برشلونة-(رويترز): حول المدرب دييجو سيميوني أتليتيكو مدريد من فريق يترنح فوق منطقة الهبوط بدوري الدرجة الأولى الإسباني إلى أحد كبار الكرة الأوروبية.
وإذا ثأر أتليتيكو لهزيمته في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 أمام ريال مدريد عندما يلتقي الغريمان مجدداً يوم السبت المقبل في ميلانو فإن ذلك سيعني اكتمال التحول في مسيرة الفريق.
واستلم لاعب الوسط السابق لأتليتيكو فريقاً خرج لتوه مبكراً من كأس ملك إسبانيا عندما تولى المسؤولية خلفاً لجريجوريو مانزانو في ديسمبر 2011.
وبعدها بخمسة أشهر قاد سيميوني الفريق لإنهاء الدوري في المركز الخامس والفوز بلقب الدوري الأوروبي وهو الأول ضمن خمسة ألقاب أحرزهما بعد ذلك. ولا يزال لقب دوري الأبطال الوحيد المستعصي عليه.
وفي 2014 انتزع سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد هدف التعادل بضربة رأس خلال الوقت المحتسب بدل الضائع قبل أن يخسر أتليتيكو اللقب القاري في النهاية بعد اللجوء لوقت إضافي. وفي إثبات لقدرات سيميوني استطاع الوصول بعد عامين للنهائي مرة أخرى.
وقال إنريكي سيريزو رئيس أتليتيكو الذي شهد 52 تغييراً في الجهاز التدريبي قبل تعيين المدرب الأرجنتيني «دييجو سيميوني هو المدرب المثالي لأتليتيكو مدريد. كرة القدم هي حياته وعشقه».
وقال سيريزو ذات مرة إنه يتمنى أن يكون تأثير سيميوني على ناديه مشابهاً لما فعله أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد. وربما لا يزال سيميوني بعيداً بشكل كبير عن الوصول لإنجاز فيرجسون الذي قضى 27 موسماً في أولد ترافورد إلا أنه يصنع إرثه بالفعل مع أتليتيكو.
ومع قيادته للفريق في 173 مباراة بالدوري بات سيميوني ثاني أطول المدربين بقاء على مدار تاريخ النادي بعد لويس أراجونيس.
ويعد أكبر إنجاز لسيميوني هو فوزه بلقب الدوري الإسباني مع أتليتيكو وإنهاء سيطرة ريال مدريد وبرشلونة لعقد من الزمان على اللقب.
وسيؤدي دفعه للفريق نحو أول ألقابه على الإطلاق في دوري الأبطال لتكليل كافة هذه الجهود. وسيمنح الفوز في ميلانو سيميوني سادس ألقابه وسيعادل سجل أراجونيس كأنجح مدرب في تاريخ النادي.
وسيميوني هو الأطول بقاء بين كافة مدربي الدوري الإسباني حالياً ويبدو في طريقه للاستمرار مع الفريق. ووقع الأرجنتيني سيميوني على عقد حتى 2020 وحال عدم حدوث أي مفاجآت فإنه سيقود الفريق على الملعب الجديد «لا بينتا» في بداية موسم 2017-2018.
لكن ورغم كل ذلك فإن أبرز إنجازات سيميوني تتمثل في تحويل الفريق نحو اتباع أسلوبه المميز القائم على الضغط الشديد. ويدافع لاعبوه الآن وبكل قوة عن الأسلوب الصارم للفريق في الأداء.
وقال المدافع دييجو جودين «نحن مجموعة من اللاعبين نقاتل حتى الموت من أجل المدرب. نؤمن بما نؤديه ونتدرب بقوة لننافس أكبر الأندية».
وأضاف لاعب الوسط ساؤول نيجيز «كل كرة تمثل حربا يجب أن ننتصر فيها ولا أرى أي شيء سيء في هذا الأمر».
وأضاف «نحن فريق قوي ونقاتل من أجل كل كرة كما لو أنها آخر كرة بالنسبة لنا. هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع أصعب المباريات وهذه هي الطريقة التي وصلنا بها إلى ما نحن عليه الآن».