عواصم - (وكالات): ظهرت صور ومقاطع فيديو للمطلوب البحريني حبيب الجمري وهو يقاتل ضمن عناصر ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، وفقاً لموقع قناة «العربية»، فيما أعلنت القوات العراقية أنها حققت تقدماً شمال شرق الفلوجة، بينما أفادت مصادر بإحراق مسجدين في بلدة الكرمة. وفر المطلوب البحرين الجمري، من البحرين قبل نحو 5 سنوات وهو محكوم في 3 قضايا متعلقة بالإرهاب، أعلاها عقوبة السجن المؤبد، إضافة إلى قرار صدر بحقه بسحب جنسيته.
ويخشى مراقبون من أن تتسبب المعركة في صراعات طائفية بدأت ملامحها بالظهور، فالوقائع تشير إلى أن ميليشيات الحشد الشعبي تشكل القوة الرئيسة ميدانياً في عملية الهجوم على مواقع تنظيم الدولة «داعش» في الفلوجة غرب بغداد، وتنفذ قصفاً منهجياً ضد أهالي المدينة المحاصرين. كذلك تحدثت مصادر عن وجود مستشارين إيرانيين مع ميليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة. وتمكن المئات من أهالي الفلوجة أغلبهم نساء وأطفال من الفرار بمساعدة القوات العراقية من مدينتهم التي تشهد عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة عليها من قبضة «داعش».
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن «قواتنا أخلت 460 شخصاً يمثلون أسراً غالبيتها من النساء والأطفال، من أهالي الفلوجة». وأشار إلى تواجد القوات الأمنية لاستقبال تلك الأسر عند جسر السجر إلى الشمال من الفلوجة.
ودعا جودت الأهالي الذين مازالوا داخل الفلوجة للخروج منها باتجاه جسر السجر لأن القوات الأمنية قامت بفتح ممرات آمنة لتسهيل ذلك. وأكد راجع بركات عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، حيث تقع الفلوجة، إن «مئات العائلات من أهالي الفلوجة تمكنت من الخروج من المدينة». وبدا النازحون وبينهم عدد كبير من الأطفال منهكين بعدما وصل أغلبهم سيراً وهم حفاة إلى مناطق تواجد القوات الأمنية. وبدأت القوات العراقية الإثنين الماضي تنفيذ عملية واسعة لتحرير الفلوجة التي يسيطر عليها «داعش» منذ يناير 2014، وتعد أبرز معاقل التنظيم في العراق مع الموصل.
وأعلنت القوات العراقية أنها حققت تقدماً شمال شرق الفلوجة، بينما أفادت مصادر بإحراق مسجدين في بلدة الكرمة.
وقالت قيادة العمليات المشتركة بمحافظة الأنبار إن القوات العراقية المدعومة بميليشيا الحشد الشعبي وقوات من أبناء العشائر، تمكنت من السيطرة على بلدة السجر شمال شرق مدينة الفلوجة. وأكدت مصادر أمنية أن تلك القوات تمكنت أيضاً من السيطرة على جسر السجر الحيوي الذي يربط بين بلدة السجر ومدينة الفلوجة. وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل أكثر من 20 عنصراً من قوات النخبة في الجيش العراقي، في هجوم بسبع سيارات مفخخة في بلدة السجر.
من جهة أخرى، قالت مصادر في الحشد العشائري وشهود عيان، إن مليشيات الحشد الشعبي قامت بتفجير جامع الكرمة الكبير، وحرق دائرة الجنسية والأحوال المدنية وسط بلدة الكرمة قرب الفلوجة. وأحرقت مليشيات الحشد الشعبي أيضاً جامع إبراهيم الحسون في منطقة الرشاد شرق البلدة، وأكدت المصادر أن ميليشيات الحشد الشعبي تقوم بعمليات سلب ونهب وإحراق منازل المدنيين وسط الكرمة. وقال هادي العامري رئيس فيلق «بدر» المدعوم من إيران، وزعيم أحد أكبر الجماعات الشيعية المسلحة التي تشارك مع الجيش العراقي في عملية استعادة الفلوجة إن المعركة النهائية لاستعادة المدينة ستبدأ خلال أيام وليس أسابيع فيما ظهرت تقارير جديدة عن موت أشخاص جوعاً في المدينة المحاصرة. وذكر ان المرحلة الأولى من العملية التي بدأت الاثنين الماضي أوشكت على الانتهاء مع استكمال التطويق الكامل للمدينة.
وتحدث العامري وهو يرتدي الملابس العسكرية للتلفزيون الرسمي من موقع العمليات بينما كان رئيس الوزراء حيدر العبادي يقف إلى جانبه وهو يرتدي زي قوات مكافحة الإرهاب العراقية الأسود.
من جهة أخرى، تظاهر آلاف العراقيين وسط بغداد للمطالبة بإصلاحات لتحسين أوضاع البلاد وحاول بعضهم اجتياز حواجز أمنية للوصول إلى المنطقة الخضراء، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم.
وفي خطوة استباقية، قطعت قوات الأمن 3 جسور رئيسة تؤدي إلى المنطقة الخضراء بهدف منع اقتحامها من قبل المتظاهرين، وفقاً لضابط برتبة عقيد. واحتشد آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، للمطالبة بإصلاحات من خلال تشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط مستقلين بدلاً عن الوزراء المرتبطين بأحزاب سياسية.