من إضافة الهدف الثاني عن إنييستا الذي استغل كرة طائشة على حافة منطقة الجزاء ليُطلق تسديدة قوية جدًا ارتطمت بفاران الذي أنقذ فريقه هذه المرة. دقيقة بعد ذلك، نثر الرسام إنييستا سحره داخل المستطيل الأخضر بتمريرة من عالم آخر لنيمار الحر الطليق يمينًا والذي أطلق تسديدة قوية جدًا من زاوية صعبة تصدى لها دييجو لوبيز بصعوبة بالغة.
العملية الموالية كانت بعنوان "خطأ الشاطر بألف"، فإنييستا فقد الكرة في منتصف الميدان أمام مودريتش الذي مرر كبرة بينية للدون رونالدو الذي انسل يسارًا وسدد كرة قوية جدًا تصدى لها فالديس بأعجوبة محولًا إياها إلى الركنية، هذه الأخيرة كادت تأتي بالجديد لفريق كارلو أنشيلوتي إذ أن دي ماريا حاول تسديدة كرة على الطائر من خارج منطقة الجزاء تصدى لها فالديس ثانية مبقيًا النتيجة على حالها.
المباراة وصلت ذروتها، وهو ما كان في مصلحة المشاهد المحايد الذي حصل على طبق كروي شهي جدًا في الشوط الثاني...ليونيل ميسي حاول إثبات نفسه عن طريق اختراقات متعددة كلفته تلقي بعض التدخلات العنيفة. الفريق الملكي انتفض ثانية وثار على أصحاب الأرض، فخلق فرصة خطيرة جدًا في الدقيقة 70 عندما مرر دي ماريا كرة لرونالدو الذي انسل إلى منطقة الجزاء وسقط بعد التحام بينه وبين ماسكيرانو رفض الحكم أن يحتسبه ركلة جزاء وسط سخط كبير من لاعبي الريال.
البديل المُنتقد كثيرًا من طرف جماهير الريال كان صاحب الفرصة الأفضل والأجمل لفريقه في مباراة اليوم، إذ هيأ نفسه جيدًا للتسديدة ثم أطلق كرة تسديدة صاروخية ارتطمت بالعارضة بل حطمتها تاركة جماهير الكامب نو في ذهول كبير، ومطالبة فريقها بالعودة إلى الصورة مجددًا.
رد البرسا أتى في مناسبة أولى عن طريق نيمار الذي تلقى كرة من نيمار وسدد كرة تدخل بيبي لتحويلها إلى ركنية...لكن الدقيقة 78 شهدت أفضل ما في اللقاء عن طريق "الفتى المعجزة" ألكسيس سانشيز الذي تلاعب بفاران، ثم لمح تقدم دييجو لوبيز عن مرماه ثم رفع الكرة فوقه بطريقة ساحرة تركت العدو قبل الصديق يصفق بشكل لا إرادي...هدف أنطولوجي كان وراء مضاعفة التقدم لبرشلونة، لتتلاشى آمال الريال في العودة للقاء.
ثواني بعد ذلك، انسل داني ألفيش من الرواق الأيمن بعد مراوغة كريستيانو رونالدو، ثم انفرد بدييجو لوبيز، ثم سدد كرة أرضية تمكن لوبيز من صدها منقذًا فريقه من هزيمة ثلاثية كانت لتكون قاسية جدًا. استمر اللقاء في هذه الأجواء الرائعة، وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، انطلق رونالدو في الرواق الأيسر ومرر كرة رائعة لخيسيه المنطلق وحيدًا في اتجاه المرمى، فاستلم الكرة وسدد كرة أرضية ممتازة ارتطمت بفالديس وسكنت شباكه محولًا النتيجة لهدفين لهدف.
البرسا عاد لمحاولة مضاعفة التقدم، فحاول في الدقيقة 92 عن طريق تمريرة ذكية من تشافي لميسي الذي انطلق وحيدًا في الجهة اليمنى ومرر كرة لدانييل ألفيش الذي أطلق تسديدة قوية ارتطمت بمودريتش وتحولت إلى خارج الميدان، ليُطلق الحكم بعدها صافرة النهاية في مباراة كانت ممتازة جدًا في شوطها الثاني.
وبهذه النتيجة، واصل برشلونة احتلال الصادرة برصيد 28 نقطة، فيما ابتعد على ريال مدريد بست نقاط الذي واصل احتلال المركز الثالث برصيد 22 نقطة.