أكد الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية، الذي عقد أمس في مدينة موسكو، على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وشارك وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في الاجتماع، حيث تم بحث العلاقات بين الجانبين واستعراض سبل وآليات تعزيز التشاور والتنسيق بينهما حيال القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الإرهاب، إضافة إلى التطورات في كل من سوريا والعراق والتدخلات الإيرانية في دول المنطقة.
وصدر عن الاجتماع بياناً مشتركاً أكد فيه الوزراء ضرورة التزام إيران بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سلامة الأراضي وعدم استخدام القوة أو التهديد بها بما يتفق مع القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الوزراء في بيانهم، على ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة دول «5+1» في يوليو 2015 ، بشأن برنامج إيران النووي.
وأدان الوزراء كافة التنظيمات الإرهابية، مؤكدين مواقفهم الثابتة لنبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره، وضرورة تكثيف التعاون بين جميع دول العالم لمحاربة ظاهرة الإرهاب، وتنسيق الجهود وتبادل المعلومات والالتزام بالقرارات ذات الصلة والصادرة من مجلس الأمن، مرحبين بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتعاون القائم بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي ما يتعلق بسوريا، جدد وزراء الخارجية مواقفهم الثابتة في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وأهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، القاضي بالسماح بالوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.
وعبروا عن أملهم في أن يحقق وقف إطلاق النار توفير بيئة داعمة للعملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة والمجموعة الدولية لمساندة سوريا وصولاً لاتفاق كامل يحقق تطلعات الشعب السوري.
كما رحب البيان بوقف الأعمال القتالية في اليمن، معبرين عن استمرار دعمهم لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وشددوا على أهمية التقدم في المحادثات الجارية في الكويت.
وناشدوا جميع الأطراف باتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية دائمة وشاملة للصراع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 «2015»، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، مؤكدين على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني بأكمله، دونما معوقات وبأسرع وقت ممكن.
وفي الشأن العراقي، شجع الجانبان تحقيق المزيد من التقدم في العراق نحو تخفيف التوترات الطائفية مع التأكيد على وحدة الأراضي العراقية ورفض التدخل الخارجي في العراق، مؤكدين تضامنهم مع الشعب العراقي في تصديه لتنظيم داعش الإرهابي، داعين إلى تكثيف الجهود لإعادة الاستقرار في المناطق التي تم تحريرها من داعش لتقديم المساعدات للاجئين والنازحين داخل العراق.
وحول الوضع في ليبيا، رحب البيان بالاتفاقية التي شكلت بموجبها حكومة الوفاق الوطني وأعربوا عن قلقهم من الأعمال الإرهابية التي حدثت في ليبيا، مؤكدين دعمهم لجهود الأمم المتحدة في حفظ الأمن والسلام في ليبيا.
وفيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط، أكد وزراء الخارجية على ضرورة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس اتفاق سلام عادل ودائم وشامل يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة متماسكة مبنية على حدود عام 1967.
وأكد الوزراء على أهمية تفعيل الحوار بين الحضارات، كضرورة استراتيجية تهدف الى تكريس مبادئ الاحترام المتبادل بين الحضارات ومواجهة التطرف والعنف، منوهين بالجهود المبذولة من قبل دول مجلس التعاون وروسيا الاتحادية في هذا الجانب.
وعن التعاون بين دول المجلس وروسيا، أكد الوزراء على أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين على المستويات السياسية والاقتصادية وتكثيف التواصل بين المسؤولين في المجالات التجارية والصناعية.
واتفق الوزراء على استضافة مملكة البحرين للاجتماع الوزاري الخامس بين دول مجلس التعاون وروسيا الاتحادية في العام 2017.